سورية

السيطرة على حريق خط للنفط استهدفه تفجير إرهابي…غارات على مواقع داعش شرق حمص والتنظيم يدمر مقامين دينيين في تدمر

حمص – نبال إبراهيم – وكالات : 

في أحدث اعتداءاته على الحضارة الإنسانية والتراث البشري، فجر تنظيم داعش مقامين دينيين في مدينة تدمر، على حين واصلت عناصر الجيش العربي السوري عملياتها لضرب عناصر التنظيم المتطرف في تدمر خاصة وريف حمص الشرقي عامة. وأكد المدير العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم، أن التنظيم «فجر قبل ثلاثة أيام مزار محمد بن علي المتحدر من عائلة الصحابي علي بن أبي طالب، ابن عم النبي محمد ورابع الخلفاء الراشدين». وأوضح عبد الكريم بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن المزار يقع في منطقة جبلية تبعد نحو أربعة كيلومترات شمال مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لـ«منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو).
وتحت عنوان «إزالة معالم الشرك»، نشر داعش صوراً تظهر مقاتلين يحملون بنادق على أكتافهم وقوارير مملوءة على الأرجح بالمتفجرات، أثناء صعودهم إلى التلة حيث يقع المزار. وأورد التنظيم تعليقاً على الصور جاء فيه: «تفخيخ المزار تمهيداً لتفجيره»، ونشر صوراً تظهر المزار قبل تفجيره وأخرى لحظة تفجيره وتناثر حجارته والسحب الرملية. كما أشار عبد الكريم إلى تفجير تنظيم داعش أيضاً لمزار العلامة التدمري أبي بهاء الدين، الذي يعود إلى ما قبل 500 عام ويقع في واحة البساتين (500 م عن قوس النصر في المدينة الأثرية). وقال: إن المتطرفين دمروا أكثر من خمسين مزاراً يعود تاريخها إلى ما بين مئة ومئتي عام، تقع جميعها في مناطق تحت سيطرتهم في شمال وشرق سورية. ولفت المدير العام للمديرية العامة للآثار والمتاحف إلى أن المتطرفين يعتقدون أن «الأضرحة الدينية تعارض معتقداتهم ويحظرون زيارتها». وأشار إلى أن هؤلاء المتطرفين أقدموا منذ عشرة أيام على تدمير قبور تعود لسكان تدمر. وأضاف موضحاً: «هدموا المقابر المبنية من الرخام باعتبار أنه يجب أن تكون غير مرئية وتحت سطح الأرض». وقبل أيام، فخخ مسلحو تنظيم داعش بالألغام والعبوات الناسفة المواقع الأثرية في مدينة تدمر، في مسعى لمنع تقدم قوات الجيش العربي السوري الموجودة غربي المدينة. ميدانياً، واصل سلاح الجو غاراته المكثفة على مواقع إرهابيي داعش في ريف حمص الشرقي. وأوضح مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي التابع للجيش دمر، بسلسلة ضربات مركزة، مواقع ومعاقل مسلحي داعش ومحاور تحركاتهم في كل من مدينة تدمر ومحيطها، وجبل النصراني، وقريتي الطفحة وجزل، ومحيط حقل شاعر النفطي بريف مدينة تدمر الشمالي الغربي، وأيضاً في قرى عنق الهوا والسلطانية والمشيرفة الشمالية الواقعة بريف بلدة جب الجراح.
وأكد المصدر، أن ضربات الطيران الحربي أسفرت أيضاً، عن تدمير عشرات الآليات التي كانت تقلّ عناصر داعش بعضها كانت مجهزة برشاشات ثقيلة، إضافة إلى إيقاع أعداد من الإرهابيين قتلى ومصابين بعضهم من جنسيات غير سورية. كما أوقعت قوة عسكرية مشتركة من الجيش وقوات الدفاع الشعبية عدداً من مسلحي داعش قتلى ومصابين بعد نصب كمين محكم لهم على أحد محاور تحركهم في المنطقة الواقعة شرقي قرية الطفحة على اتجاه بلدة الفرقلس بريف حمص الشرقي، حسبما أوضح المصدر العسكري، الذي بيّن أن القوة العسكرية تمكنت بعد اشتباكات مع الإرهابيين من تدمير عربة مجهزة برشاش ثقيل بمن كانت تقلهم على ذلك المحور. في جانب آخر، فجر إرهابيون خطاً للنفط في المنطقة المعروفة بالكوع (24) الواقعة على طريق عام حمص تدمر بالقرب من قرية حنورة شرقي حمص، ما أسفر عن اشتعال النيران فيه، حسبما أفاد مصدر مطلع في محافظة حمص لـ«الوطن»، مؤكداً في الوقت نفسه، أنه تمت السيطرة على الحريق بعد ساعات من التفجير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن