اقتصاد

مدير «هيئة الصادرات» لـ«الوطن»: المصدّر عندنا يعمل بعقلية «الشحين» لذا يجب تغيير عقلية التصدير بشكل كامل

| علي محمود سليمان

بينّ مدير عام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات المهدي الدالي أن الفترة الحالية تعتبر أفضل وقت للبحث عن أسواق جديدة للمنتجات السورية، لأنها فترة عطلة الأعياد في العديد من دول العالم، واستراحة بواخر الشحن، ولذلك نقوم بتكثيف اللقاءات والاجتماعات مع الصناعيين والمصدرين السوريين وإجراء الاتصالات للبحث عن فتح أسواق جديدة وزيادة كميات المنتجات السورية المصدرة وأنواعها، مع وجود هامش في الوقت حالياً، على عكس باقي أوقات العام حين نكون مشغولين بانتظار البواخر وملتزمين بمواعيد تحميل وتفريغ البضائع، ولذلك نتوقع نتائج إيجابية في الفترة القادمة وخاصة للأسواق في روسيا.
وفي تصريح لـ«الوطن» كشف الدالي عن وجود مؤشرات أكثر من إيجابية لتحسين العلاقات الاقتصادية مع جمهورية روسيا الاتحادية، وخاصة ما يتعلق بتصدير المنتجات السورية إلى الأسواق الروسية، في ظل تنامي مستوى التعاون وعقد اللقاءات لتوقيع الاتفاقيات التي يتم العمل عليها بشكل دائم بين الطرفين، وخاصة أن الجانب الروسي يعمل على تقديم التسهيلات والخدمات المطلوبة، فهو سوق واسع ومتنوع وينتشر على مساحة جغرافية كبيرة بتعداد سكاني يقارب 250 مليون نسمة، وإذا تمكن المصدر السوري من الدخول بالشكل الصحيح والسليم إلى الأسواق في روسيا فهي ستكون كافية لامتصاص كل المنتجات السورية.
مشيراً إلى ضرورة تغيير عقلية التصدير بشكل كامل وهو ما يتم العمل عليه حالياً، فالصناعي والمصدر لدينا كان سابقاً يصدر المنتجات بعقلية «الشحين» على مدار سنوات طويلة، أي تحميل ما يوجد من منتجات وبضائع وبيعها في أسواق دول الجوار، على أساس تصدير ما يتم إنتاجه، وهو ما يجب أن يتغير لنصل إلى مرحلة إنتاج ما يجب تصديره، وحتى تتغير هذه العقلية يجب أن يتوجه الصناعي بنفسه ويرى بعينه ما تحتاجه هذه الأسواق فنحن كجهات حكومية ورسمية مهما قدمنا من تسهيلات ونقل للصورة ستبقى ناقصة لديه ما لم يضع يده على المطلوب من الأسواق المستهدفة نفسها.
مضيفاً: إن جزءاً من الصعوبات التي نعانيها حالياً هو عدم وجود ورشات صناعية كبيرة قادرة على إنتاج كميات كبيرة، وذلك نتيجة تعرض قسم كبير منها للتخريب والنهب خلال الأزمة، إضافة إلى أن أساس المنشآت الصناعية لدينا هي الورشات المتوسطة والصغيرة، ولكن حتى نكون قادرين على الدخول بقوة إلى السوق الروسية يجب أن نكون قادرين على تنفيذ عقود الصفقات الضخمة ضمن الوقت المحدد لكل صفقة، مشيراً إلى أنه حتى تاريخه لا دراسة دقيقة عن الحصة التي يمكن حجزها للمنتج السوري في الأسواق ضمن روسيا، ولكن مستوى تعاون القطاع الخاص لدى الطرفين قد تحسن بشكل كبير عما كان عليه سابقاً وهو مؤشر إيجابي لرفع مستوى التعاون وحجز حصة جيدة للمنتج السوري في الأسواق الروسية.
وأشار الدالي إلى أن «البيت التجاري السوري» في مدينة مابكوب الروسية قد أصبح جاهزاً وقامت الهيئة بتخصيص جناح خاص دائماً للحرفيّين السوريين ضمن البيت، تشجيعاً للصناعات السورية الحرفية، حيث يكون قناة للبيع المباشر إلى المستهلك الروسي. مبيناً أن التحضيرات تتم حالياً لإجراء رحلة لعدد من الصناعيين والمصدرين السوريين إلى روسيا للقيام بجولة في الأسواق الروسية والإطلاع على أذواق وعادات المستهلكين وما المنتجات التي تناسب السوق الروسية للبدء بعد ذلك بالتحضير لتصدير المنتجات السورية إلى روسيا. لافتاً إلى أن توقيت الرحلة سيكون غالباً مع نهاية كانون الثاني القادم، لأن عطلة الأعياد تستمر في روسيا لبعد منتصف الشهر الأول.
وبيّن الدالي أن الدخول بهذا الشكل إلى الأسواق الروسية قد تأخر بالمقارنة مع حجم العلاقات السياسية والاجتماعية بين البلدين، وهذه الاتفاقيات كان يجب أن تكون موقعة منذ سنوات طويلة، ولكن على الرغم من تأخرها إلا أن العمل الصحيح عليها وتقديم التسهيلات المطلوبة من الطرفين سيساعد في تجاوز الصعوبات وقطع مراحل للوصول إلى علاقات اقتصادية مميزة.
وفي وقت سابق أعلن معاون وزير الاقتصاد سامر خليل في وقت سابق، أن الوزارة ستوقّع قريباً اتفاقاً مع روسيا حول نظام تبادل المعلومات الخاص بالعملية التصديرية بين البلدين، يتضمّن تخفيضات جمركية على الصادرات السورية لروسيا بنحو 25%.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن