سورية

رحى «الأستانة» تدور من أنقرة.. وقد تطحن «فتح الشام»

تكثفت الاجتماعات بين زعماء الميليشيات المسلحة في العاصمة التركية أنقرة للخروج بموقف موحد من وقف إطلاق النار الشامل، الذي قال فرسان «إعلان موسكو»: إنهم يعملون من أجل فرضه في جميع الأراضي السورية، في حين برزت المؤشرات على تصاعد الحرب السرية في محافظة إدلب بين الميليشيات المقربة من تركيا و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) العدو الجديد لأنقرة. وبينما بات من المؤكد أن الانعكاسات السياسية والعسكرية لما جرى في حلب ستظهر خلال محادثات أستانة، تأكد أيضاً أن رحى هذه الصيغة الجديد ستدور من أنقرة.
والتزاماً من تركيا باتفاقها مع روسيا وإيران الأسبوع الماضي بشأن إطلاق المحادثات السورية السورية في عاصمة كازاخستان، استبعد الأتراك «الائتلاف» المعارض و«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، عن المحادثات التي لا تزال متواصلة بين الميليشيات المسلحة. وأكد دبلوماسيون روس أن المعارضة الموجودة على الأرض هي فقط من سيدعى إلى محادثات أستانة وأن الدعوة لن توجه لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» باعتبارها معارضة في المهجر.
ونقل موقع «زمان الوصل» المعارض: أن اجتماعات الميليشيات المسلحة استمرت أمس لليوم الثاني على التوالي، من أجل بحث وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية، وإمكانية توحيد الميليشيات المسلحة تحت قيادة عسكرية موحدة.
ونقل الموقع عن مصادر وصفها بـ«المطلعة»: أن الاجتماعات، شملت جميع الميليشيات المسلحة باستثناء ميليشيا «نور الدين الزنكي». ويبدو أن استبعاد «الزنكي» جاء رداً على محاولة الميليشيا تسويق مشروع لاندماج الميليشيات المسلحة بما في ذلك «فتح الشام» والتي باتت تركيا تعلن نيتها قتالها.
وحسب مصادر «زمان الوصل»، فإن وقف إطلاق النار سيشمل كافة الجبهات والمناطق في سورية باستثناء تنظيمي «فتح الشام» وداعش، وفق مقترح روسي جرى تقديمه للجانب التركي.
ولفتت المصادر إلى أن اجتماعات أنقرة بحثت فصل «فتح الشام» عن بقية الميليشيات المسلحة. وأوضحت أنه في حال اتفقت الميليشيات على خطة وقف إطلاق النار في جميع المناطق في سورية، فإن الخطوة المقبلة ستكون ذهاب هذه الميليشيات إلى الأستانة لبلورة مشروع وقف إطلاق النار مع الجانب الروسي، والبدء بعملية سياسية يتم الاتفاق عليها فيما بعد على أن تقدم روسيا ضمانات النجاح لوقف إطلاق النار.
من جهة أخرى، ذكر موقع «إيلاف» الإلكتروني السعودي أن تركيا طرف أساسي في اجتماعات الميليشيات المسلحة، مشيراً إلى وجود تحضيرات قائمة على قدم وساق برعاية تركية لمحاولة إنهاء ملف التسوية، الذي سوف يتم طرح خططه بصياغته النهائية في محادثات أستانة المقبلة.
ونقل «إيلاف» عن مصادر معارضة: أن من أهم القرارات التي يجري العمل عليها «الموافقة على وقف كل العمليات العسكرية ضد النظام في جميع أنحاء سورية، والتعاون مع تركيا وروسيا في ملف مكافحة الإرهاب، والموافقة على حل عسكري يفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية مشتركة، يبقى فيها (الرئيس) بشار الأسد بشكل مؤقت رئيساً، حتى يجري التوافق على انتخاب رئيس جديد من دون إيضاح المدة الزمنية»، أما عسكرياً فتنص القرارات على «عدم السماح لأي فصيل عسكري بالاندماج مع «النصرة» أو داعش (مع العمل) على دمج الفصائل العسكرية المعارضة مع الجيش السوري، لتشكيل جيش وطني يمهّد للخطوات المقبلة ومكافحة الإرهاب».
وتوقعت المصادر أن يتضمن الاتفاق نوعاً من التهديد بأنه من يرفض هذه الخطة سيحسب على «الفصائل المتطرفة، وستتم محاربته، كما داعش والنصرة».
اجتماعات أنقرة جاءت بالترافق مع إعلان عضو المكتب السياسي في ميليشيا «الزنكي» بسام حاج مصطفى، عن إخفاق مشروع توحد الميليشيات المسلحة في الشمال السوري مع «فتح الشام»، عازياً ذلك إلى «التخوف من التصنيف الدولي».
ورداً على اتهامات صدرت عن قياديين في الميليشيات المسلحة لميليشيا «الزنكي»، بأنها تلاعبت بالميليشيات وضغطت عليهم من أجل الموافقة على مشروع الاندماج مع « فتح الشام»، أكد حاج مصطفى أنهم «كانوا يحاولون توحيد الفصائل»، معتبراً هذه الاتهامات «ساذجة».
وقبل خمسة أيام، أحبطت ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» مشروع «الهيئة الإسلامية السورية»، والذي عمل لإنجازه بقوة، زعيم «فتح الشام» أبو محمد الجولاني.
وصوت مجلس شورى «الأحرار» الثلاثاء الماضي ضد مشروع الاندماج مع «فتح الشام» وعدد من الميليشيات المسلحة، أبرزها «الزنكي – الجبهة الشامية – جيش الإسلام – تجمع فاستقم – جبهة أنصار الدين – فيلق الشام».
وكان قادة كبار في «فتح الشام»، قد أكدوا أن الجسم الجديد سيكون برئاسة أمير «الأحرار» علي العمر (أبو عمار)، وتوكل للجولاني مهام القائد العسكري لهذا الكيان، فيما وقع الاختيار على توفيق شهاب الدين، متزعم ميليشيا «زنكي»، ليكون رئيس مجلس شورى الميليشيات المتوحدة.
ومع انهيار مشروع الاندماج، وتصاعد التوقعات بأن يكون العام المقبل عام تصفية « فتح الشام» في إدلب، برزت مؤشرات على حرب سرية تخوضها الجبهة ضد أعدائها في المحافظة الواقعة أقصى شمالي غرب سورية.
وقضى قياديان من ميليشيا «جيش إدلب الحر»، إثر مداهمة مسلحين مجهولين مقراً للجيش في بلدة «معرة حرمة» جنوب «إدلب» ليل أول من أمس.
كما فتح مسلحون مجهولون النار على حاجزٍ لـ«أحرار الشام» في محيط بلدة «الهبيط»، ما أسفر عن مقتل العنصرٍ «مصطفى الجدعان» من الحركة، قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن