سورية

ميليشيات وادي بردى ترفض الخروج وتريد إبقاء سيطرتها على المنطقة

كشفت مصادر عن اتصال مع قيادات الميليشيات المسلحة في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي عن أن المسلحين في تلك المنطقة يرفضون الخروج من تلك المنطقة إلى إدلب على غرار تسويات حصلت في عدد من مناطق ريف دمشق، ويريدون إبقاء سيطرتهم على المنطقة في مقابل إعطاء إدارة «نبع عين الفيجة» للمؤسسة العامة للمياه التابعة للحكومة، الأمر الذي رفضته الحكومة.
في الأثناء خرج مئات المدنيين من قرى المنطقة باتجاه بلدة الروضة بريف دمشق هرباً من المعارك الجارية هناك.
وفي اتصال أجرته معها «الوطن»، قالت المصادر: «لديها (الميليشيات) مشكلة واحدة أنها لا تريد التهجير إلى إدلب»، بموجب مبادرة التسوية التي تطرحها الحكومة.
وتدور منذ أكثر من أسبوع معارك طاحنة في منطقة وادي بردى بين الجيش العربي السوري والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموجودة في قرى المنطقة، واتهمت الحكومة تلك التنظيمات والميليشيات بالاعتداء على نبع عين الفيجة وتلويث المياه بمادة المازوت ما أدى إلى انقطاع المياه عن مدينة دمشق، في حين تنفي تلك التنظيمات والميليشيات الاتهام.
وسبق أن أكد محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، أن المصالحة في منطقة وادي بردى وعين الفيجة مستمرة والمسلحون يحاولون المفاوضة على بعض الشروط إلا أنه تم إبلاغهم بالشروط ذاتها التي طبقت بمديني قدسيا والتل بريف دمشق.
وأوضح إبراهيم حينها، أن الشروط أن تدخل الدولة إلى المنطقة وهي خالية من المسلحين، والمسلح الذي يريد أن يخرج يتم تأمينه، والذي يريد أن يبقى تتم تسوية وضعه، لافتاً إلى أنه يتم إعطاء مهلة 6 أشهر للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية.
وبموجب اتفاقي المصالحة في قدسيا والتل تم ترحيل رافضي المصالحة من المسلحين إلى محافظة إدلب معقل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).
ونقلت المصادر عن قيادات الميليشيات المسلحة في منطقة وادي بردى قولها «إذا رحنا إلى هناك (إدلب) ميتين.. نموت هنا أفضل»، بعد أن أشارت إلى أن التنظيمات والميليشيات المسلحة الموجودة في المنطقة هي «الجيش الحر» ويشكل مقاتلوه نسبة 80 بالمئة من مجموع المسلحين في المنطقة، و«جبهة النصرة» 15 بالمئة، و«حركة أحرار الشام الإسلامية» 5 بالمئة.
وأوضحت المصادر، أن مقاتلي تلك التنظيمات والميليشيات «تريد البقاء داخل المنطقة وعدم تسوية وضعهم إلا بحل شامل، وأن يعطوا إدارة (نبع عين الفيجة) للمؤسسة العامة»، لافتاً إلى أن ذلك قوبل «برفض حكومي».
وحسب المصادر فإن «المعنيين في الداخل (وادي بردى) قالوا لسنا من ينقطع الماء عن أطفال دمشق ولدينا استعداد فوري لإدخال ورشات الصيانة لإصلاح النبع ووضعه تحت وصاية مؤسسة المياه».
ولفتت المصادر إلى أن تلك التنظيمات والميليشيات «عولت كثيراً على وقف إطلاق النار» الذي دخل حيز التنفيذ ليل الجمعة لكنها «لم تلق رداً إيجابياً».
وأكد ممثل مركز حميميم لتنسيق المصالحة العقيد سيرغي إيفانوف، أول من أمس، أن استهداف الجيش العربي السوري لمنطقة وادي بردى لا يشكل خرقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار لأن «تلك المنطقة يوجد فيها مقاتلون أعلنوا انتماءهم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المتشدد».
وأوضحت المصادر، أن يوم أمس شهد خروج المئات من النساء والأطفال وكبار السن من المنطقة إلى مناطق سيطرة الحكومة هربا من المعارك الجارية هناك، موضحة أنه يقطن المنطقة ما بين 50 إلى 60 ألف نسمة.
من جهتها أفادت وكالة «سانا» للأنباء «بفرار مئات المدنيين من قرى وادي بردى خوفاً من جرائم إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وتمكنوا من الوصول إلى نقاط الجيش والقوات المسلحة حيث تم تقديم جميع المساعدات اللازمة لهم ونقل بعضهم إلى مراكز إقامة مؤقتة مجهزة بجميع المواد الأساسية»، في حين قالت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه «خرج ما يقارب 1300 شخصاًً من المدنيين من قرى بردى باتجاه منطقة الروضة في ريف دمشق منذ يوم السبت حتى الآن، هرباً من إرهاب مسلحي «جبهة النصرة» الذين يرفضون التسوية في منطقة وادي بردى ويهددون بتدمير نبع الفيجة».
ونقلت الوكالة عن مصدر في الهلال الأحمر العربي السوري: «إن كوادر الهلال الأحمر يقومون باستقبال المدنيين الفارين من جرائم الإرهابيين وتقديم جميع المساعدات اللازمة والفورية لهم».
وأشارت «سانا» إلى أنه «تنتشر في قرى وادي بردى مجموعات إرهابية تتبع أغلبيتها لتنظيم جبهة النصرة المدرج على لائحة المنظمات الإرهابية الدولية تقوم بالاعتداء على المواطنين ومصادر المياه في نبع الفيجة في محاولة منها للنيل من صمود المواطنين وموقفهم الداعم للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب التكفيري».
ومساء السبت، أكد نشطاء معارضون أن الجيش لم يوقف عملياته في وادي بردى، وتحدثوا عن مناشدات لأهالي المنطقة للميليشيات لقبول باتفاق المصالحة المعروض من قبل الجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن