سورية

الأتراك يبثون جرعة تفاؤل عالية بشأن «وقف إطلاق النار».. مجلس الأمن القومي الروسي يبحث الأزمة السورية للمرة الثانية خلال أسبوع

| الوطن- وكالات

بينما كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يبث أجواء من التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاقات مع الروس بشأن الحل السياسي للأزمة السورية وتعميم وقف إطلاق النار إلى مجمل الأراضي السورية، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجمع مجلس الأمن القومي الروسي مرة ثانية خلال أقل من أسبوعين من أجل بحث المسألة السورية.
وجاء تسارع التطورات فيما يتعلق بمحادثات العاصمة التركية أنقرة بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التركي ونظيره الروسي سيرغي لافروف، والذي تلاه اتصال هاتفي بين الأخير ورئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري تناول بحث خطة سلام بشأن سورية. وأوضح الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي شهد «نقاشاً مفصلاً حول مختلف جوانب التسوية السورية»، إضافة إلى مناقشة المسائل الآنية المدرجة على جدول الأعمال الاجتماعي الاقتصادي في روسيا.
وفي وقت سابق، امتنع بيسكوف، حسب وكالة «سانا» للأنباء، عن التعليق على أنباء تحدثت عن توصل موسكو وأنقرة لخطة بشأن وقف الأعمال القتالية في سورية. ورداً على سؤال حول هذه الأنباء قال المتحدث الرئاسي الروسي: «لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الحالي… ليست لدي معلومات كافية». وأضاف: «فعلاً، هناك اتصالات لا تتوقف مع الشركاء الأتراك لبحث مختلف الخيارات بشأن صيغة الحوار المقرر إجراؤه في أستانا وتأتي هذه الجهود في سياق البحث عن سبل إيجاد تسوية سياسية في سورية»، ومضى موضحاً أن موسكو وأنقرة على اتصال دائم في إطار التحضير للمفاوضات السورية في أستانا».
وفي وقت سابق، تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن التوصل إلى وثيقتين بخصوص الحل السياسي وتوسيع وقف إطلاق النار في سورية. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن جاويش أوغلو قوله للصحفيين على هامش حفل تسليم جوائز بالقصر الرئاسي: «هناك نصان جاهزان بشأن حل في سورية. أحدهما عن حل سياسي والآخر عن وقف لإطلاق النار. يمكن تنفيذهما في أي وقت». لكنه جدد الإشارة إلى الشروط المسبقة عندما تحدث عن أن المعارضة السورية لن تقبل بقاء الرئيس بشار الأسد أبداً. وأضاف: «العالم بأسره يعلم أن من غير الممكن إحداث انتقال سياسي بوجود (الرئيس) الأسد، ونحن جميعاً نعلم كذلك أنه من المستحيل أن يلتف هؤلاء الناس حول (الرئيس) الأسد».
وأشار إلى استثناء «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، من نظام وقف إطلاق النار باعتباره تنظيماً إرهابياً، مشيراً إلى أن ممثلين عن الحزب لم يشاركوا في المفاوضات بأنقرة بين الروس والأتراك وممثلي المجموعات المسلحة. وقبل يومين أصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مشاركة السعودية وقطر والمعارضة السورية في محادثات أستانة وذلك على حين أصرت إيران على استبعاد السعودية عن طاولة أستانة. واللافت أن أردوغان لم يتحدث عن مشاركة حلفائه الغربيين في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وبالأخص الولايات المتحدة أو فرنسا أو ألمانيا. وقبل ذلك، أعلنت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء أن موسكو وأنقرة اتفقتا على اقتراح من أجل وقف لإطلاق النار في عموم سورية، يمكن أن يدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس. ونقلت الوكالة عن مصادر، وصفتها بالموثوقة: أن المقترح سيعرض على الحكومة السورية والأطراف الأخرى للنزاع المسلح، للموافقة عليها، مبينةً أن المقترح، الذي لن يشمل التنظيمات الإرهابية يهدف لتطبيق وقف إطلاق النار في جميع مناطق الاشتباكات بين الجيش السوري والقوات المتحالفة معه من جهة والمعارضة المسلحة من جهة أخرى.
وحسب الوكالة، فانه في حال نجاح وقف إطلاق النار، ستبدأ الحكومة السورية والمعارضة مفاوضات سياسية في عاصمة كازاخستان أستانا تحت إشراف تركيا وروسيا، وأشارت المصادر إلى أن أنقرة وموسكو تريدان المساهمة في دعم المفاوضات السورية في إطار العملية السياسية التي نص عليها القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي العام الماضي.
وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية أن المجموعات المسلحة تسلمت نسخة عن المقترح التركي الروسي.
واللافت أن جرعة التفاؤل الكبيرة التي حرص الأتراك على بثها في الأجواء بشأن مفاوضات أنقرة جاءت بعد تسريب قناة «الجزيرة» القطرية الداعمة للمعارضة أجواء تشاؤمية بشأن وصول المحادثات إلى طريق مسدود.
وتحدثت القناة عن تعليق مباحثات ممثلي المجموعات المسلحة مع العسكريين الروس والأتراك في أنقرة حول معايير وقف لإطلاق النار في سورية، نتيجة ما أسمته «أسباباً روسية تعجيزية»، كاشفةً عن لقاء حاسم سيتم عقده اليوم، مبينةً أن هذا اللقاء يأتي بناء على طلب الجانب الروسي. وحسب تقرير لـ«القناة»، فقد انعقد اجتماع تمهيدي يومي الجمعة والسبت الماضيين بين المعارضة السورية والجانب التركي تلاه اجتماع آخر حضره عسكريون روس وممثلون عن معظم «الفصائل السورية» برعاية تركية لم يتم التوصل فيه إلى قرار وقف إطلاق النار. ونقلت «الجزيرة» عن مصادر قولها: إن إخفاق الأطراف في التوصل لاتفاق جاء بسبب طلب الجانب الروسي استثناء الغوطة الشرقية من الهدنة، وكذلك طلبهم من المعارضة المسلحة التعريف بمواقع «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وهو ما رفضته «المعارضة السورية المسلحة».
وأضافت المصادر: إن «الفصائل السورية التي حضرت الاجتماع هي أحرار الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية وفيلق الشام وفيلق الرحمن وجيش إدلب الحر وأجناد الشام وغرفة عمليات حلب والفرقة الساحلية الأولى وكتيبة السلطان مراد». وقال مسؤول من المعارضة لوكالة «رويترز»: إن «فصائل المعارضة لم توافق بعد». وأضاف: «ما زال يتعين عرض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بشكل رسمي على الفصائل وليس هناك اتفاق حتى الآن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن