تحرير عسكريين مختطفين في الريفين الجنوبي والغربي .. اكتشاف المزيد من المقابر الجماعية لمدنيين أعدمهم المسلحون بحلب

| حلب – الوطن

يتوالى اكتشاف الجيش العربي السوري للمقابر الجماعية التي ارتكبها المسلحون بحق المدنيين وأسرى الجيش في الأحياء الشرقية من حلب قبل تحريرها في الوقت الذي تمكن فيه الجيش من تحرير مختطفين كانوا محتجزين في ريفي المحافظة الجنوبي والغربي.
وبين مصدر في الطبابة الشرعية بحلب لـ«الوطن»، أن 23 جثة لمدنيين وصلوا إلى مقر الطبابة في مشفى حلب الجامعي أمس تم انتشالهم من مقبرة جماعية بحي الكلاسة شمال مركز المدينة والذي حرره الجيش السوري، الذي اكتشف المقبرة، منتصف الشهر الجاري.
وأوضح المصدر، أن المدنيين الذين تمت تصفيتهم من قبل المسلحين أطلقت على رؤوسهم النار من مسافة قريبة كنوع من الإعدامات الجماعية التي تدفن في مقابر جماعية ويتم اكتشافها على التوالي بعد دخول الجيش تلك الأحياء وتمشيطها. ولفت إلى أنه جرى تصفية عسكريين كانوا بقبضة المسلحين قبل انسحابهم من آخر أحياء المدينة حيث استقبل المشفى العسكري بحلب حتى أمس 23 جثة لشهداء الجيش الذين أعدموا ميدانياً.
وشهد الأسبوع الفائت اكتشاف 3 مقابر جماعية لمدنيين وعسكريين في الأحياء الجنوبية من المدينة أثناء عملية تمشيط الجيش للأحياء التي طهرها أخيراً، ومن المتوقع أن تصل أعداد المدنيين والعسكريين في تلك الأحياء إلى المئات مع استمرار عمليات تمشيطها.
وكانت مفاوضات جرت مع المسلحين وقضت بنودها بإطلاق سراح مختطفي الجيش السوري والقوات الرديفة له لديهم إلا أنهم راوغوا وأخفوا مختطفين في السيارات الخاصة التي غادرت معبر الراموسة إلى منطقة الراشدين الرابعة غربي المدينة قبل أن توقف عملية تبادل المحاصرين وتفرض شروطاً جديدة ثم تبين بعد أن تحررت حلب بالكامل في 22 الجاري أن المسلحين نكصوا بوعودهم وبالاتفاقات الموقعة وأعدموا المختطفين مع مدنيين محتجزين في السجون العديدة التي عثر عليها في الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها.
واستطاع الجيش العربي السوري أمس إطلاق سراح 13 عسكرياً من مختطفي الجيش أحدهم برتبة ضابط كانوا بحوزة المسلحين في ريف حلب الجنوبي الذي تسيطر عليه ميليشيا «جيش الفتح» وفي الريف الغربي الذي يعتبر مركز ثقل ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي».
وأشار مصدر ميداني لـ«الوطن» إلى أن المحررين، ومن ضمنهم عائلة واحدة من قرية الروضة بريف اللاذقية الشمالي، وصلوا أولاً إلى مشروع الـ1070 شقة السكني جنوب غرب المدينة بعد أن تم تجميعهم في منطقة بالريف الغربي.
وطالب المصدر المدنيين بتوخي الحذر أثناء تفقدهم ممتلكاتهم في الأحياء الشرقية والجنوبية التي سيطر عليها الجيش العربي السوري وحلفاؤه والالتزام بالمسارات التي حددها الجيش لهم بعد فتحه لمعابر خاصة بهم بعد تكرار حوادث انفجار الألغام والعبوات الناسفة بهم والتي زرعها المسلحون داخل الشقق السكنية والمحال التجارية والمستودعات قبل انسحابهم من الأحياء للتنكيل بالأهالي وترويعهم.
وانفجر أمس لغمان زرعهما المسلحون في منطقة سوق الهال جنوب مركز المدينة وفي القسم الذي كان يسيطر عليه المسلحون في حي الإذاعة جنوب المدينة وأوديا بحياة اثنين من المدنيين وجرح 5 آخرين بعد يوم واحد من استشهاد 5 مدنيين وجرح 11 منهم بانفجار مستودع ذخيرة وعبوات ناسفة زرعها المسلحون داخل مدرستين بحي السكري الذي شهد انفجار ألغام بمدنيين خلال الأيام الماضية.
ميدانياً، دكت مدفعية الجيش العربي السوري مواقع المسلحين في الصالات الصناعية وضهرة عبد ربه شمال حلب ومراكز تجمعاتهم ومراكزهم في الريفين الغربي والجنوبي للمحافظة وخصوصاً في الأتارب وأورم الكبرى وقبتان الجبل وخان طومان وخلصة وزيتان والعيس والزربة، وحقق إصابات مؤكدة في صفوفهم وقضى على العشرات منهم.