سورية

اعتبر أن بعض الأكراد لديهم حلم إنشاء «دولة كردية».. واتهم واشنطن بمحاولة إحياء فكرة إنشائها…مغربية لـ«الوطن»: إذا لم يحصل توافق روسي أميركي للإسراع بعقد «جنيف3» فسورية ستقسم بشكل علني

حذرت «جبهة التغيير والتحرير» المعارضة في سورية أمس من أنه إذا «لم يحصل توافق روسي أميركي حول ضرورة الإسراع في عقد جنيف3 فإن سورية ستقسم بشكل علني»، معتبرة أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول إحياء فكرة إنشاء دولة كردية، ومشيرة إلى أن «بعض الأخوة الأكراد لديهم حلم إنشاء تلك الدولة».
وفي حديث لـ«الوطن»، علق القيادي في «جبهة التحرير والتغيير» مازن مغربية رداً على سؤال: إذا ما تم إخبار «جبهة التغيير والتحرير» بموعد انعقاد «موسكو3»، قائلاً: «إن النظام طلب عقد موسكو3 ولكن الروس لم يحددوا أي موعد له حتى الآن»، مضيفاً: «نحن بالنسبة لنا كجبهة التغيير والتحرير نفضل عقد جنيف3 لأن الحل الحقيقي للأزمة في جنيف وليس في موسكو»، بحسب قوله.
وأشار إلى أن الجبهة لم تلتق بالمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا خلال زيارته إلى دمشق قبل أيام، لافتاً إلى أن الجبهة التقت المبعوث الأممي خلال مشاوراته الأخيرة في جنيف واصفاً تلك اللقاءات بـ«الجيدة».
وعن قراءته لإقرار واشنطن ببطء وصعوبة تدريب ما يسمى «المعارضة المسلحة المعتدلة»، قال مغربية: «نحن ضد تدريب أي فصيل معارض لأن ذلك لا يفيد سورية فالكل يعلم أن الحسم مستحيل».
وأضاف: «أرجو أن يكون الأميركان من خلال تصريحهم حول صعوبة تدريب المعارضة المعتدلة.. قد اقتنعوا بأن الحل السياسي الذي يخدم مصلحة أغلبية الشعب السوري هو المخرج للأزمة»، معرباً عن عدم اعتقاده بأنه «يوجد معارضة معتدلة تريد ازدياد العنف بل واجبها العمل على إيقاف القتال وليس العكس».
والخميس الماضي أظهرت أرقام أعلنتها وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة تواجه صعوبة في تنفيذ برنامجها لتدريب وتجهيز «المعارضة المعتدلة» لمواجهة تنظيم داعش.
وأوضح المتحدث الكولونيل ستيف وارن أن البرنامج «عملية يصعب تنفيذها إلى حد كبير»، مضيفاً: «يجب تحديد سوريين يريدون المشاركة فيها ويجب التحقق من خبراتهم السابقة» وينبغي أيضاً «سحبهم من سورية»، كما أقر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمام الكونغرس بأنه «من الصعوبة بمكان تحديد» المقاتلين الذين تتوفر فيهم الشروط المحددة.
وإضافة إلى الصعوبات التنفيذية، فإن البرنامج يواجه أيضاً تباينات إستراتيجية بين واشنطن وبعض شركائها مثل تركيا.
وعن رأيه بسيطرة المجموعات المسلحة على مواقع عسكرية للجيش العربي السوري في درعا وإطلاقها عمليات أخرى في ريف القنيطرة، قال مغربية «أعتقد أن ذلك هو لعب في الوقت الضائع وأي تقدم لأي طرف عسكريا لن يفيد الحل».
وأضاف: «يجب البدء بالحل السياسي اليوم قبل الغد لأن الوقت ثمنه دم سوري وهذا الحل يجب أن يسير بالتوازي مع محاربة الإرهاب… فذلك التوازي من شأنه أن يخفف معاناة الشعب السوري».
وعن تقييمه لأداء «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية على الأرض خصوصاً بعد اتهامها بتهجير العرب من المناطق التي سيطرت عليها، قال مغربية: «أنا مع أي انتصار يحققه أي سوري على داعش.. شرط ألا يستغل ذلك لتعزيز تقسيم سورية».
وفيما إذا كان يعتبر سيطرة وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية على بعض المناطق في شمال وشرق البلاد ستؤدي إلى تقسيم سورية، قال مغربية: «علينا ألا ننكر أن بعض الأخوة الأكراد لديهم حلم إنشاء دولة كردية للأسف!! وأعتقد أن أميركا تحاول إحياء فكرة إنشاء تلك الدولة».
وعن أهداف «التحالف الدولي العربي» من دعمه الجوي لـ«وحدات حماية الشعب» في قتالهم ضد داعش، قال: «أرجو ألا يكون الغرض من ذلك تعزيز فكرة إنشاء الدولة الكردية»، متسائلاً: «لماذا نرى قوى التحالف تضرب داعش في تل أبيض ولم نرها في صحراء تدمر».
وسيطرت وحدات حماية الشعب على مدينة تل أبيض في ريف الرقة بعد طرد تنظيم داعش الإرهابي منها، وسط تقارير إعلامية اتهمت وحدات «الحماية» بعملية «تهجير» لعائلات عربية من بلدات وقرى قرب تل أبيض وريف الحسكة، لكن «وحدات الحماية» نفت تلك الاتهامات أكثر من مرة.
وعن مآلات الأزمة في ظل كل ما يجري على الأرض وفيما إذا كان متفائلاً، قال مغربية: «إن لم يحصل توافق روسي أميركي على ضرورة الإسراع في عقد جنيف 3 أعتقد أن سورية ستقسم بشكل علني… من ينظر إلى خريطة سورية الحالية يرى صوابية خشيتي من التقسيم». وختم مغربية حديثه لـ«لوطن» بالقول: «للأسف لقد أصبح السوريون بيادق في لعبة الأمم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن