رياضة

أهم أحداث كرة القدم في عام 2016 «الحلقة الثانية» … العرب يستعيدون بعضاً من كبريائهم… ومضات لويلز وآيسلندا

| خالد عرنوس

ودعنا قبل ساعات عام 2016 بما فيه من أحداث كبيرة على كل الصعد بما فيها الأحداث الرياضية والكروية على وجه الخصوص والتي حفلت بالكثير من الأمور (قديمها وحديثها) على مستوى البطولات القارية والدورة الأولمبية وبطولات الأندية في القارات الست، يوم الأحد الماضي سردنا لأهم أحداث السنة الفائتة باختصار بسبب ضيق المساحة واليوم نكمل ما بدأناه لنكمل رحلتنا القصيرة مع أهم ما شهدته سنة 2016 من ومضات ونخصص المساحة الكبرى لنظرة عاجلة على التصفيات المونديالية وبعض أهم مفاجآت البطولات الكبرى.

التصفيات المونديالية
من أميركا الجنوبية نبدأ بعد وصولها إلى جولة متقدمة حيث استعاد السيليساو البرازيلي الكثير من صورته الرائعة وخاصة بعد تتويجه منتخب السامبا بالذهب الأولمبي، وكان الفريق قد بدأ التصفيات بخسارة أمام تشيلي قبل أن يسترد أنفاسه بفوز متوقع على فنزويلا ثم أنهى مباراتي القمة مع الأرجنتين والأوروغواي بالتعادل وجاء التعادل مع الباراغواي ليشكل علامة فاصلة خاصة مع تسلم المدرب تيتي نصاب الأمور في الإدارة الفنية ومعه لم يعرف رفاق نيمار إلا لغة الفوز فتكلموها في 6 مباريات متتالية وضعتهم في قمة الترتيب فباتوا على مقربة من قطع أولى بطاقات نهائيات روسيا 2018 والتي يعتبرها المراقبون محسومة وليست سوى مسألة وقت مع 27 نقطة في رصيدهم.
وإذا أيقنا أن السيليستي الأوروغوياني (الوصيف بـ23 نقطة) مازالت أمامه محطتان (البرازيل والأرجنتين) من ثلاث قادمة ستحسمان الأمور بنسبة كبيرة لرحلته الروسية فإن الغموض يلف مستقبل أبناء التانغو الذين يعانون الأمرين في هذه التصفيات وهاهم رفاق ميسي يحتلون المركز الخامس بفارق نقطة واحدة فقط أمام المنتخب الكولومبي، وعليه فإن مهمة الألبيسيلستي لن تكون سهلة خاصة مع المنافسة الشرسة بين الثالث الإكوادوري والرابع التشيلياني وكلاهما برصيد 20 نقطة.
العرب على الموعد

في آسيا وصلت التصفيات المونديالية الى منتصف المرحلة الثالثة والحاسمة فعلى بعد خمس جولات فقط على نهاية مباريات الدوري في المجموعتين تسير الأمور طبيعية مشيرة إلى تفوق منتخبات شرق القارة (اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا) إضافة إلى أوزبكستان وإيران ولولا وجود ثلاثة منتخبات عربية في المجموعة الثانية لقلنا إنه من الممكن أن يغيب عرب آسيا عن المونديال للنسخة الثالثة على التوالي إلا أن منتخبي السعودية والإمارات مازالا يحتفظان بفرصة كبيرة للمنافسة عل بطاقتي المجموعة وأقله بطاقة واحدة إذا افترضنا أن بطاقة ستذهب لليابان أو أستراليا يتصدر الأول الترتيب برفقة الأخضر السعودي بـ10 نقاط مقابل 9 نقاط للكنغارو الأسترالي والأبيض الإماراتي.
وفي المجموعة الأولى تبدو فرصة العرب ضئيلة وفيها منتخبا سورية وقطر ويحتلان المركزين الرابع والخامس برصيد 5 و4 نقاط على التوالي، ومع بقاء 15 نقطة ممكنة مازال الأمر وارداً نظرياً إلا أن عملياً فإنه صعب جداً على نسور قاسيون أو العنابي اللحاق بركب الإيرانيين (11 نقطة) أو الكوريين (10نقاط) ولا حتى الأوزبكيين (9 نقاط).

الرباعي الكبير
في القارة السمراء كانت الكلمة العربية أعلى ففي تصفيات كأس أمم إفريقيا استطاعت المنتخبات الأربعة الكبرى (الجزائر ومصر والمغرب وتونس) وجميعها سبق لها التتويج بالكأس القارية التأهل إلى نهائيات الغابون التي ستقام مطلع عام 2017 وذلك بعدما تصدرت مجموعاتها ووحده منتخب تونس تلقى خسارة يتيمة في حين الثلاثة الأخرى أنهت التصفيات من دون هزيمة لتدخل جميعها المرحلة الحاسمة لتصفيات مونديال 2018 بمعنويات مرتفعة.
إلا أن ذلك لم يكن صحيحاً خاصة بالنسبة لمنتخب الجزائر الذي خرج بتعادل وخسارة بأول جولتين وكذلك جاره المغربي الذي اكتفى بتعادلين على حين أنهى منتخبا مصر وتونس الجولتين كما يجب بست نقاط كاملة لكل منهما ما يعني أن فرصتيهما كبيرتان للمنافسة على البطاقة المؤهلة إلى روسيا.
قوى كلاسيكية

في أوروبا وبعد مضي 4 جولات تسير الأمور لمصلحة القوى الكبيرة فيها فها هي منتخبات ألمانيا وإسبانيا وإنكلترا وفرنسا وكرواتيا وبلجيكا تتصدر مجموعاتها من دون هزيمة وتعود بولندا إلى سابق عهدها وهناك إيرلندا وأيضاً سويسرا التي باغتت بطلة كأس أوروبا (البرتغال) وسبقتها في المجموعة الثانية، وبالمقابل مازالت الطواحين الهولندية تثير التساؤلات على الرغم من وجود المنتخب البرتقالي في وصافة المجموعة الأولى وراء الديك الفرنسي ولا يعد وجود الآتزوري الإيطالي في وصافة المجموعة السابعة غريباً إذا ما عرفنا أن الصدارة بحوزة الإسبان ولا ننسى عودة المنتخب اليوناني إلى قمة مستواه فوصل إلى وصافة المجموعة الثامنة من دون خسارة وكذلك تألق الناري الكرواتي فتصدر المجموعة التاسعة.

تألق كوستاريكي
في الكونكاكاف انطلقت المرحلة الأخيرة بمفاجأتين كبيرتين، الأولى تمثلت بصدارة التيكوس الكوستاريكي للمنتخبات الستة بفضل فوزين نظيفين أحدهما على ترينداد بهدفين والثاني بنتيجة ساحقة على أبناء العم سام برباعية نظيفة وهنا تكمن نصف المفاجأة الثانية وهي التراجع الهائل للمنتخب الأميركي الوحيد من أميركا الشمالية والوسطى الذي لم يغب عن المونديال منذ 1990 فقد تلقى هزيمتين ليحتل المركز الأخير عن جدارة وسجل المنتخب المكسيكي فوزاً وتعادلاً كما فعل المنتخب البنمي ليحتلا المركزين الثاني والثالث.

ومضات
– حفلت كأس الأمم الأوروبية بالعديد من الأحداث التاريخية ومنها تأهل منتخبات سلوفاكيا وألبانيا وإيرلندا الشمالية وآيسلندا وويلز للمرة الأولى وقد استطاع الأخيران تسجيل نتائج رائعة فالمنتخب الويلزي تصدر المجموعة الثانية على حساب جاره الإنكليزي بفارق الأهداف وفي الدور الثاني تغلب على جاره الآخر الإيرلندي الشمالي بهدف قبل أن يقصي البلجيكي من ربع النهائي واكتفى بنصف النهائي عندما خسر هناك أمام البرتغالي صفر/2.
– وتوقفت مغامرة الآيسلندي عند ربع النهائي حيث خسر بقسوة أمام فرنسا 2/5 لكن بعدما أقصى الإنكليز من ثمن النهائي 2/1 في إحدى كبريات مفاجآت البطولة تاريخياً، وكان الضيف الآيسلندي تأهل وصيفاً عن المجموعة الرابعة متقدماً على البرتغالي البطل (فيما بعد).
– لايمكن المرور على كأس الأمم الأوروبية من دون ذكر سقوط بطل النسختين السابقتين (الإسباني) منذ الدور الثاني أمام الآتزوري بالتثبيت وكذلك السقوط البلجيكي المريع في ربع النهائي.
– في مستهل مشواره التدريبي نجح زيدان في خطف ثلاثة ألقاب مع ريال مدريد فتوج بطلاً لدوري أبطال أوروبا ثم كأس السوبر الأوروبية قبل أن يفوز بمونديال الأندية وحقق زيزو رقماً قياسياً خاصاً بالفريق الملكي عندما قاده لـ37 مباراة من دون خسارة.
– في خضم البطولات القارية والعالمية سجل ليستر سيتي إنجازاً فريداً بفوزه بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى في تاريخه متفوقاً على جهابذة البريميرليغ ونجح الفريق الملقب بالثعالب بحصد 81 نقطة عبر 23 فوزاً و12 تعادلاً و3 هزائم فقط، ويحسب الإنجاز للمدرب الإيطالي رانييري الذي لم يسبق له الفوز بلقب كبير ولديه بعض النجوم الذين أصبحوا في القمة أمثال: جيمي فاردي ورياض محرز ونغولو كانتي وكاسبار شمايكل وسواهم.
– في دوري الأبطال للموسم الحالي استطاع ليستر أن يواصل تقديم صورة البطل التي فقدها محلياً فتصدر مجموعته في حالة نادرة لفريق يشارك للمرة الأولى.
– في مونديال الأندية شارك كاشيما أنتلرز الياباني للمرة الأولى بفضل نظام البطولة كممثل للدولة المنظمة فلم تكن مشاركته عادية فقد أصبح ثاني ناد يشارك بهذه الصفة يصل الى النهائي وأول فريق آسيوي يخوض مباراة التتويج التي خسرها بصعوبة أمام ريال مدريد 2/4 بعد التمديد.
– بالعودة إلى القارة العجوز نجد أن إشبيلية الإسباني أصبح أول فريق يحتفظ بكأس اليوروباليغ للمرة الثالثة وذلك عقب تغلبه على ليفربول بالنهائي 3/1 علماً أن الشوط الأول انتهى إنكليزياً بهدف، وعزز بالتالي كبير الأندلس زعامته للبطولة باللقب الخامس خلال 11 عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن