سورية

أزمة المحروقات أشعلت فتيل أزمة عدم الثقة…قطيعة بين مسلحي إدلب وحلب

إدلب- الوطن : 

أشعلت أزمة المحروقات، التي تعصف بمسلحي محافظة إدلب، فتيل أزمة عدم ثقة بزملائهم الحلبيين الذين عدّوهم «ناكري جميل» للمعروف الذي قدموه لهم بالوقوف إلى جانبهم لقتال تنظيم داعش شمال حلب، على حين تخلوا عنهم في وقت الشدة التي قادت إلى نوع من القطيعة بينهما.
مصادر معارضة في إدلب، أكدت لـ«الوطن»، أن بوادر الشقاق بين الفريقين ارتدت بعواقب وخيمة قد تفضي في نهاية المطاف إلى انسحاب المسلحين الذين أرسلتهم مجموعات مسلحة في إدلب ضمن تعزيزات لمساندة المجموعات المسلحة في ريف حلب الشمالي للحؤول دون إحراز تنظيم داعش مزيداً من التقدم على حساب مواقع سيطرتهم ومراكز ثقلهم كما في بلدتي صوران ومارع ولمنع استيلائها على إعزاز وبوابة السلامة الحدودية مع تركيا فيها.
وأوضح المصدر، أن النقمة في صفوف مسلحي حلب وفي نفوس السكان بشكل عام تتفاقم تدريجياً مع كل زيادة في أسعار المحروقات والسلع الغذائية والمياه، ومع شح الرغيف وتراجع تقديم الخدمات الطبية في المراكز الصحية والمشافي الميدانية إلى حدودها الدنيا.
وبيّن المصدر، أن قناعة مسلحي إدلب أن قادة مسلحي ريف حلب الشمالي وراء أزمة المحروقات التي أوقفت خدمات المرافق والبنية التحتية وأثرت بشكل كبير في قدراتهم القتالية وغرفتي عملياتهم في جيشي «الفتح» والنصر»، بدليل أن هؤلاء لا يعانون شح الوقود اللازم لاستمرار معاركهم ومقومات الحياة.
ونقل المصدر عن قائد أحد الألوية في «جيش الفتح» قوله: إنه لا يثق بالبيانات التي يصدرها مسلحو حلب وبخاصة «الجبهة الشامية»، أكبر تشكيل مسلح، عن عدم مسؤوليتهم عن تدفق الوقود من الجزيرة السورية إلى شمال حلب ومنه إلى ريف إدلب الغربي وباقي أنحاء المحافظة.
وتنحي مجموعات شمال حلب المسلحة باللائمة على داعش بمنع وصول المحروقات إلى إدلب على حين تصل إليها كميات كبيرة منه، ما يعني أن المشكلة في تلك المجموعات الراغبة في الاستئثار على حصة تهريبه كاملة لبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة تدر عليها أموالاً باهظة ولا سيما مع انغلاق بوابة تل أبيض ومنافذ تهريب رئيسية نحو تركيا في وجه التنظيم الذي بات يعتمد على المحروقات المهربة إلى مناطق سيطرة المسلحين في حلب وإدلب وحماة كمصدر تمويل رئيسي له. وأمس، وبحسب مصادر أهلية لـ«الوطن»، توقفت أفران مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها عن العمل في الوقت الذي فقد ريف الخبز في أريحا والقرى التابعة لها وخصوصاً في جبل الزاوية جراء شح المازوت الذي وصل سعر ليتره إلى 500 ليرة سورية في حال توافره، كما أغلقت معظم المشافي الميدانية في المحافظة أبوابها جراء فقدان المحروقات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن