سورية

أكد أن قوة مصر تكمن في عمق علاقاتها بسورية.. ودعا إلى تعاون بين الجيشين المصري والسوري ضد الإرهاب…حزب الكرامة الشعبي الناصري لـ«الوطن»: نعد برنامجاً تلتقي عليه القوى السياسية المطالبة باستعادة العلاقات المصرية السورية

اعتبر أمين الشؤون العربية والدولية وعضو المكتب السياسي في حزب الكرامة الشعبي الناصري مجدي عيسى أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسورية كان قراراً «غبياً»، كاشفاً أن حزبه يعد «برنامجاً تلتقي عليه الأحزاب والقوى السياسية المطالبة باستعادة العلاقات المصرية السورية إلى سابق عهدها وسنعرضه عليهم وعلى كل القوى السياسية والشخصيات العامة المؤيدة والداعمة لهذا المطلب».
وفي لقاء مع «الوطن» اعتبر عيسى، أنه «لا يمكن لمن يريد أن يقوم بدور الوسيط أو أن يكون له أي دور أن يبقى بعيداً عن مجريات الأزمة حتى يضع مخرجات لها». ورأى أن «قوة مصر تكمن في عمق علاقاتها بسورية شعباً وتاريخاً»، داعياً إلى تعاون سياسي واستخباراتي وعسكري بين جيشي البلدين ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وفيما يلي نص اللقاء:

 ما أسباب عدم رفع التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة ودمشق برأيكم.. وهل تعتقدون أن العلاقات مع دول الخليج خصوصاً السعودية أحد تلك الأسباب؟
جميعنا نعلم أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسورية كان قراراً «غبيا» اتخذه الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي استجابة لأوامر تركيا وقطر في المؤتمر الذي عقده وسط أهله وعشيرته من تنظيم الإخوان وحلفائهم الإرهابيين الآخرين في استاد ناصر بالقاهرة، وبعد ثورة 30 يونيو التي اقتلعت رئيس الإخوان وحكمهم انتظرنا أن تكون بداية إعلان القطيعة مع سياساتهم من هذه النقطة تحديداً، لكننا لا نعلم حقيقة ما هو السر وراء تأخير رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين مصر وسوريه حتى الآن. الجميع يعلم أن العلاقات المصرية السورية ليست كالعلاقات بيننا وبين أي دولة في العالم ولا حتى كتلك التي تربطنا بالدول العربية الشقيقة الأخرى، لأنها المؤشر الدال على حالة الأمة.. كلما كانت العلاقات قوية أو تجمعنا دولة واحدة كلما كان حال أمتنا أفضل، والعكس صحيح وهكذا علمتنا دروس التاريخ.
لكن بعض مؤيدي السيسي أعلنوا غير مرة أن العلاقات مع دول الخليج فعلاً هي السبب الحقيقي وراء هذا التأخير. وقد جاء هذا التلميح ولا أقول التصريح في حلقة تلفزيونية جمعتني بصديق منهم مؤخراً على قناة المنار.

 هناك عدة أحزاب وقوى قومية تطالب بعودة العلاقات مع دمشق من ضمنها جبهة رفض أخونة مصر ونشطاء مصريون على فيسبوك.. لماذا لا تنسقون أنتم وتلك الأحزاب لتوحيد مساعيكم؟
طالبنا كثيراً في حزب الكرامة الشعبي الناصري بالشروع في تكوين لجنة شعبية تتكون من كل الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة التي تشاركنا الرغبة في استعادة هذه العلاقات، لكنني أعترف بأن العمل الجاد الدوؤب لم يتم بالشكل الذي يتناسب مع جلال هذه المهمة، وان كانت هناك أسباب كثيرة منها:
أولاً: الهجمة الإعلامية الشرسة التي تمولها دول الخليج وفي طليعتها قطر وآل سعود والتي تروج لمقولات من طراز جيش الأسد أو كتائب النظام أو الشبيحة.. الخ في وصفها للجيش العربي السوري، وتتحدث عما تسميه الثورة السورية السلمية وكذا عن طائفية الصراع في سوريه.. الخ هذه المقولات التي صنعت وعياً «زائفاً» نناضل من أجل تغييره منذ نحو أربعة أعوام.. وأعتقد أننا في طريقنا لتقويض هذه الهجمة إذا امتلكنا بعض الأدوات البسيطة التي تحول بيننا وبينها عوامل مادية ليس إلا.
ثانياً: انشغال القوى السياسية المصرية -ونحن منها – بالأمور الداخلية من قانون الانتخابات البرلمانية ومواجهة قانون التظاهر المعيب، إلى بناء الأحزاب بناء تنظيمياً أفقياً ورأسياً كخطوة للاستعداد للانتخابات البرلمانية والمحلية.
ومع ذلك فإننا نعد برنامجاً مبسطاً تلتقي عليه الأحزاب والقوى السياسية المطالبة باستعادة العلاقات المصرية السورية إلى سابق عهدها وسنعرضه عليهم وعلى كل القوى السياسية والشخصيات العامة المؤيدة والداعمة لهذا المطلب، وسننطلق في العمل عليه بعد الانتهاء من إعداده فوراً.

 مصر تسعى بحسب تقارير إعلامية لطرح نفسها كوسيط بالأزمة السورية وتسعى لتوحيد المعارضة لكن علاقاتها مع دمشق مقطوعة.. هل هذا الوضع صحيح برأيكم، وكيف يمكنها أن تؤثر إيجابياً في ظل هذا الوضع؟
لا يمكن لمن يريد أن يقوم بدور الوسيط أو أن يكون له أي دور أن يبقى بعيداً عن مجريات الأزمة حتى يضع مخرجات لها، كما أن دور الوسيط يفترض وجود علاقات جيدة -إن لم تكن قوية- مع جميع الأطراف الضالعة في الأزمة هذه ألف باء الوساطة في المفاوضات، وأنا شخصياً مع إدارة حوار مع (المعارضة المدنية السورية) التي لم تحمل السلاح ضد الدولة السورية ولا أمانع من القيام بالحوار معهم هنا في القاهرة، لكن البداية يجب أن تكون باستعادة العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها فوراً.
قوة مصر «الحريرية» تكمن في عمق علاقاتها بسورية شعباً وتاريخاً، فلا يتبقى إذن سوى استعادة العلاقات الدبلوماسية حتى ندخل فوراً في عملية سياسية تستهدف إيجاد حلول سلمية للأزمة تمكن الدولة السورية من التفرغ للقضاء علي عصابات داعش و«النصرة» وما يسمى الجيش الحر، ولرفع الغطاء السياسي عن هذه العصابات الإجرامية.

 في ظل تنامي تنظيم داعش بالمنطقة ألا يجب التنسيق بين الجيشين السوري والمصري لمواجهته؟
بمنتهى الوضوح.. نحن نخوض ذات المعركة ضد ذات الأعداء ولا أفهم تأخر التعاون العسكري والاستخباراتي والسياسي بين مصر وسورية في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية التكفيرية والمعركة في سيناء والأقصر ومطروح وغيرها لا تختلف مطلقاً عن المعركة في ريف دمشق وإدلب وتدمر وعين العرب وغيرها.. وكلنا نعلم من وراء تمويل وتسليح ودعم وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لهذه التنظيمات الوهابية التكفيرية.. كما أن نتائج أفعالهم تصب في مصلحة العدو الصهيوأميركي وعملائه في المنطقة. إذا كنا نبحث عن حل ناجع للقضاء علي التهديدات التي تشكلها هذه التنظيمات فلا أقل من تعاون مصري -سوري على كافة المستويات. بل إن الواقع وتحدياته يفرضان ما هو أكثر من التعاون.

 ما رأيكم بمشاركة مصر في عملية عاصفة الحزم التي تقوم بها السعودية وحلفاؤها ضد اليمن؟ وهل ستفيد مصر من مشاركتها في هذا العدوان خصوصاً بعد الموافقة على المشاركة برياً؟
أعلن حزب الكرامة الشعبي الناصري منذ فجر الأزمة رفضه القاطع للحرب على اليمن، وإن كنا قد ربطنا رفضنا هذا برفض فرض أية قوة سياسية في اليمن وجهة نظرها في الصراع السياسي المحتدم هناك عن طريق الإملاءات وفرض سياسة الأمر الواقع ودعونا جميع الأطراف للالتزام بمخرجات الحوار الوطني.. وإن كان الحزب قد أعلن قبوله بـ(ضربة عسكرية) تعيد جميع الأطراف إلى مائدة الحوار.
وقد أوضحت تداعيات الأحداث مدى صحة هذا الموقف الرافض للعدوان من حيث المبدأ لأن القوة العسكرية لن تحل الأزمة في اليمن، لا حل سياسياً سيتأتى بعد أن انغمست أيادي المعتدين في الدم اليمن البريء.. كل قطرة دم تسيل على أرض اليمن تلعن من يطلقها وسيدفع ثمنها إن عاجلاً وإن آجلاً.
ومازلنا نكرر رفضنا القاطع لجر مصر إلى مواجهة عسكرية برية أو جوية أو بحرية في اليمن، لن يستفيد من هذه الحرب سوى أعداء أمتنا المتربصين الراغبين في إنهاك الجيش العربي المصري وجره إلى حرب تستنزف قواته وقدراته بعد أن نجحوا في هذا بالنسبة للجيش العربي السوري، وبعد تدمير الجيش العربي العراقي.. فوق أن الحرب في اليمن في حد ذاتها جريمة لن يغفرها التاريخ لمن قاموا بشنها ضد الشعب العربي اليمني ومقدراته.
 في الشأن الداخلي.. هل ستشاركون في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وهل تؤيدون ما يطرح عن مصالحة في مصر مع الإخوان والسماح لهم بالمشاركة في الانتخابات؟
حزب الكرامة الشعبي الناصري كان الحزب الوحيد الذي شارك بمرشح في الانتخابات الرئاسية الماضية هو حمدين صباحي وكيل مؤسسي الحزب وأحد قياداته التاريخيين باعتباره الاستحقاق الأول في خارطة المستقبل التي ارتضتها جميع القوى السياسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو ضد الإخوان ورئيسهم المعزول، كما أننا كنا مشاركين في صياغة الدستور الحالي ودعونا الجماهير إلى الخروج والتصويت عليه بالموافقة وكان هذا هو الاستحقاق الثاني، ولم يتبق من خارطة الطريق سوى الاستحقاق الثالث وهو الانتخابات البرلمانية وسندخلها ونشارك بها مهما كانت الظروف وأياً كان القانون – رغم اعتراضاتنا على مسودة المشروع الذي قدمته الحكومة – حتى نثبت للجميع التزامنا بالخارطة من ناحية، ومن الناحية الأخرى حتى نكتشف على الطبيعة مدى سوء القانون من عدمه، بالإضافة إلى ضرورات الاشتباك السياسي المتواصل مع الواقع والجماهير حتى لا نتركها نهباً لفلول نظام مبارك أو للجماعات الإخوانية والسلفية.
أما عن المصالحة.. فالحديث عنها الآن من قبيل الجدل السفسطائي ليس إلا.. من يتصالح مع من؟؟ عندما يتم إيقاف كل العمليات الإرهابية في سيناء وكافة مدن مصر بعد سحق التنظيمات التي تنفذها.. وبعد تصفية المواقف القانونية للمتهمين من جماعة الإخوان القابعين الآن في السجون.. وبعد إعلان الجماعة المذكورة التزامها بخارطة المستقبل واعترافها بشرعية الثورة الشعبية الجماهيرية التي خلعت رئيسهم المعزول.. وبعد إعلانهم إدانة كافة العمليات الإرهابية والاعتذار عن كافة التصريحات التي تفوه بها قياديو الجماعة إبان اعتصامي رابعة والنهضة.. نقول إنه من الممكن بعد كل هذا أن نتحدث عن مصالحة بطعم الاعتراف بالهزيمة في مواجهة الحراك الشعبي الثوري ضد جماعة الإخوان وحلفائها وأفكارهم وعقائدهم الفاسدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن