اقتصادالأخبار البارزة

الليرة تتحسن على وقع الانتصارات في حلب.. والدولار «الأسود» أصبح أقل من «الرسمي» … ياغي لـ«الوطن»: انخفاض الدولار مستمر والمطلوب من «المركزي» تسريعه

| المحرر الاقتصادي

عززت المكاسب العسكرية للدولة السورية في محافظة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، من عامل الثقة في العملة الوطنية المحلية، وهو أحد أبرز العوامل المؤثرة في قيمة أي عملة محلية، فارتفعت مكاسبها بنحو 6% أمام الدولار الأميركي خلال اليومين الماضيين، في تعاملات السوق الموازية، حتى انخفض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة دون مستوى الأسعار الرسمية الأخيرة التي حددها مصرف سورية المركزي.
وبحسب مصادر متنوعة من عدد من الأسواق السورية، فقد انخفض سعر صرف الدولار أمام الليرة من 534 ليرة إلى 505 ليرة، وهو أعلى سعر في العاصمة دمشق معلن مساء أمس، في حين تراوح سعر صرف الدولار بين 493 510 في باقي المناطق السورية، وبلغ سعر تمويل المستوردات 520 ليرة في المصرف المركزي، وسعر صرف الحوالات بأقل قليلاً من 515 ليرة قبل العطلة الرسمية. ويرجّح متابعون للسوق استمرار تحسن قيمة الليرة السورية، مدعومة باستمرار تحسن الأوضاع الميدانية، والتي شكلت نقطة انعطاف مهمة، باعتراف العديد من وسائل الإعلام الأميركي والأوروبي المؤثر على الصعيد العالمي.
وفي تصريح ل«الوطن» أكد الباحث الأكاديمي المختص بأسواق المال الدكتور كنان ياغي، تحسن قيمة الليرة مدعومة بالتقدم الذي يحققه الجيش العربي السوري في الميدان، وخاصة في حلب، منوهاً بأن العوامل الأساسية (بما فيها الاقتصادية والسياسية..) المؤثرة في سعر الصرف مسؤولة عن ارتفاع الدولار أمام الليرة حتى 350 ليرة، في حين يكون الوضع الأمني السائد بفعل الحرب، مسؤولاً عن ارتفاعه فوق ذلك المستوى بأكثر من 150 ليرة، لذا وبتحسن الوضع الأمني، سوف تتقلص هذه الزيادة بشكل ملحوظ، ويمكن أن يقترب الدولار من مستوى 450 وحتى 400 ليرة سورية، مع استمرار تحسن الوضع الأمني بشكل ملموس.
منوهاً بأنه يجب على السلطات النقدية التدخل بسرعة لدفع الدولار إلى مزيد من الانخفاض، أو تسريع هبوطه أمام الليرة، لكون الأسعار في اتجاه الهبوط تبدي مرونة أقل منها في اتجاه الصعود، ما يتطلب دعماً من المصرف المركزي، وهذا ممكن بتخفيض أسعار صرف الدولار أمام الليرة في النشرات الرسمية وتمويل المستوردات، من باب تسريع هبوط الدولار، لأن أكبر دعم يقدم حالياً للمستوى المعيشي للمواطن يتم عبر تخفيض الدولار، ومن ثم تثبيته. مشيراً إلى أن تخفيض الدولار بأكثر من 10% قد يعادل زيادة في الأجور والرواتب بنسبة أعلى منها.
وبحسب التقرير الاقتصاد الأسبوعي الأخير لمركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد»، فقد استقر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث تم تداول الليرة السورية عند مستوى 535 ليرة سورية مقابل الدولار، وذلك في ظل حالة الارتياح التي يشهدها سوق القطع الأجنبي وعودة الثقة بالليرة السورية نسبياً مع استقرار سعر الصرف خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى جانب استمرار الحكومة في اتباع سياستها المتشددة في ضبط المستوردات، ومتابعة مصرف سورية المركزي تدخله في سوق القطع الأجنبي عن طريق المصارف العاملة لتلبية الطلب التجاري وغير التجاري على القطع الأجنبي وفق ضوابط محددة، ولا سيما ترشيد استخدام القطع الأجنبي المتاح لدى السلطات النقدية، ويضاف إلى ذلك غياب فرص تحقيق المكاسب السريعة أمام المضاربين على الليرة السورية، في ظل مناخ عام يدعم فرضية استقرار سعر صرف الليرة السورية في الأجل القصير.
أما بالنسبة إلى السوق الرسمية فقد استمر مصرف سورية المركزي بتثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار عند مستوى 517.4 ليرة سورية، وأيضاً سعر الدولار لتسليم الحوالات الشخصية الواردة من الخارج بالليرات السورية عند مستوى 514.85 ليرة سورية. كما استمر في تثبيت سعر صرف المعروض لبيع القطع الأجنبي للمصارف العاملة المرخص لها التعامل بالقطع الأجنبي عند 520 ليرة سورية للدولار، وهو السعر الذي يتم من خلاله تمويل معظم المستوردات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن