سورية

حذر من أن أي ضرر لسورية سيضر بالأمن القومي العربي بأكمله…حسين هريدي لـ«الوطن»: إيجاد حل للأزمة السورية هو مفتاح حل مشكلات المنطقة العربية

 القاهرة – فارس رياض الجيرودي : 

اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، أن الوضع في سورية هو «محور الأحداث في الوطن العربي»، لافتاً إلى أنه «إذا نجح الوطن العربي في التوصل إلى حل سياسي في سورية من دون أي تدخلات دولية أو إقليمية، فإن ذلك سيكون مفتاح التعامل مع باقي القضايا والأزمات، ومشدداً في الوقت نفسه على أنه من غير الممكن الحديث عن حلول للأزمات التي تواجه العالم العربي من دون تسوية نهائية للصراع العسكري في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح هريدي، أن العلاقة بين مصر وسورية ومنذ ثورة 25 كانون الثاني وسقوط نظام حسني مبارك اختلفت حسب من كان يحكم البلاد، معرباً عن أسفه لأن البعد القومي اختفى من قائمة مصطلحات السياسة الخارجية المصرية.
وأضاف: «كان لا بد لمصر أن تتخذ موقفاً مما يحدث في سورية فالعلاقة بين ما يحدث في البلدين تجعل فصلهما عن بعض أمراً غير ممكن»، لافتاً إلى أن الموقف الروسي والصيني والإيراني الداعم لسورية حال دون تكرار ما حدث في ليبيا فيها. وأوضح هريدي، أن من يخطط لقلب نظام الحكم في سورية لم يضع بالحسبان دعم حلفائها ومنهم حزب اللـه، مشيراً إلى أن لدى دول الاتحاد الأوروبي الآن مخاوف من عودة 6000 من «المجاهدين» الأوروبيين بعد انتهاء الحرب في سورية، مؤكداً أن أجهزة الاستخبارات في الدول الأوروبية في حالة استنفار كامل استعدادًا لعودة المقاتلين المدربين.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن تركيا وقطر عملا كل ما أمكنهما من أجل تثبيت جماعة «الإخوان المسلمين» مكان الرئيس بشار الأسد عقب خسارتهم في مصر، لافتًا إلى أن مجموعة الدول الداعمة للمجموعات المسلحة على الأرض السورية تختلف على اليوم التالي لسقوط النظام.
وأضاف: إن «على المصريين الالتفاف حول القيادات السياسية والدولة الوطنية المصرية»، مشيراً إلى أن ما نشاهده في سورية والعراق هو إسقاط مشروع الدولة الوطنية في العالم العربي.
وأوضح هريدي، أن ما يحدث في العراق مسألة تدعو إلى الالتفاف حول الدولة في مصر بكل رموزها ومؤسساتها، مؤكداً أن مصر ليست بعيدة عما يدور في سورية والعراق، فما يحدث اليوم هو إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة بأكملها.
ورأى، أن أي عمليات عسكرية على الأراضي السورية من دون تنسيق مع الحكومة السورية والحصول على موافقتها يعتبر عدواناً على سورية وذلك بموجب ميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية.
ولذلك فإن ما يجري الآن من ضربات جوية على سورية – حسب هريدي- يعد عدواناً على الأراضي السورية، محذراً من أن هذه الضربات سوف تزيد الأمر تعقيداً وخاصة في ظل مشاركة عدد من الدول العربية في التحالف الدولي، ومعتبراً أنه «سيتحمل مسؤولية هذه الضربات من قام بها».
وأضاف: إن أغلب الدول العربية وفى مقدمتها مصر يؤيدون الحل السياسي للأزمة السورية ويدعون إلى ضرورة وجود حل سلمي للأزمة السورية حفاظاً على الوحدة السورية واستقلالها. وعن موافقة «الائتلاف» المعارض على هذه الضربات، قال هريدي: إن الائتلاف لا يمثل سورية وليس له أي شرعية على حين توجد حكومة شرعية لسورية ممثلة في الأمم المتحدة.
واعتبر هريدي، أن الدور الذي لعبته تركيا في الأزمة السورية كان ولا يزال سلبياً، مؤكداً أن كل عناصر تنظيم داعش الإرهابي مرت إلى سورية عبر الأراضي التركية، وأن البعض منهم تم تدريبه في تركيا.
ورأى أنه «لا يستقيم أن تزعم تركيا محاربتها لتنظيم داعش وهي في الوقت ذاته تعلن تدريب وتسليح جماعات متطرفة أخرى في سورية»، مضيفاً: «الموقف العربي يجب أن يكون موحداً لمحاربة الجماعات الإرهابية كلها وليس داعش فقط، فأي ضرر يقع على سورية يضر بمصر والأمن القومي العربي بأكمله كون سورية الظهير الإستراتيجي لمصر». وأشار هريدي إلى أن الشعبين السوري والمصري سيقرران من الذي يحكمهما، بعيداً عن التدخلات الخارجية وأن مصر وسورية قضية واحدة كما كانتا دولة واحدة في السابق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن