لمّا نموت بالغربة تظل الروح تلفانة …عمر الفرا إلى مثواه الأخير بعد رحلة حب وعشق للأرض والشعر والإنسان

الوطن – ت: طارق السعدوني :

أمس، شيعت الأوساط الثقافية والإعلامية والشعبية الشاعر السوري الكبير عمر الفرا الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 66 عاماً إثر نوبة قلبية.
وشيع جثمانه الطاهر بعد صلاة العصر من مشفى المجتهد بدمشق وصلي عليه في مسجد بدر الدين الحسني في حي الشاغور وووري الثرى في مقبرة باب الصغير إلى جانب شاعر الياسمين نزار قباني.

طيور البرّ تلف الكون وتعاود لأرض الهاجرت منها
السمك تعبر خليج الموت قبل الموت وتعاود مكامنها
النمل إلها مساكنها
الحجر إلها معادنها
الشجر تجري بأرض وحدة مفاتنها
إلا الناس
عجيبة الناس
تعيش الغربة بالغربة
ولا تذكر مواطنها
الوطن يا بني ..شبيه الأم
ان رادت ترضع وتفطم
ان رادت تفتدي وتحرم
بأي حالة اسمها الأم
الوطن يسكن خلايا الدم
غريزة تسري عبر الدم
لمّا نموت بالغربة تظل الروح تلفانة
حزينة مشردة بالهمّ
الوطن عزّ وكرامة وصحوة الوجدان
الوطن صبر وعزيمة وقوة الإيمان
الوطن يا ابني ماهو لفلان وابن فلان وابن فلان
الوطن يا ابني ماهو طابع ولا هاتف ولا عنوان
الوطن يا ابني ماهو سايب يصير بلحظة مجنونة
ايمن كان الوطن للي جذورو مثبتة بتاريخ
يتزاحم مع الأزمان
الوطن للي يخلي الصحرا مخضّرة ويزرع بالصخر بستان
الوطن للي سما حتى وصّل مرحلة إنسان
الوطن ساكن عشق فينا ولو غبنا
الوطن للي بنى اللبنة على اللبنة
الوطن للي نذر نفسه ورخص بابنه
الوطن للي يرد الغارة بالغارة
على الله توكل وجابه ابد ماتنطفي ناره
الوطن يا ابني رقم واحد
وبعد مية يجي العالم
الوطن ناموس لليخجل
بنهايتها
الوطن يا ابني :
الوطن عرض البني آدم