قضايا وآراء

مسؤولون في البنتاغون: تصفية النصرة والقاعدة في سورية خسارة فادحة لأميركا

| تحسين الحلبي 

أخيراً بدأ عدد من المسؤولين في إدارة أوباما بالاعتراف بأن الهزائم والخسائر الأخيرة للمجموعات الإرهابية التي تدعمها منظمة القاعدة في حلب هي هزيمة وخسارة لهم، وهذا ما يكشفه «جيسون ديتس» في مجلة «أنتي وور» مستشهداً بتصريحات حديثة لعدد من المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»… فقد رأى هؤلاء أن استمرار وجود ونشاط مجموعات القاعدة وجبهة النصرة في سورية وخصوصاً في شمالها سيخدم إدارة أوباما ضد الجيش العربي السوري وروسيا في الوقت نفسه، لكن الهزائم التي لحقت بهذه المجموعات في شمال سورية وخاصة في حلب ستلحق ضرراً بالغاً في مصداقية الإدارة الأميركية عند حلفائها العرب الذين ساعدوا في دعم مجموعات النصرة والقاعدة، لذلك سيحاول البنتاغون إقناع الرئيس المنتخب ترامب بعدم تغيير هذه السياسة التي تُستنزف فيها مجموعات القاعدة والنصرة ومن يصطف معها من مجموعات المعارضة الأخرى على يد الجيش العربي السوري والروسي معاً، وفي وزارة الخارجية الأميركية أبدى الوزير جون كيري في أثناء ندوة مركز (سابان) للدراسات الإستراتيجية في واشنطن قبل يومين ندمه وأسفه على عدم توجيه حرب أميركية مباشرة ضد الرئيس الأسد في عام 2013، لأن تراجع أوباما بعد إطلاقه الإنذار وبعد تحديد ساعة الصفر جعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة وعاجزة في منطقة الشرق الأوسط، وقال كيري إن الكونغرس الأميركي لم يشجع أوباما على هذه الحرب وتردد في الموافقة عليها بعد سلسلة اجتماعات كان كيري يتولى فيها الدفاع عن شن هذه الحرب ويطرح مبرراتها وضرورتها إلى حد أطلقت عليه صحيفة نيويورك تايمز اسم «وزير الحرب».
وفي الندوة نفسها أضاف كيري إن «أوباما أراد توجيه ضربة عسكرية للأسد لكنه فضل أن تشن الحرب بموافقة الكونغرس»، ورغم هذا التبرير إلا أن أخباراً كثيرة تحدثت في «آب 2013» قبيل إعلان أوباما عن شن الحرب بأن مسؤولين في وزارة الدفاع وقائد الجيوش الأميركية اعتبروا أن نتائج هذه الحرب غير مضمونة للمصالح الأميركية بسبب مضاعفاتها على المنطقة وتوسع رقعة ساحتها وعدم مشاركة دول أوروبية مهمة فيها مثل بريطانيا.
وفي ساحة التحليل السياسي في مراكز الأبحاث الأميركية يرى المختصون في شؤون المنطقة أن إدارة أوباما لم تحقق ما طمحت إلى تحقيقه من أهداف في سورية ولا في العراق ولا في إيران ولا في اليمن أو مصر إلى حد ما بينما لا تزال ليبيا أهم عنوان لفشل الإدارة الأميركية والمسؤولين الأوروبيين، ومع ذلك يعترف البعض بأن إدارة أوباما تسببت بحروب حملت معها قتلاً ودماراً لشعوب المنطقة، لكن هذا الدمار والقتل كان وسيلة لفرض سياساتها وإدارتها لمصالح هذه الشعوب وهو الهدف الذي لم تحققه خلال السنوات الثماني من إدارة أوباما، بل إن فشلها ظهر بموازاته نجاح على المستوى الإقليمي والدولي حققته روسيا في المنطقة سواء من ناحية ما نشرته من تكنولوجيا عسكرية وأسلحة امتدت ساحتها من سورية إلى إيران حتى حزب الله، وهذه المصادر لم تكن موجودة قبل التدخل الأميركي المباشر في حروب المنطقة فقد تحولت موسكو إلى عنوان بموجب ما يعترف به (رون بول) السيناتور الأميركي المعارض لحروب بوش وأوباما يتاح من خلاله طرق أبواب موسكو للتعاون العسكري والسياسي مثلما فعلت مصر ومثلما يحاول العراق أن يفعل، وربما لهذه الأسباب أبدى جون كيري (ندمه) على عدم شن حرب أميركية مباشرة على دمشق في عام 2013 رغم كل ما بذله من جهود للتحريض والتشجيع على شنها.
فالخاسرون بعد 20 كانون الثاني المقبل سيغادرون حلبة السياسة والحروب حين يتسلم ترامب الرئاسة الأميركية ويلعقون جراح فشلهم وهزيمتهم بدءاً من أوباما وانتهاء بجون كيري ومروراً بهيلاري كلينتون، فقد انتصر الشعب السوري وجيشه وقيادته على أكثر من ستين دولة سخرت نفسها وقدراتها تحت إدارة أوباما لاحتلال سورية وتمزيقها وأصبح سجل هذا الصمود والانتصار أمام مرأى الرئيس الجديد ترامب، فهل يتعظ منه أم يكرر سياسة أوباما؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن