عربي ودولي

ويكيليكس: جنبلاط استجدى أمراء الرياض لاستقباله وأعلن استعداده للعمل بإمرتهم والسنيورة «يؤدي واجباته» على أكمل وجه

أظهرت البرقيات المسربة عن وزارة خارجية النظام السعودي والتي نشرها، موقع ويكيليكس، أن رئيس الحزب الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط استجدى أمراء الرياض أكثر من مرة لاستقباله في مضاربهم وأعلن من هناك استعداده للعمل بإمرتهم ووفق رؤيتهم للأوضاع في المنطقة، وذلك بناء على رغبة أميركية أيضاً بهذا النوع من التعاون.
وكشفت سلسلة برقيات مرسلة من السفارة السعودية في بيروت إلى وزارة الخارجية في الرياض ونشرتها جريدة «الأخبار» اللبنانية أن جنبلاط «رفع سقف انتقاداته للقيادة السورية بعد بدء الأزمة في سورية في إطار محاولة كسب ود السعودية» حيث بين تقرير مسرب قدمه رئيس الاستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز إلى الملك عبد اللـه بن عبد العزيز أن زيارة جنبلاط إلى العاصمة القطرية الدوحة في كانون الثاني عام 2012 هدفها «الحصول على دعم مالي قطري من أجل تمويل مظاهرات في سورية وشراء السلاح لها ودعم المنشقين».
وأظهرت برقية بعث بها وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل إلى ملكه بداية آذار عام 2012 أن «الشيخ السلفي أحمد الأسير تحرك وتظاهر في بيروت ضد سورية بتشجيع من جنبلاط وتمويل قطري ويبدو أن جنبلاط يهدف من ذلك إلى الضغط على بهية الحريري كون الأسير من صيدا معقل عائلة آل الحريري».
وفي 4 آذار عام 2012 صدر قرار ملكي برفض اقتراح السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري بإعادة التواصل بين السعوديين وجنبلاط وبعد قرار الرفض بيومين بعث السفير ببرقية يقول فيها إن «جنبلاط يرغب في زيارة السعودية للتشرف بمقابلة المقام الكريم أو من يراه مع العلم أنه لم يعد يتفق مع توجهات النظام السوري بل له مواقف في صالح المعارضة ومن المناسب إشعاره بتقدير المملكة عن توجهاته الحالية التي تصب في مصلحة حلفاء المملكة».
وعلى خلفية برقية السفير العسيري تبدل القرار في الشهر التالي وصدر العفو عن جنبلاط فاستقبله الفيصل في جدة في شهر نيسان عام 2012 لكن جنبلاط وضع الزيارة حينذاك في إطار شخصي، وبعد أيام على ذلك بعث نائب وزير الخارجية السعودية آنذاك عبد العزيز بن عبد اللـه برقية إلى الفيصل يبلغه فيها أنه تلقى اتصالاً من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان آنذاك يبلغه فيها أنه «تلقى رسالة بالإيميل من جنبلاط عقب لقاء الأخير بالفيصل، حيث ذكر له جنبلاط أنه أبدى للسعوديين اعتذاره عن مواقفه السابقة وأنه على استعداد للتعاون والعمل وفق رؤية المملكة للأوضاع بالمنطقة وخاصة في الساحة اللبنانية، ولذلك يأمل فيلتمان تأكيد هذه المعلومات ورؤية المملكة لكيفية التعامل مع جنبلاط لرغبة الجانب الأميركي بالتوافق مع المملكة بهذا الشأن».
كما كشفت سلسلة برقيات أن نائب تيار المستقبل في البرلمان اللبناني فؤاد السنيورة يشكل نموذجاً للسياسي الذي يحبه آل سعود، حيث يؤدي واجباته على أكمل وجه ويمتدح الملك حين يجب ذلك وينفذ السياسات السعودية بحذافيرها ويقدم تقارير عن عمله بصورة دورية حتى بما فيها جلسات مجلس النواب.
وقالت صحيفة الأخبار: «إن مناقشة وزراء في الحكومة اللبنانية مواضيع سياسية داخلية مع السفير السعودي في بيروت وقيام البعض منهم بدور المخبرين عند الخارجية السعودية هو أمر تكرر في مضامين برقيات الخارجية السعودية المسربة ولكن أن يعتذر وزير لبناني من السفير السعودي عن قيامه بالتصويت لرئيس الحكومة التي هو وزير فيها فهذا أمر لا يمكن أن تراه أو تسمعه سوى في لبنان».
وكشفت برقيات مسربة عن وزارة خارجية النظام السعودي وجهاز استخباراته نشرها موقع ويكيليكس، أن النظام السعودي أقام شبكة علاقات مع بعض قيادات جماعة الأخوان المسلمين في العراق ومصر.
وذكر موقع قناة «العالم» الإخبارية «أن أمراء الرياض وخاصة الأمير نايف بن عبد العزيز دعموا بحسب بعض الوثائق المسربة عدداً من المشايخ والسياسيين في العراق والمتهمين بالتحريض على العنف والفتنة ومن بينهم طارق الهاشمي» بحسب وكالة «سانا».
وأعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن بلاده ستتعامل بكل جدية مع الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس بشأن علاقة بعض الساسة العراقيين بالسعودية.
وقال الجعفري في تصريح لقناة «العالم» «إن الأخذ بهذه الوثائق سيتم إذا كان هناك موقف قضائي بشأنها».
وأكد القيادي في ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي «أن الوثائق التي نشرت على موقع ويكيليكس بشأن السعودية وعلاقاتها المشبوهة مع بعض السياسيين العراقيين حقيقية. مطالباً الادعاء العام العراقي وهيئة النزاهة بأخذ دورها الدستوري بمحاسبة جميع المذكورين بتهمة التخابر مع بلدان أجنبية من أجل الإطاحة بشرعية الحكومة العراقية المنتخبة وكذلك من أجل التزلف للسعودية على أساس طائفي مقيت».
من جهة أخرى طلب السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان عبر برقية من وزارة الخارجية السماح له بفتح قناة حوار مع القيادي في جماعة الأخوان المسلمين خيرت الشاطر لأنه «سيكون أحد أهم اللاعبين على الساحة المصرية في الفترة القادمة من خلال تزعمه الفعلي لحركة الإخوان».
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن