رياضة

البطل العالمي فراس معلا لـ«الوطن»: الأكاديمية مشروع كبير لتطوير اللعبة … العقوبات الدولية والأزمة أثرتا في النهوض الرياضي

| ناصر النجار

البطل العالمي فراس معلا امتهن السباحة، وصارت كل شيء في حياته، فهي روحه وحياته والهواء الذي يتنفسه فأعطاها كل وقته وجهده وخبرته، وحتى الآن (وعلينا ألا نستغرب) فإن فراس يتدرب ويدرّب ويوجه ويقدم خدمات جليلة للسباحين لدرجة أن بعض السباحين يشرف عليهم شخصياً وينقلهم بسيارته من (الجيم) إلى المدرسة، أو إلى التمرين لا يهم ذلك، لأن المهم أن تتطور السباحة وأن يصبح لدينا سباحون على مستوى مرموق يحطمون الأرقام ويعتلون منصات التتويج ويعلون راية الوطن في كل العالم. والجهد الذي يبذله «فراس» لن يضيع، وها هي الاختبارات الأخيرة التي جرت في مسبح تشرين لأكاديمية السباحة السورية شهدت تحطيم ثلاثة أرقام قياسية على مستوى الناشئين بقيت صامدة ثماني سنوات إلى عشر، وهذا دليل على أن النهج الذي تسير عليه الأكاديمية صحيح وينبئ بمستقبل جيد للسباحة السورية.

الحوار مع فراس معلا الأمين العام للجنة الأولمبية السورية ورئيس اتحاد السباحة كان شفافاً وصريحاً، اعتذر عن الإجابة عن العديد من الأسئلة حتى لا يدخل عالم المجاملة أو النفاق، والصراحة ستكون جارحة، وهو لا يريد أن يجرح أحداً، لذلك تراه معتزلاً الناس ويمضي أغلب وقته في مكتبه أو المسبح، فهو لا يحب الظهور ويبتعد عن الأضواء والمقابلات إلا إذا دعت الضرورة.
لذلك كانت أسئلتنا مقتضبة وسريعة، وتبقى في ذهننا صورة البطل الذي رفع شعار «إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب»، أو كما يقول حكماء العصر: «عدم الجواب، جواب!»، وإلى التفاصيل..

المتعة
أيهما أمتع بالنسبة لك، العمل المكتبي في أمانة سر اللجنة الأولمبية أم العمل الميداني في المسبح؟
لكل نكهته الخاصة، أنظر إلى الموضوع بمقدار ما أقدم من فائدة للرياضة، وأجد أنني أقدم الشيء الكثير في كلا الموقعين.
عقوبة
ما أثر العقوبات الدولية على الرياضة السورية؟
كان لها أثر كبير، حيث استجابت اللجنة الأولمبية الدولية لهذه العقوبات وقطعت عن رياضتنا الماء والهواء، فخسرنا الكثير من المساعدات، والدورات التي تفيد رياضتنا بعمليات الصقل والتأهيل، كما منعت عن منتخباتنا الكثير من المشاركات المهمة، بعكس رئيس اللجنة الأولمبية الآسيوية، الذي يقدّم كل ما أمكن لمساعدة الرياضة السورية، وله بصمات عديدة في ذلك.

أزمة
إلى أي مدى أثرت الأزمة في الرياضة؟
أثر الأزمة بات يدركه الصغير قبل الكبير، الرياضة عبارة عن مقومات وإمكانيات ودورات وغير ذلك، فعندما تفقد المواد الأولية ستجد نفسك في أزمة، لأنك تفقد صيانة الملاعب والصالات والمسابح بالطرق الصحيحة، وعندما ترتفع الأسعار إلى حد الجنون ستجد نفسك عاجزاً أمام شراء التجهيزات الرياضية بأريحية، وهذان نموذجان فقط، وهناك الكثير من الأمثلة، رياضتنا لم تقهرها الأزمة، لكنها عرفت كيف تدير أمورها في ظل أزمة خانقة، فاستمرت الرياضة المحلية نشطة بكل الوسائل المتاحة، واستمرت مشاركاتنا الخارجية التي حققنا فيها وجوداً سورياً في الكثير من البطولات والدورات الودية والرسمية، لذلك نقول: تغلبنا على الأزمة فلم تستطع إيقاف النشاط الرياضي رغم كل المعوقات والتهديدات وحققنا تطوراً جيداً، لكننا نطمح إلى الأفضل.

أكاديمية السباحة
تابعنا تمرين أكاديمية السباحة، وحضرنا بعض الاختبارات على الواقع، هل تعطينا فكرة عن أكاديمية السباحة السورية؟
الأكاديمية تمر بمراحل عديدة، المرحلة الأولى، تبدأ من السنوات الصغيرة حيث نستقبل الأطفال من سن الرابعة ويتم تدريبهم يومياً صيفاً وشتاء في مسبح تشرين لمدة ساعة وربع الساعة، يتعلم فيها الأطفال أصول السباحة وقواعدها، في العاشرة ننتخب من هؤلاء المواهب في السباحات المختلفة، فهذا للسباحة القصيرة، وذاك للمتوسطة وغيره للطويلة، كما يتم تخصيص السباحين بأنواع السباحات (صدر- ظهر- فراشة- حرة) كل حسب موهبته ومحبته لهذا النوع أو ذاك.

كيف ترى هذه الأكاديمية؟
بالحقيقة مبشرة ولدينا العديد من المواهب الواعدة التي نتوقع أن تصل إلى البطولة والمسألة مسألة وقت وصبر ونحن بحاجة إلى جهد وعمل كبيرين لأن صناعة بطل سباحة تعتبر من أصعب الصناعات لأنك تبني بنية جسدية مع مهارات وصبر، هي عملية معقدة بكل الاتجاهات، ونحن في اتحاد السباحة، وضعنا خطة استندنا فيها إلى أحدث أساليب التدريب العالمية، ونأمل أن يكون لدينا في السنوات القادمة مجموعة من السباحين والسباحات القادرين على المنافسة في المجالين العربي والآسيوي.

وماذا عن مشروع البطل الأولمبي؟
البطل الأولمبي لا يخص السباحة وحدها، بل هو مشروع لكل الرياضات وكما رأينا الاهتمام الكبير والرعاية الجيدة التي قدمت لأبطالنا المشاركين بالأولمبياد، وكذلك فرقنا الأولمبية ومنها فريق كرة القدم.
في السباحة البطل الأولمبي هو إحدى مراحل الأكاديمية ونحن حريصون على صناعة جيل متميز يضم أبطالاً قادرين على المنافسة في كل البطولات القارية والعالمية.

خارج إطار الأكاديمية، ماذا عن السباحة السورية؟
نقدم الرعاية الكاملة للمنتخبات الوطنية، ونشارك خارجياً بكل البطولات والدورات الرسمية حسب المتاح، ونلمس تطوراً مهماً في أداء سباحينا، وعلى صعيد الأندية، نشرف على تدريب كل أندية دمشق ونقدم لهم المدربين المختصين، وشهدت بطولة دمشق الأخيرة مشاركة واسعة وتنافساً ساخناً بين الكثير من السباحين ونقدم كل الدعم والرعاية لكل الأندية التي تمارس السباحة في المحافظات ونزودها بالخبرات وكل ما يلزمها، ونعوّل دائماً على حلب في السباحة وما تقدمه من مواهب وخامات واعدة.

علاقة
كيف علاقة اتحاد السباحة مع الاتحاد الرياضي العام؟، وهل من معوقات في هذه العلاقة؟
الاتحاد الرياضي العام ورئيسه اللواء موفق جمعة أكبر الداعمين لعمل اتحاد السباحة، ويقدمون كل الإمكانيات المتاحة في سبيل تطور السباحة السورية، ولا معوقات تعترضنا، ودوماً نتعامل ضمن أصول المؤسسات الرياضية التي نحرص على عدم خرقها.

مشاريعكم الشخصية القادمة؟
المشاركة في بطولة الماستر التي ستجري الصيف القادم، وأنا أتدرب يومياً استعداداً لهذه المشاركة وآمل الحصول فيها على مركز متقدم ورقم جيد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن