رياضة

اتحاد السلة يعود لكوادره الوطنية

| مهند الحسني

قرر اتحاد السلة بعد الكثير من الأخذ والرد والقيل والقال تكليف مدرب سلة الوحدة هادي درويش مهمة تدريب منتخب الرجال الذي ستنطلق تحضيراته اليوم تحضيراً لبطولة غرب آسيا التي ستستضيفها العاصمة الأردنية عمان، ويأتي هذا التكليف بعدما وصل الاتحاد لطريق مسدود بخصوص التعاقد مع مدرب أجنبي للمرحلة المقبلة.. طبعاً لسنا هنا بوارد الاعتراض على تكليف الدرويش من عدمه، فهذا القرار يخص الاتحاد، وهو المعني وصاحب القرار في تعيين من يراه مناسباً للمنتخب، لكن ما يحز بالنفس أن عشاق اللعبة اتسعت فسحة تفاؤلهم بالتعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب على أمل أن تكون المرحلة القادمة أكثر إشراقاً، لكن هيمنة المكتب التنفيذي على مقدرات الاتحاد وحتى في الأمور الفنية قد زادت عن حدها الطبيعي، وبات من الضروري السعي وراء بناء شخصية مستقلة للاتحاد لكن يبدو أن لا بصيص من الأمل في هذه الخصوص وستبقى سلتنا أسيرة التدخلات والهيمنة.

حقيقة
الدور الذي يقوم به المكتب التنفيذي تجاه اللعبة الشعبية الثانية هو أهم أسباب إخفاق هذا الاتحاد على صعيد المنتخبات، فالمكتب يستخدم سياسة العصا والجزرة مع الاتحاد، وهيمن على الكثير من قراراته الإدارية والفنية، فلم يكن ينقص مصائب كرة السلة السورية مصيبة إضافية، فإذا كان المكتب التنفيذي مقتنعاً باتحاد السلة وفق تشكيلته الحالية فليترك له حرية التصرف والقرار، وليحمله بعد ذلك مسؤولياته كاملة، أما إذا كان غير مقتنع بالاتحاد وبأسلوب عمله فليخرج على الملأ وليطرح علانية أن المكتب التنفيذي غير مقتنع بالاتحاد لا شكلاً ولا مضموناً، فذلك أفضل من مسلسل الأخذ والرد والتعامل بهذه الطريقة، حيث بدت هذه العلاقة في قمة وضوحها عندما سمح اتحاد السلة لخيالاته أن تشطح نحو التعاقد مع مدرب أجنبي عبر مسرحية هزلية مضحكة كانت نهايتها مأساوية لعشاق اللعبة ومحبيها، بعدما وضع المكتب التنفيذي شرطاً جزائياً يدرك هو بنفسه أن الاتحاد سيصل لطريق مسدود بخصوص تعاقده مع مدرب أجنبي نظراً لضعف الشرط المادي.

اجتهادات شخصية
المنتخب سيبدأ تدريباته في الأيام القليلة القادمة وسيشارك في بطولة غرب آسيا عبر جهود شخصية من قبل رئيس الاتحاد جلال نقرش الذي نجح في إقناع الاتحاد الآسيوي بصعوبة مشاركة منتخباتنا في بطولات اتحاد غرب آسيا نظراً للأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد، لذلك أوعز الاتحاد الآسيوي لاتحاد غرب آسيا بضرورة إعفاء منتخباتنا من دفع رسم المشاركة والبالغ عشرة آلاف دولار، وهو رقم خيالي بالنسبة لميزانية الاتحاد الرياضي العام، إضافة إلى أن النقرش نجح في تأمين معسكرات على مدار عام 2017 لجميع منتخبات السلة وبشكل مجاني في إيران في خطوة إيجابية تسجل له، وغير ذلك كانت منتخباتنا ستبقى أسيرة المعسكرات الكلاسيكية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وكانت مشاركات منتخباتنا ستبقى رهينة الموافقات من عدمها نتيجة عدم قدرة المكتب التنفيذي على دفع رسوم المشاركة لها في هذه البطولات، ورغم كل هذه الجهود المضنية لرئيس الاتحاد ما زال المكتب التنفيذي يمارس دوره بطريقة لا تليق أبداً باتحاد يعد من أنشط الاتحادات في المنظومة الرياضية لدينا.
فلنترك الاتحاد يعمل كيفما يشأ بعيداً عن أعين المنظرين وأصحاب الكلام المعسول والوعود الواهية وصيادي المياه العكرة، ووقتها نعتقد أن كرة السلة السورية ستسير على السكة الصحيحة وتحصد إنجازات مشرقة لا محالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن