قضايا وآراء

هجوم داعش على تدمر وخلط الأوراق؟

| صياح عزام 

منذ أن بدأ الجيش السوري وحلفاؤه معركة استعادة أحياء شرق حلب، كان من الواضح لديهم أن هذه المعركة لن تنهي المجموعات الإرهابية المسلحة، ولن تضع حداً لمطامع أميركا وإسرائيل وتركيا وحلفائهم من بعض الحكام العرب ولا سيما في الخليج الغربي، لأن هذا التجمع المعادي لسورية لن يقبل بالهزيمة وبالدوس عليه، والقضاء على قوته وأدواته، إلى جانب أن حربه على سورية تقوم بالأساس على مبدأ تحطيم الدولة السورية وجيشها وشعبها وإقامة نظام حكم عميل فيها.
ثم إن هذا التجمع أو التحالف المعادي يضع نصب عينيه هدفاً أساسياً وهو عدم السماح لروسيا وإيران وسورية وحلفائهم بتشكيل قطب وازن في الشأن العالمي يقف في وجه التحالف الأميركي الغربي الصهيوني، ويُجبر هذا التحالف على التراجع والانكفاء.
علاوةً على ذلك، فإن الرئيس «أوباما» لا يريد أن يغادر البيت الأبيض «مهزوماً» في منطقة الشرق الأوسط التي يعتبرها الأميركيون مسرحاً لقوتهم وحضورهم المؤثر.
من هنا جاء الإيعاز إلى الإرهابيين يقصف مدينتي «الفوعا وكفريا»، ثم إلى /داعش/ باحتلال مواقع في الشمال السوري والاقتراب من تدمر، ثم الدخول إليها لاحقاً، بعد هجوم عنيف شنّه إرهابيو هذا التنظيم على عدة محاور في بادية تدمر شرق حمص.
لا شك بأن هجوم داعش العنيف على تدمر والدخول إليها في هذا التوقيت بالذات، لم يأت بمحض المصادفة.
لقد استغل إرهابيو داعش الضباب الكثيف الذي شهدته بادية تدمر خلال يومين متتالين ليشنوا هجوماً عنيفاً على جميع محاور التماس مع قوات الجيش السوري في محيط مدينة تدمر، مع تفجير عدة عربات مدرعة مفخخة، وقيام ما يسمى «الانغماسيين» بتفجير أنفسهم في محاور الاشتباكات.
جدير بالذكر أن الضباب الكثيف الذي أشرنا إليه قبل قليل تسبب في تحييد سلاح الجو الذي عاد للعمل بكثافة بعد انقشاع الضباب، حيث قامت طائرات حربية سورية وروسية ومروحيات بقصف مواقع تنظيم داعش ونقاط الاشتباك، ما أدى لمقتل المئات من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم.
هذا وذكرت مصادر إعلامية أن هجوم داعش على تدمر نُفِّذ بعد استقدام مئات الإرهابيين من العراق، وتشكيل غرفة عمليات خاصة بالبادية، وأوضحت هذه المصادر نفسها، أن التنظيم الإرهابي «داعش» يعتبر البادية «معقلاً رئيسياً له لن يسمح باختراقه مهما كلف الأمر»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن عدداً كبيراً من المهاجمين، هم من جنسيات أجنبية.
وهكذا نخلص إلى القول بأن رد التحالف المعادي لسورية عبر أدواته الإرهابية التي يدّعي محاربتها، لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً، لأن إنجازات الجيش السوري وحلفائه في حلب كانت بمنزلة «خبطة بالفأس على الرأس» للتحالف المذكور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن