سورية

في تحد لمساعي واشنطن إقامة الحكومة الذاتية للأكراد…تركيا تقايض داعش: بوابة السلامة في إعزاز مقابل معبر تل أبيض

حلب- الوطن : 

نقل مصدر مقرب من «الجبهة الشامية»، أكبر التشكيلات العسكرية المعارضة في حلب، عن قائد ميداني خشية المجموعات المسلحة المحسوبة على تركيا إتمام صفقة سرية لأنقرة مع تنظيم داعش جرى بموجبها الاتفاق على تسليمه معبر السلامة الحدودية في إعزاز بدل معبر تل أبيض الذي استولت عليه أخيراً «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية.
وكشف المصدر لـ«الوطن»، أن معظم المجموعات يساورها الشك والقلق من احتمال أن تشمل صفقة موافقة داعش على مد مسلحي حلب وإدلب وحماة بالمحروقات عبر ريف حلب الشمالي، الإقرار بأحقية التنظيم بالاستحواذ على بوابة السلامة التي يتنفس منها المسلحون الأوكسجين التركي الذي يمدهم بمقومات البقاء من سلاح متطور وذخيرة و«جهاديين» عابرين للقارات.
وأكد المصدر، أن ثمة قرائن تدل على تخلي حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» عن المعبر الوحيد لمسلحي حلب، والذي يعدونه بمنزلة الدجاجة التي تبيض ذهباً، حيث نقل التنظيم الإرهابي الكثير من مسلحيه في مدينة تل أبيض إلى مناطق النزاع مع مجموعات حلب في ريفها الشمالي واستقدم آخرين جدداً من المناطق التي يستحوذ عليها شمال شرق المحافظة إلى خطوط التماس معهم في مسعى لتفعيل هجماته وتحقيق طموحه بالتقدم نحو إعزاز وبوابتها على تركيا، وهو الحلم الذي طالما راوده لضمان بقائه وتقوية نفوذه وتعويض ما خسره.
متابعون لسير العمليات القتالية بين داعش والمجموعات المسلحة في حلب ومن يساندها من بقية المجموعات، لفتوا لـ«الوطن» أن الحكومة التركية ما كانت لتقر بهزيمتها أمام حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الذي تتبع له «حماية الشعب» في تل أبيض لولا وجود بديل لداعش تساوم عليه واشنطن المرتابة من تحركاتها ورعايتها له.
وأشار محللون سياسيون لـ«الوطن» إلى أن العقبة الوحيدة التي تعترض تنفيذ الصفقة، التي يضمن بموجبها داعش استمرار تدفق الدعم اللوجستي لمسلحي حلب، هي إعلان قيادة «حماية الشعب» في منطقة عفرين بأنها ستدافع عن إعزاز المجاورة لها في حال تعرضها لأي هجوم من التنظيم وذلك بهدف ضمان صلة الوصل لها مع منطقة عين العرب كونهما ثاني مقاطعتين في الحكومة الذاتية للسوريين الأكراد بعد الجزيرة، الأمر الذي يستنفر أنقرة المتوجسة من إقامة دولة كردية على حدودها الجنوبية ويدفعها لزرع داعش في المنطقة الفاصلة بين أكبر مدينتين ضمن الإقليم والإطاحة بجهود تأسيس «الإدارة المدنية الانتقالية» للأكراد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن