اقتصاد

البسطات مصدر رزق أم مصدر فوضى؟

أصبحت البسطات والأكشاك واقعاً فرض نفسه على جميع أحياء وشوارع وساحات مدينة السويداء وخاصة بعد أن شهد انتشارها في السنوات الأخيرة فوضى ما بعدها فوضى بعد أن تجاوز بعض تلك البسطات والأكشاك الأرصفة لتمتد مترين أو ثلاثة إلى الشارع العام، ولأنها أصبحت باب رزق لكثير من العائلات في المحافظة أو الوافدين إليها باتت إمكانية ازاحتها من تلك الشوارع صعبة من الناحية الإنسانية إلا أن تنظيمها لا يمكن أن يكون مستحيلا ريثما يتم إيجاد الحل الجذري لانتشارها.
وبعد نقاش مطول لـ«الوطن» مع أصحاب تلك البسطات حول فوضى توزعهم في الشوارع وعلى الأرصفة أكد أصحاب البسطات أنهم مستعدون إلى التعاون مع الجهات المعنية في المحافظة للقيام بتنظيم بسطاتهم بمواقع ومساحات وتقسيمات معقولة ضمن السوق على ألا يجري (رميهم) على حد قولهم بعيداً عن السوق إلى مسافات بعيدة ومناطق غير منظمة وغير صحية، موضحين أن البعض فعلا تجاوز حد المعقول بمساحة بسطته إلا أن غض النظر عن البعض أساء إلى البعض الآخر، وفي النهاية يمكن القول إنه لماذا لا يتم تشكيل لجنة من مجلس المدينة تقوم بتنظيم البسطات ورسم الأرصفة على شكل مقاسم ذات حيازات صغيرة ووضعها جنبا إلى جنب بشكل منتظم كحل إسعافي لضمان عدم عرقلة حركة السير أو حركة المرور للمركبات لأن الواقع المعيشي فرض على البعض افتراش بسطته؟ إلا أنه من الجانب الآخر للقضية هناك فعلا تعديات غير أخلاقية من بعض أصحاب البسطات وخاصة ممن يتبجح بأنه يتبع لجهة أمنية ويحمل بطاقة يحسب أنها تخوله القفز فوق القانون، ويؤكد على هذا الطرح لجوء بعض أصحاب تلك البسطات إلى إشهار أسلحتهم المخبأة تحت البسطة وإطلاق العيارات النارية عند أي خلاف مع أي بسطة أخرى حول أسعار المواد المعروضة.
ويؤكد رئيس مجلس مدينة السويداء المهندس وائل جربوع أن المحافظة وبعد اجتماعات دورية ومتكررة مع بعض الفعاليات الشعبية عازمة على القيام بحملة واسعة لإزالة البسطات المخالفة والعمل على إنهاء سوق الهال الجديد ونقل تجار الجملة ونصف الجملة إليه وذلك لتخفيف العبء عن السوق وتخصيص مساحة 3 دونمات لبسطات الخضر وتأمين مواقع جديدة لبقية البسطات، كما تم وضع محافظ السويداء بصورة خطورة هذا الموضوع لأنه سينعكس سلباً على بعض أبناء المحافظة وبعض المهجرين من محافظات أخرى ممن يستخدمون البسطات مصدر رزق لهم، فتم الاتفاق على تأمين مواقع بديلة للبسطات (تحت الجسر- الحسبة القديمة) وقد تم تجهيزها لهم، كما قام مجلس المدينة بتوجيه إنذارات إلى جميع أصحاب البسطات من دون تحديد وقت لإيجاد فرصة لهم للنقل ومطالبة المحافظ بمؤازرة المجلس لعجزه عن إزالة البسطات لأن قسماً من أصحاب البسطات يحمل سلاحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن