سورية

حيدر يدعو المجتمع الدولي للبحث في تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين إن كان يريد فعلاً بحث مسألة حلب … المعلم: واثقون من الانتصار على الإرهاب.. وشيه يؤكد أهمية الاستمرار في مكافحته لأنه «يعوق الحل السياسي»

| سامر ضاحي– وكالات

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أمس استمرار الحكومة السورية في جهود مكافحة الإرهاب وثقتها بقدرتها على الانتصار عليه مع العمل في الوقت نفسه على التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، على حين شدد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان على أهمية الاستمرار في مكافحة هذا الإرهاب الذي يعوق الحل السياسي.
وجاءت مباحثات المعلم مع شيه بعد مباحثات أجراها الأخير مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد. كما أجرى شيه مباحثات مع وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر الذي اعتبر أن على المجتمع الدولي إن كان يريد فعلاً أن يبحث موضوع حلب بعد الانتصار «النوعي» و«الإستراتيجي» للجيش العربي السوري، البحث «فيما سيقدمه للشعب السوري من مساعدات إنسانية عبر الدولة السورية».
وجرى خلال لقاء المعلم وشيه استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة وبخاصة جهود مكافحة الإرهاب والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وأكد المعلم، أهمية الاستمرار في تعزيز وتطوير العلاقات بين سورية والصين في مختلف المجالات بما فيها السياسية والاقتصادية والتجارية وقدم الشكر للصين على المساعدات التي تقدمها لسورية والتي تسهم في التخفيف من معاناة الشعب السوري في ظل الحرب الإرهابية التي يتعرض لها والعقوبات الاقتصادية الظالمة المفروضة عليه منذ عدة سنوات والتي أثرت في الاقتصاد السوري والبنى التحتية.
وعرض المعلم آخر التطورات الميدانية في المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه الأبطال وخاصة في مدينة حلب لضرب المجموعات الإرهابية المسلحة، مؤكداً استمرار الحكومة السورية في جهود مكافحة الإرهاب التكفيري وثقتها بقدرتها على الانتصار عليه مع العمل في الوقت نفسه على الاستمرار في بذل الجهود لتلبية احتياجات المواطن السوري والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية يقوم على حوار سوري سوري بقيادة سورية ومن دون تدخل خارجي.
وشدد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه وأهمية إلزام الدول والأنظمة الداعمة للإرهاب وعلى رأسها أنظمة تركيا والسعودية وقطر باحترام قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب، مشيداً بالمواقف المبدئية للصين في المنظمات الدولية وبالتنسيق الوثيق بين البلدين على الساحة الدولية، ومعرباً عن امتنانه للصين وروسيا الاتحادية لاستخدامهما حق النقض في مجلس الأمن على مشروع القرار الذي تحدث عن هدنة ولم يتضمن خروج المسلحين من شرقي حلب.
بدوره أكد المبعوث الصيني موقف بلاده الداعي إلى عودة الأمن والاستقرار إلى سورية آملاً في إحراز تقدم في جهود الحل السياسي عن طريق استئناف الحوار بين السوريين أنفسهم لأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده، ومؤكداً استمرار بلاده في لعب دور بناء لتسوية الأزمة في سورية بالتنسيق مع الجانب السوري واستعدادها لتعميق التعاون الثنائي مع سورية في كل المجالات واستمرارها في تقديم المساعدات للشعب السوري الصديق.
وقدر شيه الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب، معرباً عن ثقته بانتصارها في حربها على الإرهاب، ومشدداً على أهمية الاستمرار والتقدم في مكافحة هذا الإرهاب الذي يعوق الحل السياسي، وداعياً إلى الضرب بيد من حديد كل التنظيمات الإرهابية من دون تمييز وأينما وجدت ومن دون اتباع معايير مزدوجة لأن الإرهاب عدو مشترك للبشرية جمعاء ويجب عدم استغلاله لتنفيذ أجندات خاصة.
وفي وقت سابق التقى المقداد شيه والوفد المرافق حيث تباحث الجانبان حول الأوضاع في سورية والعلاقات بين البلدين الصديقين. وأكد المقداد التقدير العالي الذي تلقاه مواقف الصين لدى حكومة وشعب سورية وخاصة أنها تمثل التطلعات التي يسعى شعبا سورية والصين إلى تحقيقها وهي القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.
من جانبه أكد شيه وقوف بلاده إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب وشرح الجهود التي يبذلها في اتصالاته وزياراته إلى عدد من البلدان لإيجاد حل للأزمة التي تواجهها سورية بما في ذلك مواقف بلاده في المحافل الدولية وخاصة في مجلس الأمن.
وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائه شيه، قال حيدر: إن المبعوث الصيني يحمل ملفات أساسية أحدها الحل السياسي في سورية، إضافة إلى الملفات الأخرى المتعلقة بالحرب على الإرهاب والمساعدات الإنسانية والوضع الإنساني في سورية.
وأوضح حيدر، أن النقاش في الملفات الثلاثة كان «غنياً وشائقاً». وقال: «تكلمنا في رؤيتنا للحل السياسي الذي هو ليس بديلاً للعملية العسكرية والحرب على الإرهاب وتكلمنا عن المحاور المتوازية لحل الأزمة وهي الحرب على الإرهاب أولاً وتنظيف الأرض السورية من الإرهابيين ثانياً، والعمل السياسي والحل السياسي عبر عملية سياسية بين السوريين أنفسهم على الأرض السورية وبقيادة سورية ولمصلحة سورية».
ورداً على سؤال «الوطن» عن إمكانية إنجاز مصالحة في حلب ومستقبل العملية السياسية في ظل التقدم الميداني للجيش، قال حيدر: «نستطيع الحديث أكثر عن انتصار الجيش العربي السوري في حلب، واليوم نعتبره نموذجاً للإرادة السورية التي تنتصر كما انتصرت في مواقع أخرى»، معرباً عن اعتقاده بأن تلك الانتصارات «أغلقت آخر الآمال الخارجية لإقامة قاعدة انطلاق في العدوان على سورية»، مشدداً على أن هذا «الانتصار نوعي وإستراتيجي في حلب وسيحول المسار بالكامل حتى في العملية السياسية من موقع إلى موقع آخر».
وأضاف: «اعتبر أن ما يجب أن يبحثه المجتمع الدولي إن كان فعلاً يريد أن يبحث موضوع حلب هو ماذا يريد أن يقدم للشعب السوري من مساعدات إنسانية عبر الدولة السورية وعبر المؤسسات السورية المعنية بذلك، أما ما عدا ذلك فالدولة السورية تقوم بكل ما هو مطلوب».
ورداً على سؤال آخر لـ«الوطن» عن رؤيته للحل السياسي في ظل الانتصارات في حلب، أكد حيدر أن شيه كان يستمع أكثر مما يقول، وأضاف: «رؤيتنا معروفة للجميع، وكل تدخل خارجي في بنية التغيير وبنية الحل السياسي وآليات الحل السياسي هي مرفوضة بالمطلق كما هو مرفوض الوجود الخارجي على الأرض السورية عسكرياً فهو مرفوض سياسياً في المستقبل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن