سورية

وسائل إعلام تركية تفجر مفاجأة مدوية: طائرات روسية تدعم عملية «درع الفرات»! … «الديمقراطي» يستثمر في تصاعد التوتر التركي الأميركي لإحياء «الفيدرالية»

| وكالات

سعى «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية إلى استثمار التوتر السياسي المتفاقم بين أنقرة وواشنطن، من أجل إحياء خططه لإعلان العقد الاجتماعي لـ«فيدرالية» شمال سورية، المشروع الذي سبق أن تأجل بعد إطلاق تركيا عملية «درع الفرات» في الشمال السوري أواخر شهر آب الماضي.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس الولايات المتحدة بعدم تنفيذ وعودها بدعم الهجوم البري الذي تقوده أنقرة لطرد مسلحي تنظيم داعش من مدينة الباب، ودعم تنظيمات إرهابية في الشمال السوري وبينها داعش، وهو ما ردت عليه واشنطن بسخرية. واللافت أن وسائل إعلام تركية تولت الإعلان عن مشاركة طائرات روسية في قصف مواقع داعش في مدينة الباب دعماً لعملية درع الفرات هناك.
وقال مسؤولون أكراد، حسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن من المتوقع أن يوافق «حزب الاتحاد الديمقراطي» وحلفاؤه على خطة مفصلة لإقامة نظام حكم اتحادي في شمال سورية ليجددوا التأكيد على خططهم للحكم الذاتي. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مناطق «الإدارة الذاتية» التي أعلنها «حزب الاتحاد الديمقراطي» منذ عام 2012 في كل من الجزيرة والقامشلي وعين العرب وعفرين.
وقالت هدية يوسف التي ترأس مجلساً مؤلفاً من 151 عضواً: إن الخطة التفصيلية ترقى إلى مستوى دستور وتعرف باسم العقد الاجتماعي وإن من المتوقع أن يقر المجلس الخطة الأربعاء أو اليوم الخميس في اجتماع بمدينة رميلان. وأضافت في رسالة مكتوبة لوكالة «رويترز»: «سوف نوضح من خلال العقد… كيفية البدء في تشكيل مؤسساتنا ونظامنا الإداري. وسنبدأ بالتحضير للانتخابات. وفي البداية ستجرى انتخابات لاختيار إدارات إقليمية تعقبها انتخابات لاختيار هيئة مركزية».
كما سعى «الديمقراطي» وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» لاستثمار قرار واشنطن الجديد الخاص برفع القيود عن تسليح «المعارضة السورية»، من أجل المطالبة بصواريخ مضادة للجو للرد على اعتداءات الطيران التركي. وأعربت «قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «حماية الشعب» عمادها، عن أملها في أن يسمح القرار بحصولها على صواريخ مضادة للطائرات.
وقال المتحدث باسم «الديمقراطية» طلال سلو: إنه رغم عدم امتلاك تنظيم داعش لطائرات حربية، إلا أن قواته تريد أنظمة مضادة للطائرات محمولة على الكتف لحماية نفسها من أي أعداء في المستقبل، في إشارة واضحة إلى تركيا. وشدد على أن «قوات سورية الديمقراطية» هي الحليف «رقم واحد» للولايات المتحدة على الأرض وينبغي أن تكون أول من يتلقى أسلحة منها.
كما جددت «الديمقراطية» رفضها مشاركة المجموعات المسلحة المدعومة من تركيا في المعارك التي تخوضها بريف الرقة.
في غضون ذلك، تحدثت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن تكثيف الولايات المتحدة توريدات الأسلحة لـ«وحدات حماية الشعب». وكشفت الوكالة عن وصول طائرة أميركية محملة بشحنة سلاح إلى مطار رميلان بريف الحسكة، تم تقسيمها ونقلها على متن مروحيات تابعة لسلاح الجو الأميركي إلى مناطق سورية أخرى. كما أشارت الوكالة إلى وصول شحنة كبيرة من الأسلحة إلى شمال سورية مساء الأربعاء الماضي، فيما انطلقت من أربيل بكردستان العراق عشرات الشاحنات، ووصلت إلى مناطق تسيطر عليها القوات الكردية بشمال سورية. ومر جزء من هذه الشاحنات بريف القامشلي.
ميدانياً، فجرت وسائل الإعلام التركية مفاجأة من العيار الثقيل عندما نقلت عن مصادر روسية أن الطائرات الروسية تشارك في قصف مواقع داعش في محيط الباب. وحتى كتابة هذا التقرير لم يكن قد صدر تأكيد رسمي من الجانب التركي أو الروسي.
في سياق متصل، أعلن الجيش التركي مقتل 44 وإصابة 117 من عناصر داعش في منطقة الباب، وبين أنه قصف 154 هدفا لداعش ودمر عربة مفخخة أعدها عناصر التنظيم أول أمس الثلاثاء. على خط منفصل، سيطرت «قوات سورية الديمقراطية» على قرية هداج في الريف الشمالي لمدينة الطبقة غربي الرقة، ضمن حملة «غضب الفرات».
واستمرت الاشتباكات في محيط قريتي هدام وجعبر شرقي، قرب الطبقة بين قوات سورية الديمقراطية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى. وبات مسلحو «الديمقراطية» على مسافة نحو 5 كلم من سد الفرات، واقتربوا أكثر من مدينة الطبقة مركز الثقل الأمني للتنظيم في الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن