رياضة

الوفاء

| خالد عرنوس

شاهدت متأخراً لقاءً خاصاً مع الإعلامي الرياضي السوري ياسر علي ديب الذي طالما أتحفنا بطلته الجميلة قرابة عقدين من الزمن على شاشاتنا الوطنية قبل أن يلتحق بالعمل في شبكة قنوات أوربت ولأنني أقدر الأخ العزيز ياسر فقد آثرت متابعة المقابلة الخاصة التي تحدث فيها عن ذكرياته الكثيرة وحياته الشخصية والعامة ويمكن تلخيصها بعنوان (قمة الوفاء).
أشياء كثيرة لفتت نظري في تلك المقابلة التي امتدت قرابة 115 دقيقة ولعل أهمها بساطته وروحه المرحة المعروفة عنه وكذلك طلاقة لسانه وإن كان فقد شيئاً من وزنه إلا أنه لم يفقد حضوره الآسر ولن أزيد في هذا المجال حتى لا أعتبر مغالياً.
لقد أظهر الكابتن ياسر (ويستحق هذا اللقب) وفاءً كبيراً بدءاً من والده بمتابعة دراسة الاختصاص الذي كان يرغب فيه الأخير وقد توفي بعد مضي نصف رحلة (ياسر) نحو كلية الحقوق.
ولم ينس (أبو سارة) أصحاب الفضل عليه في شق طريقه نحو نجومية الشاشة بداية من العائلة وليس انتهاءً بالأستاذ عدنان بوظو (رحمه الله) ولهذا العَلَم الكبير فضل كبير على الكثير من الزملاء وأنا منهم على الرغم من معرفتي الضئيلة به (شخصياً) ولم يفوت الأخ ياسر دقيقة لذكر فضائل بوظو والترحم عليه، والأهم أن ياسراً لم يذم أحداً ممن عاشرهم بالتلفزيون السوري بل كال المديح للجميع ولذلك فإن طريقة كلامه عن أوربيت لم تكن مستغربة بل متوقعة.
الوفاء اللافت كان من أبي سارة للغته العربية (اللغة الأم) التي ظل متمسكاً بها وبطريقة مبسطة (حسب تعبيره) في فترة عمله أينما حل وارتحل وقدم مرافعة (طويلة وعريضة) وهو خريج الحقوق الذي لم يمارس مهنة المحاماة عن لغتنا الجميلة مهاجماً بطريقة لبقة ولطيفة دلت على دماثة المعلقين العرب الذين يلهجون مع كل نفس بكلمات دخيلة وألفاظ أجنبية قد تصل إلى نصف ما يتلفظ به طوال المباراة التي يعلق عليها، واستنكر لغة الصراخ (عالطالعة والنازلة) التي باتت سمة معلقي هذه الأيام.
أما أهم ما خرجت به من الحلقة فهو قوة إيمان ياسر علي ديب التي جعلته يقاوم المرض العضال وبدا أنه تغلب عليه فعلاً، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على قوة شخصية وخفة ظل ترافقه في أحلك الظروف وهو ما يهم محبي هذه القامة العالية التي أصبحت نادرة الوجود في هذه الأيام.
صديقنا وأستاذنا العزيز ياسر سعدنا بطلتك الجميلة ونتمنى رؤيتك معلقاً ومقدماً رياضياً على الدوام نفخر بك، مع تمنياتنا لك بدوام الصحة والعافية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن