ثقافة وفن

إطلالة جديدة لقناة سورية دراما … يليق بانتصارات سورية أن تُكلل في رأس السنة بحفلة تلفزيونية تحمل لغة التفاؤل إيذاناً بالنصر الكبير

| عامر فؤاد عامر

حمل العام الفائت انتصاراتٍ متعددة في ميدان المعركة وواقع الحرب، وهذا ما جعل الكثيرين من أبناء الوطن يحتفلون بهذه الانتصارات وبالعودة آمنين إلى ديارهم، وهذا الواقع يعكس صورته الواضحة على شاشة التلفزيون العربي السوري، ولاسيما في السهرات والاحتفالات الخاصة بنهاية العام واستقبال عام جديد، ففي السنوات السابقة كانت مثل هذه السهرات محفوفة بالخجل على الرغم من نجاح قسمٍ منها في رفع غطاء الحزن عن الناس، ومنحهم لغة متجددة من التفاؤل ونسيان الأوجاع. لكن هذا العام سعت قناة سورية دراما– على وجه الخصوص– إلى إقامة حفلة مميزة ومتجددة، اصطبغت بنمط جديد لم نعهده في حفلات أو سهرات رأس السنة في التلفزيون العربي السوري.
نوعيّة وتجدد
تجددت شاشة سورية دراما عبر حفلة رأس السنة في انتقاء لغة جديدة مبنية على عدد كبير من الضيوف المشاركين في السهرة، والوقت المخصص لكل ضيف فيها، وتنوع الضيوف ما يعبر عن رغبة ومحبة المتلقي للنجم الذي يرغب بمتابعته ولو لحظة مع نهاية العام، والتركيز على لغة الغناء، فالقسم الأكبر من السهرة جاء للطرب والموسيقا، واعتماد شكل جديد للانتقال ما بين العامين السابق والجديد، واستقباله بصورة جديدة مبتكرة، لأوّل مرّة يتمّ العمل عليها بهذه الطريقة، ومزجها بقول خاصّ للسيد الرئيس بشار الأسد.

الحبّ عنوانها
عنونت السهرة بـعنوان خاص بها هو: سهرية حبّ. وفيه ينعكس الحبّ لغة خاصّة، فيما يزيد على الساعات الأربع، ملأى بالحميمية السوريّة، والرسالات الموجّهة في حبّ الوطن، والأمنيات التي أطلقها الفنانون المشاركون في الحفلة، رغبة في بداية جديدة لكلّ السوريين، تفاهماً واتفاقاً على عيش مشترك، بعيداً عن الخلافات وأبعادها وأشكالها، وهذا ما لمسناه بصورة مباشرة في كلام ضيوف السهرة جميعهم، ولاسيما نجوم الدراما: دريد لحام، وجيانا عيد، وأيمن رضا، ومحمد خير الجراح، ونظلي الرواس، ومحمد قنوع، وطلال مارديني، وربى الحلبي، وخلود عيسى، الذين ظهروا بكلّ محبة وتواضع عبر الشاشة ليشاركوا الجمهور فرحه في استقبال العام الجديد، وتحدي لغة الألم مهما كانت حاضرة في ذاكرتنا عبر ست سنواتٍ سابقة.

شدو السوريين
يليق بعد الانتصار في مدينة حلب وتحريرها من الإرهاب أن يشدو ابن الشهباء بصوته الأصيل، فقد قدّم الفنان شادي جميل مجموعة مميزة من أغنياته منحت السهرة طابعاً جميلاً في لون الغناء الحلبي الأصيل والأغنية الطربية السورية، مانحاً بصوته الحلم بغدٍ أفضل، والإصرار على بداية جديدة من الأمل والتفاؤل والحياة الكريمة للجميع. في سهرية حبّ أيضاً كانت الأصوات التي قدمت الغناء وأضافت للسهرة تألقها كثيرةً فالمطربون هم: عماد رمال، وسامر كابرو، وسليمان نصرة، ودريد عواضة، والأخوان شلبي. وبين جيلي الآباء والأبناء كانت حناجر الغناء تصدح بكلّ ثقة وتحلم بوقتٍ جديد يليق بسورية وكرامتها، ومن بين تلك الأصوات السورية المميزة كان للطفلة غنى أبو حمدان ظهورها الخاصّ وإطلالتها في غنائها الذي أحبه الجمهور في سورية والعالم العربي كلّه، وبذلك جمعت السهرة المطربين السوريين من كل الأعمار، فكان لهم الوقت الأكبر من السهرة، ولكن كان لكلّ واحد منهم طريقته الخاصّة في نسج إبداعه وإغناء الحفلة.

تقديساً للوطن
ضمّت السهرة في جانبٍ منها إطلالات لشخصيات كثيرة تمثل شرائح المجتمع السوري ومنحتهم المساحة والمجال للتعبير عن رغباتهم وأمنياتهم في كلمات أطلقوها عبر شاشة سورية دراما، فأتت تلك العبارات بالمجمل أقوى من لغة الإرهاب التي حاول الكُثر أن يكرسوها في الحياة، وقدمت تلك الشخصيات كلماتها كتأكيد التفاؤل في القادم من أيامنا، وطي صفحة الألم والوجع الذي زار البيوت عنوة، وتأكيد تقديسنا للشهداء تكريماً لمنطق الشهادة الذي يرفع من فخرنا بالوطن وحمايته من كل اللوثات والتخريبات التي يريد العدو لها أن تستقر بيننا.

الحلم
تميّزت السهرة بتقارير كثيرة جاءت متميزة بشموليتها للمواضيع التي تغني السهرة ولا تهمل شرائح المجتمع التي تمثل الجميع كسوريين متحدين ومتفقين على كلمة واحدة تتجلى في الأمل بوطن آمن يحضن الجميع بعيداً عن تدخلات وإرادات غريبة عما تربينا عليه.
جهود كبيرة

أعدّت للسهرة مديرة القناة الإعلاميّة رائدة وقاف وطاقم كبير من المعدين والعاملين في هذه القناة، وبدؤوا بالإعداد للسهرة وإنجاحها منذ أكثر من شهر، وعملوا على جمع ولمّ كل ما يمكنه تقديم إضافة نوعيّة لهذه السهرة الخاصة بنهاية عام 2016 واستقبال يليق بزمن جديد أجمل يليق بنا كسوريين أبناء هذه الأرض التي حملت أكبر تاريخ وأكثر المراحل الزمنية غنى وحركة وقوة. وقدمت هذه السهرة برعاية السوريين المغتربين الذين قدموا كل ما أمكنهم من تكاليف واهتمام ومصاريف لتظهر هذه السهرة بحلتها المتجددة وأناقتها التي ظهرت وأطلت بها، كما كان هناك فعاليات محلية ساهمت أيضاً بهذه الرعاية. أمّا تقديم السهرة فكان لكلّ من ألمى كفارنة ومجد شنيكر ومن إخراج سليمان طوفان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن