ثقافة وفن

«بترا» بعد «السوناتا الأخيرة» و«سليمى» … حسام شراباتي: مشروع دعم سينما الشباب متطور

| عامر فؤاد عامر

يبقى للطموح في سورية لغته الخاصة، من خلال مجالات إبداعية كثيرة، واليوم لنا هذه الوقفة في ميدان السينما، وولادة مخرج شاب يبحث عن بصمته الخاصة في خطواته الأولى، التي أثبتت تميزها بين أفلام المشروع الذي أطلقته المؤسسة العامة للسينما، في دعمها لتجارب الأفلام القصيرة للشباب. المخرج «حسام شراباتي» وبعد إنجازه فيلمين قصيرين، ضمن هذا المشروع، وبعد نيل فيلمه «سليمى» الجائزة الفضية في الدورة الثالثة للمهرجان، يشرع للانطلاق في تصوير فيلمه الجديد «بترا»، وحول هذه التجارب كان لقاؤنا معه.

لديك تجربتان في الإخراج من خلال فيلمي «سليمى» و«السوناتا الأخيرة». حدثنا عن تجربتك في كل منهما، وما الذي أضافته لك التجربة بين الفيلم الأول والثاني؟
فيلم «السوناتا الأخيرة» كان تجربتي الأولى مع المؤسسة العامة للسينما، ومشروعها في دعم سينما الشباب، وقد أُنتج في عام 2013 وهو فيلم قصير مدته 10 دقائق، من بطولة: «أسامة حلال» و«لارا سعادة» و«سوزانا الوز» و«يزن السيد»، وقد تناول الفيلم ثنائية الحب والحرب بصورةٍ عامة، وأعده خطوتي الاحترافية الأولى في عالم السينما، وكان تجربة جميلة ومفيدة، وهنا أوجه شكري لمدير التصوير والإضاءة «نائل تركماني»، الذي كان شريكاً مهماً في تجسيد الرؤية الإخراجية على أرض الواقع، وذلك ضمن التمويل الضيق الذي منحته مؤسسة السينما، يمكن القول إن الفيلم امتلك كل العناصر الفنية الجيدة، وكان تجربة عملية ناجحة ومفيدة. أما بالانتقال إلى فيلم «سليمى» وكانت مدته 16 دقيقة، والذي أُنتج عام 2015 فكان من بطولة: د. «جمال قبش»، و«لمى حكيم»، والطفلة «لين صابر ليلان»، وأعتقد أنني استطعت خلال هذه التجربة مواجهة الصعوبات والعوائق التي اعترضتني في التجربة الأولى السابقة، وامتلكت أدواتي هنا بصورةٍ أفضل، إضافة إلى تطور مشروع دعم سينما الشباب، لأنه قد مضى عليه 4 سنوات. و«سليمى» يتحدث عن رحلة الشابة «سليمى» للبحث عن ماضيها المفقود، نتيجة تعرضها للعنف الأسري، الذي أفقدها الذاكرة جزئياً، لتجد نفسها في فرنسا، وتعود منها إلى سورية، للبحث عن نفسها، وهذا الفيلم شارك في العديد من المهرجانات العالمية، منها مهرجان الفيلم المشرقي في جنيف الدورة 11 ومهرجان نهال في طهران الدورة 13 وفي مهرجان جامعة باريس الثامنة، إضافة إلى عدد من المهرجانات العربية، وقد حصل الفيلم على الجائزة الفضية في مهرجان دعم سينما الشباب والأفلام القصيرة المقام في دار الأوبرا السورية في دمشق في نسخته الثالثة. وهذه الجائزة منحتني دعماً معنوياً لأقدم الأفضل في الأعمال القادمة، وتقديراً مهماً من المؤسسة العامة للسينما، التي اهتمت في تكريم التعب والجهد المبذول في إنجاز هذا الفيلم.

ماذا يعني لك اختيار فيلمك لينال الجائزة الفضية من بين الأفلام المشاركة في مهرجان دعم سينما الشباب في دمشق؟ وهل تعتقد أن مشروع دعم سينما الشباب هو مشروع منتج للسينما بصورة إيجابية؟
يمكن القول إن مشروع دعم سينما الشباب والذي بدأته المؤسسة العامة للسينما في عام 2013 من خلال تقديم الفرصة لـ12 فيلما قصيراً ليصبح العدد اليوم نحو 30 فيلماً قصيراً؛ هو خطوة مهمة اتخذتها لمؤسسة لدعم السينما السورية، التي تعاني الركود بصورةٍ عامة، وهو محاولة جيدة لاكتشاف مواهب وطاقات سورية شابة، واستثمارها في مجال الإبداع السينمائي، والمشروع ما يزال في مراحله الأولى، وعلامات التطور فيه تبدو واضحة، من عامٍ لآخر، لكنه لا يزال بحاجة إلى دعمٍ أكبر، وإلى مراجعة ذاتية تقوم بها المؤسسة لإصلاح الأخطاء والعيوب التي تشوبه، لكنه بصورةٍ عامةٍ أجده مشروعاً ناجحاً، ويجب دعمه ليكون أنجح، وخاصة أنه المنبر الوحيد للشباب، الذي يدعم تجاربهم السينمائية، من دون شروط تذكر.

ما جديدك وماذا تحضر من مشاريع؟
أعمل حالياً على مشروع فيلم قصير بعنوان «بترا» على أمل أن يرى النور قريباً، وقد أنجزت السيناريو الأولي له، وما زال بحاجة لبعض اللمسات كي نشرع بمرحلة التصوير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن