عربي ودولي

الأقباط شيعوا ضحاياهم.. السيسي: لن نترك ثأرنا وسننجح في القضاء على الإرهاب … سورية تدين بشدة الاعتداء الإرهابي على الكنيسة البطرسية في القاهرة

أدانت سورية بشدة التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة، على حين شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن هذه الجريمة «لن تكسرنا» و«سننجح في القضاء على الإرهاب».
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها بثته وكالة «سانا»: «تدين الجمهورية العربية السورية بشدة الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف الكنيسة البطرسية في القاهرة وتعرب عن تعاطفها ومواساتها للشعب المصري الشقيق وعائلات الضحايا الثكلى والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى».
وشارك الرئيس المصري أمس في الجنازة الرسمية لقتلى الهجوم على الكنيسة البطرسية في القاهرة الأحد الماضي، مقدماً تعازيه إلى أهالي الشهداء.
وقال السيسي في كلمة له خلال التشييع: «اعتقلنا عدداً من المتورطين في هجوم الكنيسة»، داعياً الحكومة والبرلمان إلى التحرك بما يسمح للقضاء معالجة الإرهاب بشكل حاسم. وأضاف: «حققنا نجاحاً كبيراً في سيناء وفي مواجهة الإرهاب، وما حصل في الكنيسة ليس خللاً أمنياً»، مشيراً إلى أن العزاء هو لكل المصريين، وأن «هذه الضربة أوجعتنا لكنها لن تكسرنا».
وأعلن الرئيس المصري أن انتحارياً يدعى محمود شفيق محمد مصطفى (22 عاماً) فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة البطرسية، وأنه «تم إلقاء القبض على 3 رجال وسيدة وجار البحث عن شخصين آخرين»، معزياً «كل المصريين وليس المسيحيين فقط»، مضيفاً: «لن نترك ثأرنا حتى بعد القبض على الجناة في هذا الحادث».
وأكد في حديثه أن القضاء لن يبقى مكبلاً أمام ما يحدث ويتعين التعامل مع هذه الأحداث بشكل حاسم، داعياً البرلمان والحكومة إلى تشديد القوانين. ونوه السيسي أن «هناك الكثير من الكلام لا نقوله وأنتم لا تعلمون حجم النجاح الذي تحقق في سيناء»، مضيفاً: «إننا نتعامل مع بعضنا بصدق وأمانة وما حدث أمس ضربة إحباط منهم ولن يستطيعوا أبداً إحباطنا طالما ظللنا مع بعض كتلة واحدة؛ لأننا أهل بناء لا تدمير».
واختتم كلامه قائلاً: «عزائي لشعب مصر كله وليس للمسيحيين فقط والضربة أوجعتنا وسببت ألماً كبيراً لنا ولكنها أبداً لن تكسرنا وإن شاء اللـه فسننجح في القضاء على الإرهاب وأرجو أن تتقبلوا عزاءنا».
وكان الرئيس المصري قد عقد اجتماعاً أمنياً مصغراً، لمتابعة الوضع الأمني غداة الهجوم الإرهابي على الكنيسة البطرسية.
وشارك في تشييع الجنازة الرسمية عدد من كبار وقيادات رجال الدولة والقيادات الدينية الإسلامية، والمسيحية.
وشهدت وسائل المواصلات المصرية حالة من الاستنفار الأمني أمس، تزامناً مع تشييع جثامين ضحايا حادث العباسية، حيث تم تفعيل البوابات الإلكترونية والدفع بالكلاب البوليسية في محطات السكة الحديد والمترو، لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة.
وبدأ الأقباط الأرثوذكس أمس تشييع 24 شخصاً قتلوا في الاعتداء على الكنيسة البطرسية الملاصقة لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في وسط القاهرة، وهو الأكثر دموية بحق المسيحيين في مصر.
وترأس البابا تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس صلاة الجنازة على ضحايا التفجير.
وأقيمت صلاة الجنازة في كنيسة في حي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة واقتصرت المشاركة فيه على أسر القتلى وعدد من رجال الدين المسيحي وعدد من الشخصيات المسيحية البارزة.
وأظهر بث تلفزيوني للصلوات البابا تواضروس وهو يقف أمام نعوش القتلى ويتلو صلوات على أرواحهم وبدت عليه علامات الحزن الشديد وظهر أكثر من مرة وهو يبكي مطأطئ الرأس وقد استند بيديه على عصاه.
وقال البابا تواضروس في كلمة للمشاركين في صلاة الجنازة: إن «المصاب يا أحبائي ليس مصاباً في الكنيسة ولكنه مصاب لكل الوطن ولكل مصر»، وأضاف: إن «الذي يفعل هذا لا ينتمي لمصر على الإطلاق حتى ولو كان على أرضها لا ينتمي إليها ولا أرضها ولا حضارتها».
ولاقى الهجوم الإرهابي تنديداً دولياً واسعاً، إذ وصف مجلس الأمن الدولي التفجير بالهجوم «الخسيس والجبان»، وعبرت الدول الأعضاء بالمجلس عن تعاطفها البالغ وتعازيها لعائلات الضحايا وللحكومة المصرية.
من جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعازيه لنظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة محاربة الإرهاب الدولي «بشكل حازم ومشترك»، مؤكداً استعداد روسيا لمواصلة التعاون الوثيق مع مصر في مواجهة هذا التهديد.
أكد بوتين أن التفجير الإرهابي الذي استهدف أمس الكنيسة البطرسية في القاهرة يشكل تذكرة أخرى بضرورة تضافر الجهود الدولية لاجتثاث آفة الإرهاب الدولي.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن المكتب الصحفي في الكرملين قوله: إن بوتين أعرب في برقية التعزية «عن صدمته جراء الهجوم الإرهابي الذي وقع في القاهرة»، لافتاً إلى «أن هذا التفجير يبعث على الأسى الشديد بشكل خاص نظراً لوجود نساء وأطفال بين القتلى».
وشدد بوتين على «أن هذه المأساة ما هي إلا دليل آخر على ضرورة بذل الجهود الحازمة المشتركة من أجل اجتثاث الإرهاب الدولي الذي يزرع الموت والدمار ويسعى إلى تقويض السلام والوفاق بين الشعوب والأديان المختلفة».
وكان 25 شخصاً قتلوا وأصيب 49 آخرون نتيجة تفجير إرهابي وقع الأحد في الكنيسة البطرسية الواقعة في محيط الكاتدرائية الأرثوذوكسية في حي العباسية في القاهرة على حين أعلنت الرئاسة المصرية الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد على ضحايا هذا التفجير الإرهابي.
(أ ف ب– روسيا اليوم– رويترز- سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن