شؤون محلية

لا اجتماع بين رمضان والامتحانات حتى 20 سنة قادمة…الإفتاء: الامتحانات لا تبيح الإفطار.. ورئيس جامعة دمشق: مواعيدنا مدروسة ولا يمكننا أن نعرض شهادتنا للمساءلة

يشكو في هذه الآونة كثير من الطلاب الجامعيين من تقاطع الامتحانات مع شهر رمضان متعذرين بعدم قدرتهم على الدراسة مع ساعات الصيام الطويلة، ويحمل البعض منهم إدارات الجامعات شيئاً من المسؤولية لعدم مراعاة هذه المسألة في تحديد موعد الامتحانات.
الطالبة «حسناء القحف» من كلية الصيدلة، التي تخصص في أيام الامتحانات نحو 12 ساعة من وقتها للدراسة قالت إنه بات من المستحيل مع مصادفة الشهر الكريم للامتحانات تخصيص أكثر من خمس ساعات وهي غير كافية قطعا لمن يريد النجاح ولاسيما بدرجات عالية، ويشاركها الرأي «إياد عدي» من كلية الهندسة المدنية الذي لا يستطيع الدراسة خلال النهار أبدا ويكتفي «بخمس من أصل ساعات الإفطار السبع ونصف الساعة تقريباً وهي غير كافية لإنهاء المقررات المطلوبة بشكل يسمح بالنجاح أو الترفع».
وتحمّل الطالبة «بشرى حسن» من كلية الهندسة الكهربائية المسؤولين في وزارة التعليم العالي وإدارة الجامعات مسؤولية التقصير في الدراسة معتبرة أن عليهم أن يراعوا ظرف الطالب الصائم وعدم قدرته على التركيز الجيد خلال ساعات صيامه.
على أن بعضا من الطلاب قالوا إنهم يتابعون دراستهم، وإن بشكل أقل مما يجب لكنهم يحاولون التأقلم مع الوضع، في حين قرر البعض منهم ألا يصوم معتبرا أن عذره معه وبإمكانه دفع فدية وتعويض ما فاته في وقت لاحق.
الوطن سألت الدكتور علاء الدين زعتري الأمين العام للفتوى في وزارة الأوقاف حول الموضوع فأكد أن «الصيام واجب والاستثناءات خاصة، ولا تعتبر الامتحانات حالة خاصة» لافتا إلى أن «لكل شخص خصوصيته، والدخول في الإفتاء بالإفطار للطلاب أثناء الامتحانات هو متاهة لها إشكالاتها، بالتالي لا يجوز الإفتاء بالإفطار لجميع الطلاب الصائمين الذين يخوضون الامتحانات، وإنما كل حسب وضعه الخاص».
وتوجه زعتري بالنصح للقائمين على الامتحانات من الأساتذة وغيرهم إلى التعامل بروية وهدوء ولين مع الطلاب الصائمين تقديرا لوضعهم، وصعوبة الصيام والدراسة في آن واحد لمعظمهم. ولدى سؤال رئيس جامعة دمشق الدكتور حسان الكردي حول إمكانية منع تقاطع الامتحانات مع شهر رمضان تجنبا لهذه الإشكالية، بين أن العام الميلادي هو الأساس في تحديد العام الدراسي، وأنه لو قررت الجامعات تأجيل الامتحانات فهذا سيؤثر على العام الدراسي اللاحق لأنها ستتأخر كثيراً لافتا إلى أنه تلي امتحانات التعليم النظامي التي صادفت بدايتها مع بداية شهر رمضان الحالي امتحانات برنامج التعليم المفتوح وهذا يعني أنها ستستمر حتى بدايات الشهر العاشر تقريبا، بالتالي هذا يعني تأخر الفصل الدراسي الأول أو إلغاء الدورة الثالثة للامتحانات.
وأضاف الكردي: «كما أنه في حال تقديم الامتحانات لشهر يتقلص العام الدراسي، وهذا لن يسمح للأساتذة بإعطاء المنهج المقرر كاملا بالتالي نحن نعرض شهادتنا للمساءلة».
وأوضح الدكتور الكردي أن مجلس التعليم العالي والمسؤولين في الوزارة ورؤساء الجامعات يحددون مواعيد الامتحانات وبدء العام الدراسي بعد مجموعة دراسات ومناقشات بالتالي المسألة مدروسة ومنظمة وفق قواعد وليس عشوائياً. ولفت الكردي إلى أن مشكلة تصادف الامتحانات مع رمضان تنتهي بدءا من العام القادم تقريباً فمن المفترض ألا تصادف سوى الأيام العشرة الأخيرة منه، وفي العام الذي بعده لن تصادفه، معتبرا أن بعض الطلاب يتحججون بصيام رمضان ولو أرادوا الدراسة لفعلوا، إذ يمكنهم الدراسة ليلا بدلا من متابعة المسلسلات، وهناك الكثير ممن ينجحون في موادهم رغم تقاطع الصيام مع الامتحانات.
باعتبار أن العام القادم والذي يليه سينهي هذه المشكلة حتى عشرين سنة قادمة تقريبا، ليتوقف التقاطع بين شهر رمضان والامتحانات الجامعية، يبدو أن على الطلاب أن يكونوا أكثر جلدا في احتمال هذا الظرف، ويبقى أن ننتظر كيف يمكن حل هذه المشكلة من الطلاب أو القائمين على وزارة التربية في العام القادم أو ما بعده حين سيتقاطع شهر رمضان مع امتحانات الشهادة الثانوية العامة أو الإعدادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن