قضايا وآراء

انتصار حلب بداية نهاية الحرب

| سناء أسعد 

لم يكن هناك أسهل من إطلاق التصريحات الكاذبة ورفع الشعارات الواهمة ومعها تباعا سقف الاحتجاجات تحت عناوين وتسميات مختلفة كأحد الأدوات الشيطانية المستخدمة في الحرب على سورية بغض النظر إذا ما كان هناك من مسؤولية بجب أن يتحملها الأشخاص أو الجهات التي تطلق تلك التصريحات على الرغم من أن بعضهم في موقع مسؤول يتطلب منهم تحمل مسؤولية ما يقولون وما يدعون.
فإذا كانت بلاد بحجم الولايات المتحدة الأميركية وثقلها الإستراتيجي والتكنولوجي وتعتمد في تقاريرها وفي إطلاق تصريحاتها وبناء مواقفها إزاء ما يجري في سورية على شاهد عيان وترفض الاعتراف بالدلائل الملموسة والموثقة صوتا وصورة، فلاعتب على بلد مثل السعودية وما يصرح به مسؤولوها وهم رمز من رموز سياسة كم الأفواه والتخلف والرجعية.
ما نشهده اليوم من حالات اللاوعي واللاإدراك والجنون الهيستيري التي يعيشها الحلف المعادي بأدواته كافة هو نتيجة طبيعية ومتوقعة بسبب تحرير حلب المبهر من قبضة الإرهاب والذي يحسب نصراً عظيماً لأبطال الجيش السوري ولإيران وروسيا وحزب اللـه المقاوم، نصراً عظيماً بعظمة تاريخ مدينة حلب وأهميتها جغرافياً واقتصادياً ومعنوياً.. وهذا ما صرحت به وسائل إعلام عديدة ومنها وسائل إعلام العدو الصهيوني حيث اعتبرت أن تحرير حلب هو انتصار مصيري للأسد وأن هذا الانتصار يعني أمرا واحدا هو أن الأسد باق في السلطة وبقوة أكبر وأن حزب اللـه وإيران قد انتصرا وسيواصلان وجودهما في سورية.
اعتقد الغرب واهماً أن مجرد القول إن السيطرة على حلب لا تعني انتصاراً صارت أجراسه تقرع في قلب كل سوري عانى من ويلات هذه الحرب الظالمة فوق كل ذرة تراب ارتوت بدماء شهدائنا الأبرار.
لم يكن جون كيري وحده من اعتبر أن تحرير حلب لا يعني انتصاراً، بل ذهب وزير الخارجية البربطاني بوريس جونسون إلى اعتبار انتصار الأسد في حلب سيكون بلا قيمة وأنه لن يجلب السلام لسورية، ليس هذا فحسب بل سرعان ما انتاب القلق شعور اليعض حتى إسرائيل عبرت عن قلقها الشديد ومن الطبيعي أن يفتح الملف الإنساني بالسرعة القصوى ذاتها أيضاً نظرا للارتباط الوثيق الحميمي الذي يجمع بين القلق الإنساني للغرب وأي انتصار ميداني يحققه الجيش السوري على المجموعات الإرهابية فكثرت الثرثرات عن الإعدامات الميدانية وعن أن الجثث تملأ شوارع المدينة وأزقتها.. وعندما تطلب منهم الأدلة يقولون لم نتأكد بعد، هذا ما قاله بان كي مون عراب القلق الدائم في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن بخصوص حلب أو قد تكون أدلتهم عبارة عن مقتطفات من مشاهد مصورة لأغنية أو مشهد سينمائي مؤثر وغير ذلك من الأدلة المفبركة التي في جعبة القنوات العبرية الكثير منها.
اللافت للنظر أنه على الرغم من القلق الغربي على الوضع الإنساني في حلب وعلى الرغم من مطالبة كيري الدائمة بخروج آمن للمسلحين يتم الإعلان عن اتفاق روسي تركي وليس أميركياً لوقف إطلاق النار وإجلاء ما تبقى من المسلحين.. وما هي إلا ساعات من إعلان اتفاقية الإجلاء لتبدأ الخروقات وتخلق العقد، وليتبين فيما بعد أن تلك الاتفاقية ما هي إلا فصل آخر من فصول الكذب والخداع اللذين كانا جوهر وأساس كل ما تم إبرامه من اتفاقيات وهدن.
حلب تعود إلى كنف الدولة إلى قلب سورية حلب تنتصر وانتصارها هو يوم تاريخي كما قال الرئيس بشار الأسد وما بعد حلب ليس كما قبلها وإن لم يكن انتصارها نهاية للحرب فهو بداية نهايتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن