ثقافة وفن

«الوطن» تنشر البانوراما السورية الفنية لعام 2016 … الدراما والسينما.. وصول عالمي وجوائز بالجملة .. راحلون في الظل.. وطلاقان قياسيان.. وولادتان جديدتان

| وائل العدس

حفلت الدراما السورية بكثير من التناقضات، وجمعت بين الأفراح والأحزان، وبين الزواج والطلاق.. وبين التألق والرحيل خلال موسم 2016.
فأنهى الموت مسيرة عدة فنانين، وكما ارتدت الدراما السواد حزناً على فقدانهم، فإنها اكتست بالأبيض فرحاً بزفاف آخرين أيضاً.
ونجحت الصناعة الثقيلة في سورية بإنتاج 32 عملاً رغم الظروف الصعبة، ونجحت بمنافسة الدراما المصرية والخليجية واللبنانية وتفوقت عليها في مطارح عدة.
«الوطن» حصدت لكم أهم ما جاء في 2016 عبر السطور التالية:

بين الكم والنوع
لم يكن أشد المتفائلين بالدراما السورية يتوقع لها أن تنتج 32 مسلسلاً متنوعاً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلد، فأثبتت علو كعبها وأنها أكبر من كل المطبات.
وإن كان الكم قد حقق الهدف، فإن النوع تباين بين عمل وآخر، مع تقدم واضح للمسلسلات الاجتماعية التي تفوقت على نظيراتها.
حزمت ثلاثة أعمال حقائبها ونقلت مواقعها من دمشق إلى بلدان عربية مجاورة، فصور «العراب – تحت الحزام» في أبو ظبي، و«الطواريد» بين الشارقة ودبي، و«أهل الغرام3» في بيروت.
وحصدت الأعمال الاجتماعية الحصة الأكبر بـ15 مسلسلاً هي «أحمر»، و«أيام لا تنسى»، و«أهل الغرام3»، و«مدرسة الحب»، و«الندم»، و«بلا غمد»، و«زوال»، و«نبتدي منين الحكاية»، و«العراب»، و«دومينو»، و«عابرو الضباب»، و«لست جارية»، و«مذنبون أبرياء»، و«وجع الصمت».
أما الأعمال الشامية التي عادةً ما تحصد الجماهيرية الأوسع فقد اقتصرت على ثمانية مسلسلات هي «باب الحارة8»، و«طوق البنات3»، و«عطر الشام»، و«صدر الباز»، و«بيت الموالدي»، و«الخان»، و«خاتون»، و«قناديل الشام».
أما الكوميديا فأنتجت تسعة أعمال هي «الطواريد»، و«بث تجريبي»، و«بقعة ضوء 12»، و«توب فايف»، و«توتر عائلي»، و«تنذكر ما تنعاد»، و«جيران القمر»، و«شو القصة»، و«نحن لها»، إضافة إلى عمل عاشر هو «فارس وخمس عوانس» الذي أنتج العام الماضي، وحتى الآن لم يجد مكاناً له عبر الشاشات، علماً أن مسلسل «كرستال» توقف عن التصوير دون ذكر الأسباب.
عدة أعمال لم تنل فرصها بالعروض هي «لست جارية»، و«توب فايف»، و«بث تجريبي»، و«توتر عالي»، و«أهل الغرام3»، و«نحن لها».

راحلون
تعددت الأسباب والموت واحد، هكذا فقدت الدراما السورية الكثير من روادها عام 2016 وخطفت سبعة أسماء فنية مات معظمها بصمت بعيداً عن الأضواء الإعلامية عكس باقي السنوات.
البداية مع المخرج السينمائي الكبير نبيل المالح الذي توفي في دبي عن عمر 79 عاماً وقد قدم خلال سنوات حياته العديد من التجارب السينمائية التي كانت علامات فارقة في تاريخ الفن السينمائي في سورية.
عمل في الكتابة للسينما، وكذلك الإخراج السينمائي ومن ثم التلفزيوني، كان من بين قلة من المخرجين، الذين صنعوا هوية ما عرف بالسينما السورية.
نالت أفلامه العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، وكان بفيلمه «الكومبارس» صاحب أول جائزة للسينما السورية في مهرجان القاهرة السينمائي.
وغيب الموت المخرج والإعلامي خلدون المالح عن عمر ناهز 78 عاماً إثر معاناته مع مرض عضال في الولايات المتحدة الأميركية التي سافر إليها للعلاج.
ويعد الراحل من رواد الدراما في سورية منذ انطلاقتها قبل أكثر من خمسين عاماً، فضلاً عن كونه من مؤسسي نقابة الفنانين وكان له سبق تصدير الفن السوري إلى الوطن العربي وخاصة من خلال عمله مع المبدعين دريد لحام ونهاد قلعي في مجمل أعمالهم التلفزيونية.
وتوفي الممثل أحمد فاتح جدوع الملقب بـ«أبو نوفل» إثر إصابته بأزمة قلبية في محافظة حلب، بعدما كان قد غاب عن الدراما خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وكان جدوع قد غاب عن الدراما خلال السنوات الأربع الأخيرة، علماً أنه شارك بحوالي أربعين مسلسلاً أهمها «الموت القادم إلى الشرق»، و«خان الحرير»، و«سيرة آل الجلالي»، و«تلك الأيام»، و«كوم الحجر»، و«سيف بن ذي يزن»، و«باب المقام»، و«المصابيح الزرق»، و«قلوب صغيرة».
وكان الراحل معروفاً بكثرة نشاطاته المسرحية، ومن المسرحيات المعروفة «أنفلونزا الضمير»، و«باي باي يا ضمير»، و«ليلة بألف ليلة»، و«الليلة نلعب».
كما توفي الممثل سليم تركماني بعيداً إثر أزمة قلبية، وقد بدأت حياته الفنية عام 1988 يوم انتسب إلى «نقابة الفنانين»، ليلعب لاحقاً عدداً كبيراً من الأدوار التلفزيونية والمسرحية والسينمائية منها فيلم «دمشق مع حبي» لمحمد عبد العزيز، وفي التلفزيون «الدبور» و«يوميات مدير عام».
وتوفي الممثل حسان يونس بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 73 عاماً، وقد عانى في سنواته الأخيرة من مرض القلب حيث خضع لعملية قلب مفتوح قبل أسبوعين من وفاته.
ويعد يونس من مؤسسي نقابة الفنانين السوريين، وكانت بداياته على خشبة المسرح عبر عروض مسرحية عديدة أهمها «رحلة حنظلة» للراحل سعد اللـه ونوس، و«المفتش العام» للمخرج المسرحي هاني صنوبر وغيرها، كما عمل في السينما حيث شارك في فيلم «حادثة النصف متر».
وفي مشواره الفني عشرات المسلسلات مثل «أسعد الوراق» و«الزباء» و«طقوس الحب» و«الكراهية» و«الخطوات الصعبة» و«غضب الصحراء» و«الفراري» و«المجهول» و«قصص الغموض» و«ليل المسافرين» و«أولاد القيمرية» و«لورنس العرب»، وكانت آخر مشاركاته في المسلسل العربي المشترك «يا صديقي».
وأيضاً توفي الممثل خليل حداد إثر إصابته بنوبة قلبية مفاجئة، وقد شارك في الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية والإذاعية، ومن بين أهم أعماله « خان الحرير» و» الثريا» و«سيرة آل الجلالي» و«باب الحارة» و«الخبز الحرام» و«دنيا 2» وكان آخر أعماله مسلسل «العراب» الذي بثته القنوات التلفزية العربية خلال شهر رمضان من العام الماضي، كما يعد الراحل أحد أهم رواد المسرح في مدينة حلب.
وأخيراً، فارقت الممثلة نادرة الضعضي الحياة متأثرة بمرضها، حصلت على عضوية نقابة الفنانين عام 1980، ومن أهم الأعمال التي شاركت بها في المسـرح «البقرة»، و«البحث عن المخطوف»، وفي الإذاعـــة «ظواهر مدهشة»، و«مجلة التراث»، و«حكم العدالة»، وفي السـينما «صعود المطر»، و«الترحال»، و«حادثة النصف متر»، وفي التلفزيون «تراب الزريعة»، و«الطير» و«عطر البحر»، و«أنشودة الأمل»، و«درب التبان».
ولم يكتف الموت بتغييب سبعة فنانين، بل امتدت لتشمل ذوي فنانة واحدة، ففقدت سلافة معمار والدها الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض، وقد اضطرت لتأجيل تصوير مشاهدها في مسلسل «خاتون» حتى انتهاء أيام العزاء.

عرائس ومطلقات
ارتدت ثلاثة فنانات سوريات الفستان الأبيض عام 2016 وهن جيهان عبد العظيم، وغادة بشور، وتولين البكري، لكن الفرحة لم تتكمل عند اثنتين منهن، فحكم الانفصال على علاقتهما ليلحقن بدينا هارون.
هارون فضّلت أن تكون أولى مطلقات العام، فأجلت إعلان نبأ انفصالها عن زوجها الذي تم العام الماضي، بعد خمس سنوات على زواجهما.
وكشفت عبد العظيم للعلن أنها انفصلت عن خطيبها السابق، قبل أن تتزوج لاحقاً من الكاتب المصري إياد إبراهيم ابن الكاتب والأديب إبراهيم عبد المجيد.
أما غادة بشور فتزوجت من شاب يصغرها بعشرين عاماً، قبل أن تنفصل عنه بعد أربعة أشهر فقط.
بدورها، فإن تولين البكري أعلنت انفصالها بعد أربعة أيام فقط على إعلان زواجها، مشيرة إلى أن سبب الطلاق يعود لرفض أهله على اعتبارها مطلقة سابقاً من جهة، وممثلة من جهة ثانية.
ونذكر أن المخرج تامر إسحق دخل القفص الذهبي برفقة الطبيبة ريم ترك بعد عامين على خطوبتهما.

أمهات
شهد عام 2016 ولادتين فقط، فدخلت الممثلة صفاء رقماني نادي الأمومة بإنجابها «روح» بعد 16 شهراً على زواجها من المصور الصحفي راغب عزام.
أما الممثلة نادين سلامة فرزقت بثاني طفلة لها، هكذا أنجبت «أنابيلا» في بيروت، علماً أن لها طفلة أولى اسمها «مينيسا» وعمرها ثلاث سنوات.

جائرة تقديرية
فازت الممثلة السورية القديرة سلمى المصري بجائزة الدولة التقديرية عن مجال الفن، وبموجبها نالت مبلغ مليون ليرة سورية إضافة إلى ميدالية ذهبية.
وقالت المصري إن استلامها للجائزة تكريم للحياة الثقافية والفنية بحد ذاتها، وعلامة فارقة في مسيرتها الفنية الطويلة، وستمنحها طاقة جديدة لتحقيق المزيد بما يخدم سورية والسوريين والفن السوري.
وأضافت: «فرحي وَفخري بهذه الجائزة ليس لهما حدود، لكنني أعتبر أنني نلتها نيابة عن فناني بلدي الذين يواصلون اشتغالهم في الإبداع رغم الظروف القاسية التي تمر بها سورية الحبيبة، وما زالوا مصرّين على محاربة البشاعة بالفن ومقاومة الإرهاب بالإبداع، وكلهم إيمان بأن إعادة إعمار وطننا يبدأ بالإنسان أولاً، فهو الركيزة والأساس في أي نهضة ثقافية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية».
واعتبرت أن تتويج مسيرة طويلة من العطاء مهم جداً للفنان، ودافع له وَلزملائه لمزيد من الإنجازات، وَترك البصمة تلو الأخرى لأن مواصلة العمل هو إعلان موقف مضاد لكل من يريد تدمير الوجه الحضاري لسورية، فناً وَثقافة وتراثاً وآثاراً.

جائزة عالمية
ختمت الدراما السورية هذا العام باستحقاق عالمي بوصول مسلسل «بانتظار الياسمين» إلى نهائيات جائزة الأكاديمية الدولية للفنون التلفزيونية في نيويورك «ايمي أوورد» بالولايات المتحدة الأميركية ونيله ميدالية ذهبية وهي الجائزة الدرامية الموازية لجائزة الأوسكار في السينما.
العمل من تأليف أسامة كوكش، وإخراج سمير حسين، وإنتاج شركة «اي بي سي»، وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية.

سينمائياً
أقامت المؤسسة العامة للسينما عدداً من الفعاليات والمهرجانات في مختلف صالات المحافظات السورية، فافتتحت نشاطاتها بـ«مدارس سينمائية» عبر جزأين، و«أفلام حديثة من الشركات العالمية» عبر ثلاثة أجزاء، ثم احتفلت بـ«العيد العالمي للسينما» في كندي دمر، تلاها تظاهرة «المرأة في السينما» في صالة كندي دمر، و«اتجاهات السينما الحديثة» في طرطوس، و«مختارات سينمائية» في صالة كندي دمر، إضافة إلى مهرجان «سينما دعم الشباب والأفلام القصيرة».
كما عرضت العديد من الأفلام السورية، وهي عرض خاص لفيلمي «فانية وتتبدد» و«رد القضاء» للمخرج نجدت أنزور في دار الأسد للثقافة والفنون، عرض خاص لفيلم «سوريون» للمخرج باسل الخطيب، وفيلم «أنا وأنت وأمي وأبي» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وفيلم «مطر حمص» للمخرج جود سعيد، وفيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» للمخرج محمد عبد العزيز في صالة سينما سيتي.

جوائز سينمائية
ونجحت السينما السورية بتجاوز موانع بعض المهرجانات، فشاركت فيها وتربعت على عرش منصات التتويج، فحازت 19 جائزة توزعت على 7 للأفلام الروائية الطويلة، 110 للأفلام القصيرة وجائزتين لأفلام دعم سينما الشباب.
فيلم «بانتظار الخريف» للمخرج جود سعيد حقق جائزة وهران الذهبية لأفضل سيناريو في مهرجان وهران السينمائي في الجزائر.
وذهبت جائزة أفضل إخراج لفيلم «سوريون» لباسل الخطيب في مهرجان الإسكندرية السينمائي في مصر، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان بيونغ يانغ في كوريا الشمالية.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي بمصر راحت لفيلم «حرائق» للمخرج محمد عبد العزيز.
وحقق فيلم «فانية وتتبدد» عدداً من الجوائز، أولها جائزة أفضل ممثلة لرنا شميس في مهرجان القاهرة السينمائي، وجائزتي أفضل سيناريو وحوار للكاتبة ديانا كمال الدين، وأفضل فيلم في مهرجان أفلام الوحدة الإسلامية في العاصمة الإيرانية طهران.
وبالانتقال إلى الأفلام القصيرة فقد حقق «ضجيج الذاكرة» لكوثر معراوي جائزة أفضل إخراج في مهرجان واسط السينمائي الدولي الأول في العراق، وللمخرجة نفسها فاز فيلم «صمت الألوان» الجائزة الأولى وجائزة أفضل إخراج مناصفة وجائزة أفضل تمثيل في مهرجان السماوة الدولي الرابع في العاصمة العراقية بغداد.
أما فيلم «توتر عالي» للمهند كلثوم فحاز أربع جوائز دفعة واحدة في مهرجان السماوة السينمائي، وهي جائزة أفضل إخراج، والجائزة الأولى لأفضل تصوير، والجائزة الأولى لأفضل ممثلة «مي مرهج»، والجائزة الثانية لأفضل مونتاج.
وفاز فيلم «كبسة زر» لأيهم عرسان بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان تهارقا الدولي للسينما والفنون في دورته الرابعة بالسودان، وحقق الفيلم نفسه جائزة أفضل سيناريو في مهرجان جنيف للفيلم الشرقي «مسابقة موازية للجائزة الرسمية»، وحاز فيلم «القبار» لقصي الأسدي جائزة أفضل فيلم عن فئة الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان المبدع السينمائي الدولي في بنغلادش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن