عربي ودولي

أردوغان يعتبر أن الاعتداء يهدف إلى «نشر الفوضى» في تركيا.. والخارجية الأميركية تحذر رعاياها … مجزرة اسطنبول أوقعت 39 قتيلاً والمهاجم لا يزال طليقاً

تواصل السلطات في اسطنبول أمس الأحد عمليات البحث عن المسلح الذي قتل 39 شخصاً من بينهم 15 أجنبياً عندما فتح النار داخل ملهى ليلي خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة في المدينة التركية.
وأثار المهاجم الذي تنكر بزي بابا نويل بحسب وسائل إعلام تركية الرعب في نادي «رينا» الشهير على ضفاف البوسفور.
ومن جانبه أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن الاعتداء يهدف إلى «تدمير المعنويات ونشر الفوضى في البلاد».
وقال في بيان أصدرته الرئاسة: «يعملون من أجل تدمير المعنويات ونشر الفوضى في البلاد من خلال استهداف مدنيين بهجمات حاقدة كهذه»، وذلك في أول رد فعل له على الاعتداء.
وتعهد أردوغان أن تواصل تركيا حملتها ضد الإرهاب، وقال: «تركيا مصممة على مواصلة حملتها ضد الإرهاب حتى النهاية ولبذل كل الجهود اللازمة لضمان امن مواطنيها والسلام في المنطقة». وأضاف: إن تركيا ستستخدم كل الوسائل العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية ضد «المنظمات الإرهابية» والدول الداعمة لها دون إعطاء تفاصيل عن المجموعات أو الدول التي يقصدها.
وكان وزير الداخلية سليمان سويلو أعلن صباح أمس أن «أعمال البحث عن الإرهابي لا تزال مستمرة وأمل أن يتم القبض عليه سريعاً»، وأضاف الوزير: إن العناصر الأولى للتحقيق كشفت أن المهاجم خبأ البندقية التي استخدمها في الاعتداء تحت معطفه وفر بعد أن غير ملابسه.
وأوضح أنه تم تحديد هويات 20 ضحية من بينهم 15 أجنبياً و5 أتراك، بعد أن أشار في وقت سابق إلى تحديد هويات 21 ضحية من بينهم 16 أجنبياً، مشيراً إلى أن الاعتداء أوقع أيضاً 65 جريحاً من بينهم أربعة إصابتهم خطرة.
ومن جهته أوضح حاكم اسطنبول واصب شاهين أن منفذ الهجوم قتل بالرصاص شرطياً ومدنياً كانا عند مدخل النادي الليلي الذي يقصده أجانب قبل أن يرتكب المجزرة في الداخل، مشيراً إلى أن «المهاجم استهدف بوحشية وبلا رحمة أشخاصاً أبرياء أتوا للاستمتاع وللاحتفال بقدوم العام الجديد».
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن فاطمة بتول صيان قايا وزيرة الأسرة التركية قولها أمس: إن مواطنين من السعودية والمغرب ولبنان وليبيا والأردن بين قتلى الهجوم على ملهى ليلي في اسطنبول أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة.
وفتح المهاجم النار على الحشد عند الساعة 01.15 أمس في الملهى حيث كان يحتفل بين 700 و800 شخص بعيد رأس السنة. وأفادت وسائل الإعلام التركية أن العديد من هؤلاء الأشخاص ألقوا بأنفسهم في مياه البوسفور الشديدة البرودة هرباً من إطلاق النار.
وكانت السلطات أعلنت نشر 17 ألف شرطي في اسطنبول لضمان أمن الاحتفالات بعيد رأس السنة. كما أوضحت أن بعض الشرطيين سيتنكرون في زي بابا نويل لرصد أي تحركات مشبوهة بين الحشود.
ويبعد ملهى «رينا» بضع مئات الأمتار عن المكان الذي تمت فيه الاحتفالات الرسمية بعيد رأس السنة على ضفاف البوسفور.
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلاً يقتحم مدخل الملهى الليلي وهو يطلق النار ما أثار الذعر بين الموجودين. وبدوره ندد البيت الأبيض بـ«الاعتداء المروع»، وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس أن «فظاعات كهذه يتم ارتكابها ضد أبرياء أتى معظمهم للاحتفال بالعام الجديد، دليل على وحشية المهاجمين». فيما حذرت الخارجية الأميركية في بيان لها رعاياها في اسطنبول من الاقتراب من منطقة أورتاكي حيث وقع إطلاق نار بالقرب من ملهى ليلي.
وشدد البيان على أن الجماعات المتطرفة تواصل أعمالها العدوانية بشن هجمات على المناطق التي يقيم فيها الأميركيون ودعت إلى تجنب الحشود الكبيرة أو الأماكن المزدحمة قدر الإمكان وبخاصة المواقع السياحية بالإضافة إلى المطاعم والمراكز التجارية وأماكن العبادة. أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فندد بالاعتداء «بشدة واستنكار».
وتقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعازي لأردوغان. ونقل بيان صحفي للكرملين عن بوتين قوله: «من الصعب أن نتخيل جريمة أكثر دونيةً من قتل الأبرياء في خضم عطلة عيد الميلاد. ولكن الإرهابيين يجهلون مفاهيم الأخلاق الإنسانية. ومن واجبنا جميعاً أن نرد بحزم على هذا العدوان الإرهابي»، وأكد على أن «روسيا كانت ولا تزال شريكاً موثوقاً به لتركيا في مكافحة هذا الشر».
من جهته، ندد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبورغ على تويتر بـ«البداية المأساوية للعام 2007 في اسطنبول».
ويأتي هذا الاعتداء الجديد في تركيا بعد سلسلة هجمات دموية عدة خصوصاً في اسطنبول وأنقرة شهدها العام 2016 ونسبت إلى تنظيم «داعش» أو إلى الأكراد.
(أ ف ب – وريترز – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن