رياضة

(التحكيم الكروي)

| فاروق بوظو

عندما بدأت معظم الاتحادات الكروية في العالم بتطبيق نظام الاحتراف الكروي في بلادها كانت المسألة التحكيمية في هذه الرياضة الشعبية تشكل ضغطاً إعلامياً وجماهيرياً على العديد من هذه الاتحادات الكروية التي بدأت معظمها العمل الفوري على توسيع القاعدة التحكيمية لديهم من خلال انتقاء دقيق لأبرز الكفاءات والمواهب، حيث تم إعدادهم بدنياً وفنياً ومن برامج علمية مدروسة تم وضعها بالتعاون مع متخصصين ساهموا في توفير جميع وسائل الإعداد والتدريب الحديث، كما تم في العديد من الاتحادات الكروية إحداث دائرة خاصة بالتحكيم تتولى الإعداد والمتابعة والتقييم.
كما تم تفريغ متخصصين ومؤهلين كان يتم تحديث معلوماتهم وخبراتهم من خلال دورات داخلية وخارجية خاصة بهم كل عام… حيث لم تتردد بعض هذه الاتحادات في توفير كل وسائل الدعم المادي والمعنوي والفني لحكامهم الكرويين الذين أصبحت لدى بعضهم شركة راعية ومتخصصة… وكل هذا إضافة لمنح الحكام ومحاضريهم ومراقبيهم تعويضات مادية مجزية بعد أن كان أداء الواجب التحكيمي في العديد من اتحاداتنا الكروية أقرب للعمل الطوعي.
ولعل ما يصدمني عربياً لجوء بعض الأندية الاحترافية المشاركة في بطولات الدوري المحلي داخل بلادها بطلب استقدام طاقم تحكيمي أجنبي لقيادة بعض لقاءاتها المهمة والحساسة… الأمر الذي يجعل حكامهم الكرويين الوطنيين في وضع نفسي قلق وخال من كل إيجابيات الثقة والإرادة وطموح التطور.
وكم أتمنى أن تتراجع بعض هذه الاتحادات الكروية العربية عن طلب الاستعانة بالحكام الأجانب وأن تعمل على إعادة الثقة بحكامها المواطنين، وتمنحهم كل التأييد والرعاية والدعم لقناعتي بأن العديد من حكامنا الكرويين العرب قد أثبتوا سابقاً وما زال بإمكانهم أن يثبتوا حاضراً ومستقبلاً بأنهم الأكفأ لو أتيحت لهم الفرصة المبطنة بكل عوامل الثقة والدعم والطموح…!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن