قضايا وآراء

معركة حلب وصلت إلى نهايتها

| صياح عزام 

إن سيطرة الجيش العربي السوري وحلفائه في عملياته الحلبية الأخيرة على شرق المدينة الذي كانت تتحصن فيه جبهة النصرة الإرهابية، ستؤدي إلى طرد الإرهابيين مجدداً ليعودوا من حيث أتوا، وهذا الأمر يُعد بالمعايير العسكرية انتهاء لمعارك المدن الكبرى في سورية.
لقد كان من الممكن لانتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه الأخيرة في حلب أن تُغلق الجزء الأكبر من الأزمة السورية، وتحول دمشق من جديد وبشكل نهائي إلى مركز القرار، وتمنح الحل السياسي قاعدة داخلية قوية، لولا دخول اللاعبين الإقليميين والدوليين مباشرة إلى الأرض السورية. فمثلاً تحوّل الشرق السوري إلى محور تحالف كردي- أميركي ومشروع فدرالي مع اتساع الغزو التركي للشمال السوري، ومع قيام واشنطن بإقامة بضع قواعد أميركية على أطرافه؛ لولا ذلك لبدأ العد التنازلي فوراً للخروج من الأزمة بعد تحرير حلب. والملاحظ بوضوح أن ما يسمى بالمعارضة السورية المسلحة والمجموعات السلفية المتعاونة معها والقوى الإقليمية المساندة لها، قد أصيبت بهزيمة من أكبر الهزائم منذ أن بدأت الحرب الإرهابية على سورية.
ولكن ذلك قد يعني قرب انتقال الجيش العربي السوري إلى مواجهة مكشوفة مع الأتراك، وخاصة حول مدينة الباب، لأن أردوغان لم يحترم أي اتفاق أو تعهد بشأن التعامل مع الشمال السوري تحت ذرائع واهية تختفي وراءها أطماع أردوغان بهذا الشمال وبالموصل، بل نقض كل التفاهمات مع روسيا وإيران بشأن ذلك.
لاشك بأن التكتيكات القتالية الناجحة للجيش العربي السوري، كانت السبب الرئيس في تحقيق انتصارات حلب، إلا أن رعاية روسيا لاتصالات دبلوماسية على أعلى المستويات مع الجانب التركي لاحتواء أي رد فعل ممكن، ساعدت بشكل فعال على إنجاز الانتصارات المذكورة، هذا إلى جانب أن الأميركيين لم يتحركوا كالمعتاد لطلب هدنة من الروس، كذلك سقط اقتراح ديميستورا بإقامة إدارة ذاتية للمسلحين شرق حلب بعدما رفضته سورية بقوة.
هذا وإلى جانب التكتيكات العسكرية السورية الناجحة، عملت روسيا وسورية على تصديع الجبهة الداخلية للمجموعات الإرهابية في شرق حلب بهدف عزلها عن السكان، فالهدن المتلاحقة وعدم التزام الإرهابيين بها عمق الشرخ بين هذه المجموعات وبين السكان، وكذلك مَنْع الإرهابيين لدخول المساعدات من خارج حلب واحتكار المستودعات الغذائية لهم ولعائلاتهم.
أيضاً لم تستطع هذه المجموعات ترميم بنيتها التحتية بسبب الحصار المطبق عليها من الجيش العربي السوري، كذلك أسهم الحصار في إشعال نار الخلافات بين الإرهابيين في شرق حلب.
إجمالاً يمكن القول بثقة إن إنهاء الأوضاع «السابقة» في حلب وصل إلى خط النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن