سورية

كشف أن أحد أسباب الحرب «رفضُنا مدّ خط أنابيب قطري».. واعتبر أن الحكومات الأوروبية تعمل، بدعمها للإرهابيين، عكس مصالح شعوبها … الرئيس الأسد لصحيفة «إيل جورنالي»: سورية ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد بعد الحرب

| وكالات

أكد الرئيس بشار الأسد، أن على المسؤولين الأوروبيين أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا وليس فقط بسبب الإرهاب، معرباً عن ثقته أنه بعد الحرب سيعود أغلبية السوريين إلى سورية التي ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد.
واعتبر الرئيس الأسد في تصريح لصحيفة «إيل جورنالي» الإيطالية، نقلته وكالة «سانا» للأنباء، أن المسؤولين والحكومات الأوروبية يعملون بعكس مصالحهم، ومصلحة شعوبهم بدعمهم للإرهابيين.
وكشف الرئيس الأسد أن رفض سورية مد خط أنابيب اقترحته قطر هو أحد أسباب اندلاع الحرب في سورية في عام 2011.
وفيما يلي النص الكامل للتصريح:

الرئيس الأسد: ما القناة التي تعمل فيها؟

الصحفي: أعمل لمصلحة صحيفة إيل جورنالي.

الرئيس الأسد: أهلاً بك.

لقد قدم العديد من السوريين إلى أوروبا بسبب الحرب، بعد تحرير حلب يبدو أن الحرب ستنتهي، ما الذي تريد قوله للأشخاص الذين هربوا من وطنهم؟

إذا سألتني، ما الذي يريدونه، فسأقول لك كسوري، وهم مواطنون سوريون مثلي، إنهم يريدون العودة إلى بلدهم، لأن كل شخص يرغب في العودة إلى وطنه، لكنهم بحاجة لأمرين، أنهم بحاجة للاستقرار والأمن، وفي الوقت نفسه هم بحاجة لتأمين الاحتياجات الرئيسية اللازمة لمعيشتهم التي خسرها الكثيرون منهم بسبب الحرب، في تلك الحالة، لا أستطيع أن أقول إني أدعوهم إلى العودة إلى سورية لأن هذا بلدهم ولا يحتاجون إلى دعوة للعودة، لكن ما أريد أن أقوله في هذه الحالة موجه للمسؤولين الأوروبيين الذين خلقوا هذه المشكلة بدعمهم المباشر أو غير المباشر للإرهاب في بلدنا، وهم الذين تسببوا في هذا الطوفان من السوريين الذاهبين إلى أوروبا، على حين يقولون في الوقت نفسه: «نحن ندعمهم من منظور إنساني»، إنهم ليسوا بحاجة لدعمكم في بلادكم، بل هم بحاجة لدعمكم في بلدنا، عليهم أن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين وأن يرفعوا الحصار الذي دفع العديد من السوريين إلى الذهاب إلى أوروبا بسبب الحصار وليس فقط بسبب الإرهاب، فبسبب الحصار، لم يعد بوسعهم العيش في بلدهم.

شكراً لكم، العديد من المحللين السياسيين يعتقدون أن معارضة سورية لمد خط الأنابيب الذي اقترحته قطر قد يكون أحد أسباب اندلاع الحرب عام 2011 ما أهمية قولكم: «لا لقطر في بداية الحرب»؟

إنه أحد العوامل المهمة لكنه لم يعرض علينا بشكل علني، لكني أعتقد أنه كان مخططاً له، كان هناك خطان سيعبران سورية، أحدهما من الشمال إلى الجنوب يتعلق بقطر، كما ذكرت، والثاني من الشرق إلى الغرب إلى البحر المتوسط يعبر العراق من إيران، حينذاك، كنا نعتزم مد ذلك الخط من الشرق إلى الغرب، وأعتقد أن هناك العديد من الدول التي كانت تعارض سياسة سورية لم ترغب في أن تصبح سورية مركزاً للطاقة، سواء كانت كهربائية أو نفطية، أو حتى أن تصبح نقطة تقاطع للسكك الحديدية، وما إلى ذلك، هذا أحد العوامل، لكن الخط المتجه من الشمال إلى الجنوب وعلاقته بقطر لم يطرح علينا بشكل مباشر.
الإرهاب تهديد عالمي، في الأسبوع الماضي، تعرضت ألمانيا لهجوم من «داعش»، هل تقدم الحكومة السورية المساعدة لأوروبا في محاربة الإرهاب؟ وإذا كانت تفعل، كيف تقومون بذلك؟

الأمر بسيط وواضح، أقول إني أستطيع مساعدتك إذا أردت أن تساعد نفسك، لكن إذا لم تكن ترغب في مساعدة نفسك، فكيف أستطيع أن أساعدك؟ المشكلة مع الأوروبيين هي أنهم لا يريدون مساعدة أنفسهم، المسؤولون والحكومات الأوروبية يعملون ضد مصالحهم، وضد مصلحة شعوبهم، إنهم يدعمون الإرهابيين، وإذا كانوا يدعمون الإرهابيين في منطقتنا، فكيف يمكن أن أساعدهم كي لا تحدث هجمات إرهابية في أوروبا، لا أستطيع؟ إذا لم يكن لديك سياسة جيدة قبل اللجوء إلى الاستخبارات، لا تستطيع تحقيق أي نتيجة، سواء من خلال الاستخبارات أم الجيش أم أي طريقة أخرى، السياسة هي المظلة، والسياسة في أوروبا تدعم أولئك الإرهابيين، عندما يغيرون سياستهم، سنكون مستعدين لمساعدتهم.

السؤال الأخير، سيادة الرئيس لقد عانى المسيحيون كثيراً بسبب الحرب، ما الدور الذي يلعبونه في مساعدة سورية اليوم؟

إذا نظرت إلى سورية، ليس اليوم، وليس خلال السنوات القليلة الماضية، بل خلال القرون الماضية، تجد أنها كانت دائماً متنوعة، وكانت بوتقة انصهار للأديان، والطوائف، والإثنيات المختلفة، لدينا طيف واسع من التنوع، ومن دون هذا الطيف الواسع من التنوع لن يكون هناك سورية، بصرف النظر عن الاسم، وبصرف النظر عن الحدود السياسية، أنا أتحدث عن سورية كمجتمع، كما كانت قبل الحرب، بسبب هذه الحرب، حدثت العديد من التغيرات الديموغرافية، سواء بسبب نزوح الناس داخلياً أم هجرتهم خارجياً، انطباعي، وأنا واثق من ذلك، هو أنه بعد الحرب ستعود أغلبية السوريين إلى سورية، وهكذا يمكن القول إن سورية ستشهد إعادة ولادة طبيعية من جديد، إذا شئت، لأنها لم تتلاش بعد، هذا أولاً، ثانياً، لقد قربت هذه الحرب العديد من السوريين من بعض، لقد تعلموا الدرس، بل العديد من الدروس، أنهم إذا لم يقبل بعضهم بعضاً، وإذا لم يحترم بعضنا بعضاً «على كل المستويات» لا يمكن أن يكون لدينا مجتمع موحد، من دون هذا المجتمع الموحد، لا يمكن لسورية أن تنبعث من جديد، ولذلك أعتقد أنه لا يمكن فقط التحدث عن انبعاث سورية من جديد، بل أستطيع أن أشعر أنه عند عدم وجود الإرهاب، فإن المجتمع سيكون أقوى بكثير من المجتمع الذي عرفناه قبل الحرب، بفضل الدرس الذي تعلمناه.

شكراً سيادة الرئيس.

شكراً لك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن