سورية

أكدت أن تدفق المتطوعين على داعش لن يتوقف ما بقيت واشنطن تسانده…موسكو: الرئيس الأسد هو الرئيس الشرعي المنتخب

أعادت روسيا توضيح التناقض الرئيسي بين موقفها والموقف الأميركي حيال سورية، مشيرةً إلى أنها تعتبر الرئيس بشار الأسد «الرئيس المنتخب الشرعي» في البلاد، على حين تعمل واشنطن على إقصائه عن السلطة من خلال دعم المعارضة. ونبهت موسكو إلى أن الوضع في سورية «لا يزال يخرج عن السيطرة»، محذرةً من أن الأعمال الأميركية في سورية تقود إلى سيطرة المتطرفين على المزيد من الأراضي. وردت على المنطق الأميركي المنادي بإبعاد الرئيس الأسد عن السلطة لحل الأزمة في سورية والقضاء على تنظيم داعش، بالقول: إن تدفق المقاتلين الأجانب إلى التنظيم المتطرف لن يتوقف ما بقيت واشنطن تسانده عندما يحارب القوات السورية.
وفي تصريحات متتالية، ذكر مسؤولون أميركيون أن الرئيس الأسد جزء من مشكلة داعش، لأنه يشكل «مغناطيساً لجذب الإرهابيين» من حول العالم على حد تعبير وزير خارجية أميركا جون كيري.
وعن إذا ما كان كيري قد سلّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما استقبله في سوتشي مؤخراً اقتراحات تدعو إلى التعاون في سورية، قال الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في حديث لصحيفة «كوميرسنت» الروسية: «نحن لم نوقف التعاون مع الأجهزة الخاصة الأجنبية بما فيها الأجهزة الخاصة الأميركية. لكننا نقول إن (الرئيس) الأسد هو الرئيس المُنتخب الشرعي، على حين تدعو الولايات المتحدة إلى ضرورة إقصائه عن السلطة. ومن أجل ذلك تساند الولايات المتحدة المعارضة السورية».
مواقف باتروشيف، جاءت بعد أيام من إعلان بوتين عن استعداد روسيا «للدخول في حوار مع الرئيس بشار الأسد لجهة أن يقوم، وبالتعاون مع المعارضة السلمية، بإجراء إصلاح سياسي»، مؤكداً أن بلاده وفي ضوء رفضها لتكرار السيناريوهين الليبيي والعراقي، في سورية، أيدت «الرئيس بشار الأسد وحكومته».
ولفت باتروشيف إلى أن الولايات المتحدة «تساند حتى فصائل المعارضة السورية التي تضم أنصار تنظيم (داعش)»، مبيناً أن واشنطن «كانت تحافظ على علاقات مع (داعش)، باعتباره تنظيماً لا يشكل خطراً»، وأردف: «ثم غيّر الأميركيون وجهة نظرهم بعدما غدا هذا التنظيم أقوى تنظيمات الإرهاب». وعن هذه النقطة استطرد موضحاً الازدواجية الأميركية: «إذا كان الإرهابيون يقاتلون الرئيس الأسد يمكن أن ينظر إليهم على أنهم شرعيون، أما في حال كانت أفعالهم موجهة للمصالح الأميركية كما في العراق فلا بد من تدمير الإرهابيين».
وفي إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لدحر تنظيم داعش في كل من سورية والعراق، اعتبر المسؤول الروسي أن الهدف من «تحالفات مكافحة الإرهاب» التي اخترعتها مؤخراً دول الغرب هو التدخل العسكري في شؤون الدول ذات السيادة، مضيفاً: إن هذا السيناريو شهدناه في سورية حيث عمد الغرب وبهدف تقويض الحكم الشرعي هناك إلى تقديم الدعم لقوات المعارضة ولذلك فإن الضربات الجوية لأهداف تنظيم داعش في سورية متقطعة.
وشدد باتروشيف على أن «الحرب على الإرهاب من دول منفردة أو مجموعة من الدول لا يمكن أن تكون فعالة من حيث المبدأ.
وروسيا تصر على أن دوراً منسقاً ورئيسياً يستهدف الإرهابيين يجب أن يكون منوطاً بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها». ولفت إلى تناقض بين تصريحات واشنطن وأفعالها. ومضى قائلاً: «تقول الولايات المتحدة اليوم، إنها تؤيد وحدة أراضي العراق. أما في بداية القرن الواحد والعشرين فأيد الأميركيون تصفية رئيس الدولة (صدام حسين) الذي كان يسيطر على الوضع»، وأضاف: «وقع الشيء نفسه في ليبيا، حيث تمت هناك الإطاحة بمعمر القذافي الذي كان الغربيون يتعاملون معه إلى أن تتباعد مصالحهم. والآن يسعون إلى تحقيق الشيء نفسه في سورية»، وتساءل: «لماذا؟ حتى يسيطر (داعش) على المزيد من الأراضي؟».
وبيّن الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، أن أكثر من ألف روسي انضموا إلى صفوف التنظيم المتطرف، إضافة إلى وجود «الآلاف من دول أخرى بما في ذلك آسيا الوسطى وأوروبا الغربية والولايات المتحدة»، محذراً من أن الجهود المبذولة لوقف تجنيد عناصر لهذا التنظيم الإرهابي تبوء بالفشل. وتابع باتروشيف: إنه ليس من المعلوم حتى الآن كيف يمكن وقف تدفق المجندين الجدد من الإرهابيين؟ لافتاً إلى أن أصل المشكلة متجذر في المعايير المزدوجة التي يتبعها الغرب مع التنظيمات الإرهابية مثل داعش. واعتبر أن لا مجال لوقف تدفق المتطوعين على تنظيم داعش، ما بقيت الولايات المتحدة تساند هذا التنظيم عندما يحارب (الرئيس) الأسد.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن إرهابيي داعش سيصبحون أكثر خطورةً عندما يعودون إلى بلدانهم، وأضاف قائلاً: «هؤلاء الأشخاص يتم احتواؤهم في التنظيمات المتطرفة ضمن ما يسمى الخلايا النائمة وكونهم مواطنين محليين يمكنهم بسهولة الانخراط في مجتمعاتهم في بلدانهم الأم حيث يلتزمون شكلياً بالقوانين والأعراف في هذه المجتمعات. ولكن، وفي اللحظة المناسبة، يمكن لمتزعمي الإرهابيين استخدام هؤلاء المواطنين الملتزمين بقوانين بلدانهم في مؤامرات لارتكاب أعمال إرهابية». ولفت إلى أن هذا الخطر يحدق، ليس فقط بروسيا والدول المجاورة لها، ولكن بمعظم دول أوروبا الغربية والشرقية، وبالمناسبة لقد بدأ هؤلاء يعون هذه الحقيقة، وبدؤوا باتخاذ إجراءات لتعديل قوانينهم وتشريعاتهم لتعزيز كفاءة أجهزتهم الأمنية.
بدوره، أعلن رئيس الديوان الرئاسي الروسي سيرغي إيفانوف أن دول الغرب صنعت بأيديها أزمة المهاجرين الحالية عن طريق إشعالها الصراعات في ليبيا وسورية.
وقال إيفانوف في حديث مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: «بدؤوا بشن الغارات على ليبيا، وهاهم في الاتحاد الأوروبي يتساءلون: ماذا علينا أن نعمل مع لاجئينا؟» ورد عليهم بالقول: «إنكم صنعتم المشكلة بأنفسكم وصنعتموها بأيديكم. إنكم حولتم ليبيا إلى صومال أخرى. وأنتم الآن تندهشون من تدفق المهاجرين من هناك. وهل هنا سبب للدهشة؟ كان يجب التنبؤ بذلك».
كما تطرق إيفانوف إلى الوضع في سورية، وأشار إلى أن الوضع لا يزال يخرج عن السيطرة ولذلك فإنه «قبل فعل (أي) شيء يجب التفكير، وليس التلويح بعصا التظاهر بنشر الديمقراطية، فهذا أمر خطر جداً».
(سانا – سبوتنيك – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن