ثقافة وفن

الدور الدمشقية نعيم مقيم إلى زوال … من الحجر الأسود إلى الحجر الوردي صعوداً إلى البحرة

| منير كيال

يلحظ المرء المتجول في أحياء وحارات مدينة دمشق القديمة أبواباً مخبوءة بالجدران والأزقة، ولا يكاد المرء الغريب عن دمشق يعرف أن وراء هذه الأبواب، دوراً تميّزت بها دمشق، ولا يكاد يعرفها إلا اليسير من الدمشقيين وبعض الدارسين.
ومن اللافت للنظر أن من هذه الدور ما يتراكب بعضها ويتداخل، ولا يكاد يدل عليها إلا ما كان لها من نوافذ علوية مسيّجة بأخصاص خشبية تسمح برؤية من بباب الدار (الزقاق) إذا طرق هذا الباب طارق بالسقّاطة (المطرقة) التي بكل باب.
ولعل هذا الطارق لم يكن بخلده أن يجد وراء هذا الباب داراً ودوّار السن كما يقولون، مما يأخذ بالألباب ويخطف الأبصار، من ظلّ ظليل وماء سلسبيل وورد وأزاهير إلى آخر ما هنالك من زخارف ونقوش على الجدران، إضافة إلى الحلقات الخشبية المزركشة بالدهان العجمي أو الدهان الحريري ما يغلّف جدران القاعات على تعدّد طرزها فضلاً عن البحرات والفساقي الموزعة هنا وهناك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن