سورية

مؤكدة أن أموال وتوجيهات السعودية هي المعيار في العلاقة مع سورية…وثائق ويكيليكس: أعضاء 14 آذار أدوات تعمل بإمرة أموال آل سعود

أظهرت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس والمسربة عن برقيات ومراسلات وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها التابعة أن فريق 14 آذار الذي يرفع شعار سيادة لبنان واستقلاله ليس إلا مجموعة أدوات تابعة للنظام السعودي تعمل تحت إمرة بلاط آل سعود وسطوة مليارات نفطهم.
وحسب وثيقة مرسلة من السفارة السعودية في بيروت إلى وزارة الخارجية نشرتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية أمس الإثنين بالتعاون مع موقع «ويكيليكس» فإن مصلحة لبنان ومصلحة المسيحيين فيه التي يتذرع بها حزب الكتائب لنسج التحالفات وإقامة العداوات ليست المعيار في العمل السياسي لرئيس حزب الكتائب السابق أمين الجميل بل المعيار هو ما يأمر به الملك السعودي. ونصت الوثيقة التي كتبها علي عواض العسيري على أن الجميل «لن يتخذ أي خطوة على طريق إعادة العلاقات مع دمشق دون التشاور مع المملكة وأخذ توجيهات الملك شخصياً وبناء عليه فإنه ينتظر الإذن من الملك لزيارة دمشق وبالتنسيق مع سعد الحريري».
وأشارت الوثيقة إلى أن بيت الجميل في لبنان «ملتزمون بتوجيهات المملكة وما تطرحه سيكون المعيار في العلاقة مع سورية».
وبينت وثيقة أخرى طلب أحد أعضاء فريق 14 آذار ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ابن الوزيرة السابقة نايلة معوض من السعودية تقديم مساعدة عاجلة لفريقه السياسي بهدف الفوز بالانتخابات النيابية التي كان ينبغي إجراؤها عام 2013 لاستعادة مناطق مسيحية خسروها في الانتخابات السابقة.
وكانت وثيقة مرسلة من السفارة السعودية في بيروت إلى وزارة خارجية آل سعود عام 2012 أظهرت «طلب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أموالاً من السعودية لأن الحزب يعيش أوضاعاً صعبة وبات عاجزاً عن تأمين رواتب العاملين ودفع تكاليف حماية جعجع».
وقال الكاتب في صحيفة «الأخبار» عامر محسن: إن «المعنيين بوثائق ويكيليكس في لبنان صمتوا لبرهة لاستيعاب ما جرى وتصميم خطاب معاكس يشكك في مضمون الوثائق أو يحرف النقاش عنها أو يتفهمها لإبطال مفعولها»، مستغرباً كيف يمكن لفريق ينفضح متلبساً في أسوأ وضعية ارتهان وتبعية ممكنة أن يرد بالتساؤل عما قد يخبئه غيره من موبقات ويدافع عن فكرة أن الجميع يقبض ويتسول من السفارات؟
وأشار محسن إلى أن «المسألة ليست في أن سمير جعجع أو أمين الجميل قد ثبت أنهما يقبضان من السفارة بل هي أن زعماء لتيارات كبرى يقوم كل برنامجها السياسي على اتهام حزب اللـه بالارتهان لإرادة الخارج وادعاء الشراسة الطائفية في الدفاع عن المسيحيين واستقلاليتهم يقولون بوضوح إن أمرهم وأفعالهم وإرادتهم هي في تصرف حكومة خارجية أسهمت سياساتها في تهجير أكثر مسيحيي المشرق العربي وبعثرتهم وقد بدأت هذه السياسات بطرق باب لبنان». وتظهر وثائق عدة كيف تشتري السعودية صمت وسائل الإعلام أو طاعتها بالأموال؟ وكيف تقطع مصادر تلك الأموال وتتحكم في رقاب المستفيدين منها عندما تخرج عن طاعتها؟
وتبين الوثائق كيف يتعامل آل سعود مع أي كاتب ينتقد سياستهم ومن أمثلة ذلك قيام السفير السعودي في بيروت بإبلاغ وزارته عن مقال للكاتب نصري الصايغ في جريدة السفير ينتقد سياسة السعودية الخارجية في المنطقة حيث يطلب السفير من أحد العملاء «إبلاغ رئيس تحرير جريدة السفير بعدم التمادي في نشر ما يسيء إلى المملكة، إضافة إلى الطلب من وسائل الإعلام الموالية للسعودية مثل النهار والمستقبل والجمهورية رفع اللهجة مقابل المسيئين للمملكة ومقابل إيران وسورية».
واقترح العسيري في الوثائق «الاتصال برئيس تحرير السفير ودعوته إلى المملكة بشرط أن يطلعهم على التغيرات التي يمكن أن يحدثها في توجهات الصحيفة وإخضاعه لاختبار نيات لاحقاً مثل استكتاب كتاب مؤيدين لموقف السعودية من الأزمة في سورية».
كما أظهرت الوثائق جانباً من الطريقة التي تتعامل بها الاستخبارات السعودية وما تقدمه للملك من تقارير أقرب إلى الخيال ليصار إلى اتخاذ القرارات ورسم السياسات عليها وهو ما شبهته صحيفة الأخبار بنموذج «محمد زهير الصديق الشاهد الملك سابقاً لدى التحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري»، لافتة إلى أن الاستخبارات السعودية «اعتمدت الصديق مدرسة في توظيفها للمخبرين».
وأكد مدير موقع ويكيليكس جوليان اسانج أن الوثائق «ترفع الغطاء عن ديكتاتورية محوطة بالسرية وغير منتظمة على نحو متزايد ولم تحتفل ببلوغ عدد الرؤوس المقطوعة فيها إلى المئة هذه السنة فحسب بل أصبحت تشكل خطراً على جيرانها وعلى نفسها».
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن