ثقافة وفن

«بانتظار الياسمين» ينقل درامانا إلى العالمية … ترجمان: الدراما السورية ستعتلي عرش الدراما العربية … حسين: المسلسل دعوة للشرفاء والراغبين بالثقافة

| وائل العدس – تصوير طارق السعدوني

برعاية وزارة الإعلام وشركة سيريتل، أقامت شركة «ABC» للإنتاج والتوزيع الفني حفل تكريم لأسرة مسلسلها «بانتظار الياسمين» في فندق الداما روز لحصوله على الميدالية الذهبية وشهادة الأكاديمية الدولية للإنتاج التلفزيوني في مهرجان «إيمي أوورد» العالمي في نيويورك بعد ترشحه لجائزة أفضل عمل درامي ووصوله إلى مرحلة نصف النهائي، ليكون أول عمل سوري والثاني عربياً المترشح لهذه لجائزة.
العمل من إنتاج 2015، تأليف أسامة كوكش وإخراج سمير حسين وبطولة عدد كبير من نجوم الدراما السورية، وعلى رأسهم: سلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وصباح الجزائري، وأيمن رضا، ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد، وروزينا اللاذقاني، وحلا رجب، ومحمود نصر، وسامر إسماعيل، ومحمد قنوع، وخالد القيش، وجوان خضر، ونادين خوري، وحسام تحسين بيك، وعلي كريم، وأمانة والي، ومرح جبر، ، ولينا كرم، ومعتصم النهار، ويزن السيد، ولميس عفيفة، ومصطفى المصطفى وآخرون.
جائزة «الإيمي أوورد» كالأوسكار لكنها تقتصر على الأعمال التلفزيونية، ففي عام 1949 كانت محلية فقط، وبدأت دائرة توزيعها تتوسع تدريجياً حتى أصبحت جائزة دولية تشرف عليها الأكاديمية الوطنية لفنون وعلوم التلفزيون التي اتخذت من مدينة نيويورك مقراً لها، وتتألف من وسائل إعلام وشخصيات رائدة تنتمي لأكثر من 50 بلداً و500 شركة من جميع القطاعات التلفزيونية حول العالم.
حضر حفل التكريم عدد من المسؤولين الإعلاميين والفنانين، واختتم المطرب النجم وفيق حبيب الحفل بوصلة غنائية قدم فيها الأغاني الوطنية والوجدانية.

قصة العمل
الحياة مستمرة رغم كل الصعاب والهزائم، في زمن تعصف به الأزمات بشتى بقاع الأرض، وخاصة عالمنا العربي، هذا ما يعكسه مسلسل «بانتظار الياسمين».
المسلسل درامي إنساني، يسلط الضوء على حياة مجموعة من العائلات، يدخل إلى منازلهم، وينقل تفاصيل معاناتهم اليومية وقصص حبهم وتضحياتهم وتأثير الحرب ومجرياتها على سلوكهم وأفكارهم وطباعهم والعلاقات فيما بينهم.
ويتناول مهجري الحروب أينما كانوا، فالظروف دائماً متشابهة، والصعاب لا تتغير باختلاف المكان والزمان، علماً أن المكان في المسلسل حديقة صغيرة نزح إليها مهجرو حرب هرباً من مناطق ساخنة ما عادت سبل العيش فيها ممكنة، لتتحول إلى مجتمع صغير يحوي كل شيء وتحفل به الحياة بكل متناقضاتها من حب وخوف، أفراح وأتراح، شبع وجوع، وحكايات عاشها أهل المدينة تختلف عن الحكايات التي يعيشها سكان هذه الحديقة.
ويرصد الكثير من تفاصيل العلاقات الإنسانية، والاجتماعية والعاطفية، ويفرد للحب مساحة واسعة، كسبيل وحيد لدحر الحرب، ويروي حكايات حب، خبز، وعطاء وأخرى عن الشر، تلك الحكايات يجسد أحداثها ما يزيد على الثلاثين شخصية، تسير مشاكلها بالتوازي مع آمالها وطموحاتها، هكذا هي الحياة، فحتى الابتسامة سيكون لها مكان بين تفاصيل المسلسل، فبعض الشخوص ستكون بطيبتها التي قد تلامس حدود السذاجة قادرة على انتزاع ابتسامة منا رغم قسوة ظروفنا.
وتدور أحداث العمل في ظل أزمة إنسانية، لكنه بعيد كل البعد عن السياسة وتجاذباتها، فهو مسلسل إنساني اجتماعي بالدرجة الأولى، وأحداثه يمكن إسقاطها على أماكن كثيرة من العالم العربي، وبموازاة المساحات السوداء التي نعيشها ويرويها العمل ثمة مساحات بيضاء، بياض الياسمين، حتى تترك للإنسان باب الأمل مفتوحاً دوماً.

الإعلام الوطني
قال وزير الإعلام محمد رامز ترجمان: نحن فخورون بما حققته الدراما السورية بشكل عام وهذا المسلسل بشكل خاص، وفخورون بما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات، مشيراً إلى أن فوز المسلسل بالميدالية الذهبية هو عمل عظيم ومهم جداً حيث استطاع حمل رسالة الكاميرا والكلمة واختراق حدود التضليل والتزييف وكشف الوقائع بصورة فنية وإنسانية.
وأكد ترجمان أن مسلسل «بانتظار الياسمين» هو رسالة سورية إلى العالم وأن تكريم أسرة المسلسل تكريم لجميع السوريين، معرباً عن تمنياته أن يكون الاحتفاء بالعمل حافزاً لجميع شركات الإنتاج المحلية للعمل بجد من أجل إظهار الوجه الحقيقي للدراما السورية التي تتتعرض لحرب بكل الوسائل.
واعتبر أن الدراما السورية جزء مهم من الإعلام الوطني وأحد أجنحته التي لا يستطيع أن يحلق من دونها وهي تحمل رسالة سورية الإنسانية والحضارية إلى العالم، وأضاف: إن إرادة الحياة لدينا أقوى من إرادة الموت وستعود الدراما السورية لتعتلي المجد وعرش الدراما العربية، لافتاً إلى أن أكبر جائزة ينالها الإعلام السوري مواكبته للانتصارات وبطولات الجيش العربي السوري في مدينة حلب.

دراما إنسانية وطنية
رئيس مجلس إدارة شركة «إي بي سي» عدنان حمزة قال إن حصولنا على هذه الشهادة والميدالية الذهبية لشرف كبير، وإن العمل مع الكاتب كوكش والمخرج حسين والطاقم الفني وكل فريق الإنتاج كان تجربة رائعة، لأنهم وضعوا كل جهودهم القيمة لتحقيق هذا الإنجاز، على الرغم من الظروف الصعبة القاسية في سورية بسبب الحرب، فقد عانى فريق العمل الكثير واستطاع أن يقدم دراما سورية إنسانية وطنية تصور حقيقة ما يجري على الأرض السورية، وإن ما يعاني منه الشعب السوري هو الإرهاب الموصوف المنظم والمدعوم من الخارج، وإن من حمى ويحمي الشعب السوري هو الجيش العربي السوري.
وأضاف: لذلك كان المسلسل باكورة إنتاج شركتنا الرسالة الوطنية التي ساهم بها وعبّر عنها الفن لتصل الحقيقة الحية، وتؤثر بوجدان الشعوب الحرة في العالم، نظراً لما تضمنه المسلسل من معاناة إنسانية قل نظيرها في العالم عانى منها الشعب السوري بسبب الإرهاب. واليوم وبعد سنين الألم التي عشناها في هذه الحرب وعاشها وطننا نقف شامخين أمام العالم لنقول إن سورية كانت وستبقى كلمة اللـه الأزلية التي لم تنحن منذ أن خلقها اللـه كوكباً درياً، وسيبقى دورها الحضاري والإنساني رائداً رغم الألم والحرب.
وأردف في كلمته: شكراً سورية وشكراً دمشق، مدينة الياسمين على هذا الإلهام المستمر في الفن والإبداع ضد كل أشكال الإرهاب ولتعليمنا ثقافة الحياة، وأنه بعد كل الظلام، وفصل الشتاء الطويل يجب أن يعود الربيع مع الياسمين. على أمل أن يعم السلام ويجد طريقه إلى كل منزل في سورية لأنها بلد الإنسان الأول ووطن التاريخ والحضارة ولها الفضل على الإنسانية بما قدمته من أبجدية وعلوم وثقافة وفنون.
وفي ختام حديثه، أهدى هذا النجاح المذهب «إلى وطني سورية وقائدها الشجاع السيد الرئيس بشار الأسد رمز الإباء والكبرياء».

لقاء القلوب
بدوره قال المخرج سمير حسين إن دمشق أخت القدس وأمّ الدول العربية الحرة، ومن دمشق تصاعد الياسمين ليصل إلى المسابقة العالمية ليضع الكثير من الأعمال. نافسنا بقوة كي نمثل سورية في أكبر محفل دولي وننتزع بجدارة الميدالية الذهبية لعمل سوري أراده كاتبه ونجومه وفنيوه الكثر أن يكون عملاً وطنياً يقف عند آلام السوريين.. كل السوريين في زمن تسوده الرداءة والتخلي عن كل ما هو وطني ويحمل هواجس الناس ويعبر عن مشاعرهم.
وتابع: في الشام تلتقي القلوب، فما بالكم حين تهتف الحناجر لنصر حلب آملين ألا ننتظر طويلاً لياسمين سوري دافع عنه رجال الجيش العربي السوري، كما نأمل أن تكون الأيام القادمة انبعاثاً درامياً سورياً وأن تعود هذه الصناعة كما كانت بريئة من الدخلاء وتجار الصورة وسماسرتها، ومسلسلنا دعوة للشرفاء والراغبين بالتنوير والثقافة.
الفن والياسمين

سلاف فواخرجي عبرت عن فخرها بأنها كانت جزءاً بسيطاً من العمل، وفخورة بالمكانة العالمية التي وصلها، مضيفة: لكن فخري الأكبر أن العمل سوري بالصميم، ولأننا قدمناه كمجموعة بحب واخلاص وتفان، والأهم بإيمان الإنسان السوري الذي كان ضحية الحرب.
وشكرت وزير الإعلام على رعاية وتكريم الحفل، وشكرت سيريتل على مواكبتها لكل نصر ونجاح سوري وهو ليس بجديد عليها.
وأشارت إلى أن هذه الأيام حملت معها جائزة «بانتظار الياسمين»، وجائزة فيلم «رسائل الكرز» في نيودلهي، والأهم هو نصر حلب.. حلب الروح، برجوعها انردت الروح، وعقبى لكل شبر من أرض سورية وهذا الشيء عندي إيمان ويقين فيه.
وختمت: مثلما حاربونا بالدم وبلقمة العيش سنحاربهم بالفن والياسمين.

أعظم جائزة
الفنان الكبير دريد لحام عبر عن فخره بالإنجاز، وقال: استطاعوا باجتهادهم أن يضعوا سورية على خريطة الفن العالمي، وطبعاً لديّ أمل كبير بالفنانين السوريين وعلينا ألا نقول إذا العمل لم يأخذ جائزة فإنه غير جيد لأن رضا الجمهور هو أهم وأعظم جائزة.

شهادة مجروحة
واعتبر خالد القيش أن كل الأعمال الدرامية تستحق الجوائز وبالخصوص التي أنجزت خلال هذه السنوات الخمس، مشيراً إلى أن هذا العمل وجد طريق النور إلى العالمية، وعندما شاهدوه عرفوا قدرتنا الكبيرة على العمل خلال هذه الظروف، منوهاً أنه أعطانا دفعاً للأمام وأننا موجودون حتى في العالم، وهذا يعود لكل من شارك بالعمل من إنتاج وإخراج وممثلين وفنيين.
وعن رأيه في العمل قال إن شهادتي مجروحة باعتباري من أبطال العمل، لكنني أحببت العمل كثيراً بكل تفاصيله وخاصة أننا تكلمنا من الجانب الإنساني.

الإنسانية العامة
ما الذي أوصل المسلسل إلى هذه الجائزة العالمية، سؤال أجابت عنه الممثلة وفاء موصللي: الإنسانية العامة التي لا تختص بمكان وزمان محدد وتختص بالإنسان وحده، إضافة للعفوية التي عمل بها الزملاء في العمل، وأيضاً التبني بالطرح.
وقالت: أنا سعيدة جداً، وأشكر القائمين لأنهم أوصلونا للعالمية التي هي نصر ورفع معنويات وخاصة في هذا الوقت ونحن ننتظر البداية السعيدة لحياة جديدة كلها تفاؤل وأمل.

مرحلة مهمة
وأوضحت الممثلة سوزان سكاف أن المسلسل وصل إلى هذه المرحلة المهمة لأنه يحكي معاناتنا كسوريين بالأزمة وفرط الحقيقة الذي لا تراه الناس، ولا أقول إنه لا يوجد أعمال غير معنية بالحقيقة ولكن هذا العمل يحكي عن الأعمال الإنسانية وهو الأمر الذي ينقصنا أو فقدناه إلى حد ما.

الصدق والحقيقة
أما محمد خير الجراح فأوضح أن الفوز يدعو للتفاؤل والفخر والغيرة النافعة بأن يكون لي وجود بهكذا أعمال في المستقبل في الوقت نفسه، وعن أسباب تفوق العمل أضاف: ربما للصدق والحقيقة التي فيه والمادة المطروحة صادقة جداً وحقيقية، كما أن الإيمان بالعمل الذي نقوم به أمر يمكن أن يتجاوز كل الحدود الإقليمية.

انتصار سوري
وتحدثت روزينا اللاذقاني عن المسلسل فقالت إنه وصل للعالمية لأنه يتكلم عن الأزمة وعن معاناة الشعب وهو أمر عظيم وجميل جداً، وانتصار لسورية لأنه أوصل جزءاً من معاناة الناس، مضيفة: لأني أحد أفراد العمل فهذا شيء يدعو للفخر ويحملني مسؤولية كبيرة.

سيريتل تتكلم
من منطلق رفع اسم سورية في المحافل العالمية، وشعار «فوق الغيم لنعليك»، وتقديراً للإنجاز العظيم، أقامت شركة سيريتل مع وزارة الإعلام هذا الحفل التكريمي لأسرة المسلسل كعربون شكر لهم على ما بذلوه من جهد وتعب وعلى ما قدموه من حب وإخلاص للعمل وإيمان بما فعلوه.
إبراهيم برهوم مدير وحدة الشركات وكبار العملاء قال: «اعتادت سيريتل الوقوف لجانب أبناء سورية الذين يسهمون في تصدر اسم الوطن عالمياً من خلال النجاحات التي يحققونها، وهذا ما رأيناه في مسلسل «بانتظار الياسمين»، اليوم وبكل فخر نكرم الفنانين السوريين بهذا النجاح الكبير متمنين لهم المزيد من النجاحات الكبرة ليبقى الاسم السوري مقترناً بالمعجزات والنجاحات كما اقترن بانتصارات أبطال جيشنا».
أما فراس المرادي مدير وحدة الترويج والعلامة التجارية فقال: «سيريتل وقبل أن تعبر عن نفسها على أنها شركة اتصالات ترى نفسها جزءاً من المجتمع السوري، تشاركه كل ما يمر به وتقف إلى جانبه في أفراحه وأحزانه، اليوم تتشرف برعايتها لحفل التكريم لأسرة المسلسل لما حققته من إنجاز هو الأول سورياً والثاني عربياً».
بدوره أكد علاء سلمور رئيس قسم الإعلام أن «سيريتل سوريّة الانتماء، لذلك علينا أن نقف دائماً مع أبناء سورية ومبدعيها.. نعيش معاً كالجسد الواحد، نتشارك الفرح كما نتقاسم الألم، اليوم بكل فخر نحتفل بتكريم أسرة المسلسل، متمنين لهم تحقيق النجاحات الكبيرة دوماً وهذا ما نثق به منهم لأننا نؤمن بالفنانين السوريين الذين راح جل اهتمامهم الدفاع عن وطنهم بفنهم لرفع العلم السوري في أرجاء العالم، وهذا ما يشكل جزءاً من دعم الفن السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن