رياضة

معسكر المنتخب في مهب الريح وتعويضات اللاعبين غريبة عجيبة

يبدو أن المرحلة الحالية التي ستشهدها سلتنا الوطنية ستكون أكثر إشراقاً عن سابقاتها من المراحل، خاصة بعدما لمسنا نفساً جديداً في تعامل المكتب التنفيذي مع اتحاد السلة فيما يخص منتخباته الوطنية للعام الجديد، بما يقينا شر النكبات والخروج المبكر من البطولات، واتسعت فسحة تفاؤلنا أكثر عندما تناهى إلى مسامعنا أن القيادة الرياضية أكدت ضرورة المشاركات في جميع المحافل الرياضية وبمنتخبات الفئات العمرية، من أجل تسجيل مبدأ الحضور وتسجيل نتائج توازي الطموح.

حقيقة

لم يدم توسمنا وتفاؤلنا كثيراً بعدما علمنا أن المنتخب الحالي سيواجه منغصات جديدة قديمة هي تكرار لسيناريو مشاركاته السابقة، عندما انحصرت تدريباته عند حدود صالة الفيحاء، ولم تتجاوز طموحات جهازه الفني تخوم التدريبات الكلاسيكية اليومية بعيداً عن أي شيء جديد يمكن أن يطرأ عليها، فجاءت نتائجنا حينها علقمية ومؤلمة، وتركت أكثر من غصة عند عشاق ومحبي السلة السورية، ما يعني أن تطلعاتنا وأحلامنا برؤية نتائج إيجابية لمنتخبنا الذي يتحضر للبطولة المقبلة في حال بقيت الأمور على ما هي عليه من دون أي معسكر خارجي ستكون معروفة مسبقاً، ولا تحتاج إلى منجم أو عرّافة، فالبدايات الخاطئة حتماً ستوصلنا إلى نتائج مخيبة للآمال.
لسنا من هواة جلد الذات في زمن تجلد فيه منتخبات السلة علناً، فبدلاً من السعي لتأمين معسكر للمنتخب في أقرب دول لنا وبأقل التكاليف، تركت القيادة الرياضية أمر تأمين المعسكر لجهود أشخاص في زمن نحتاج فيه إلى تكاتف وتعاضد جميع الجهود من أجل أن نعمل لمصلحة منتخب الوطن الذي سيرفع علم سورية عالياً في بطولة قوية، وها هو أمر معسكر المنتخب بات في مهب الريح بعد أن اصطدمنا بحالة اللامبالاة من جانب الاتحاد الإيراني، والسؤال هنا: إلى متى ستبقى منتخبات السلة أسيرة الظروف وشح الإمكانات المادية وضيق ذات اليد وموجة الغلاء وما شابه ذلك من دون أن نلمس تحركاً من قبل المكتب التنفيذي لتأمين مناخات ملائمة وأجواء تحضيرية مثالية لمنتخب الوطن؟ سؤال نترك الإجابة عنه لأصحاب الرأي والقرار في قيادتنا الرياضية.

تعويض ولكن

تسريبات خاصة وصلت إلى «الوطن» تفيد بأن المكتب التنفيذي خصص تعويضاً مادياً يومياً للاعبي المنتخب يصل إلى الألف ليرة سورية أي ما يعادل ثمن ثلاث سندويشات فلافل وكأس عيران لا أكثر، وبهذا سيكون البناء الرياضي قائماً على الفلافل والعيران وسيواجه لاعبونا في بطولة غرب آسيا المنتخبات المنافسة بهذا السلاح الفتاك، وسوف يسطرون أسماءهم في البطولة بهذه القروش التي لم يعد يأخذها طالب في المرحلة الثانوية لأنها لا تكفي لذهابه وعودته من المدرسة وإليها، فكيف الحال ونحن نتحدث عن لاعبي منتخب رجال سورية الذين يحتاجون إلى الغذاء والخدمات وبعض المقومات الإضافية لتحسين أدائهم الرياضي، وهل يوجد دولة في العالم من جزر المالديف إلى أكثر الدول تقدماً تصرف للاعب المنتخب الأول مبلغاً يعادل الدولارين فقط، وهل هذا هو الطحين الموعود للحصول على خبز سلتنا الطازج، إنها الصدمة الأولى ونرجو أن تكون الأخيرة، وما نتمناه أن تعيد القيادة الرياضية النظر في هذا التعويض حتى نصدق أن رياضتنا حددت وجهتها الصحيحة أخيراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن