سورية

يلدريم ربط بين ضمان أمن تركيا وقيام سلطات قوية في دمشق وبغداد

| وكالات

طالب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الإدارة الأميركية الجديدة بالتوقف عن تزويد «وحدات حماية الشعب الكردية» بالأسلحة، محملاً المسؤولية عن ذلك إلى إدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما في تصريحات جاءت كتبرير ضمني للتنسيق الروسي التركي ضد تنظيم داعش في شمال سورية. وأشار إلى ارتباط الأمن القومي التركي بقيام سلطات قوية في كل من العراق وسورية.
وفي كلمة أمام كتلة حزبه (العدالة والتنمية) البرلمانية في أنقرة، ذكر يلدريم أن بلاده تنتظر موقفاً واضحاً من الولايات المتحدة بعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في واشنطن، فإما أن تقف إلى جانب تركيا في مكافحة الإرهاب، أو أن تستمر في دعم المنظمات الإرهابية.
وتابع قائلاً: «لا يمكن لأميركا أن تدعم الإرهاب وتقف ضد تركيا لأننا حلفاء، ومن يتحمل مسؤولية الفترة الماضية هي إدارة الرئيس أوباما». ومضى موضحاً: «يجب ألا تسمح الولايات المتحدة بأن تطمس منظمة إرهابية هذه الشراكة الإستراتيجية (مع تركيا)»، في إشارة إلى الوحدات.
واعتبر أن تركيا تحارب الإرهاب وتقدم كل ما تستطيع، على حين لا تنشغل أميركا إلا بالتصريحات، وتقديم الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا) «الإرهابي»، والذي تتبع له «وحدات حماية الشعب».
وأضاف في هذ الإطار: «العالم ينام ويستيقظ على ذكر داعش، لكنهم لا يكافحونه بشكل فعلي، إنهم يقولون ما لا يفعلون، تركيا وحدها التي تكافح التنظيم».
كما رأى أن المنظمات الإرهابية تنبع من «مصدر واحد»، وأن لا هدف لها سوى الإرهاب. وتابع قائلاً: «تركيا لا تحارب منظمة إرهابية واحدة فقط، فنحن منذ 40 سنة بدأنا بمحاربة حزب العمال الكردستاني (بي. كي. كي)، ثم انضمت داعش، و(حركة الداعية التركي فتح اللـه) غولن». وشدد على أن الإرهاب ليس قضية تركيا فقط، بل هو قضية العالم أجمع، داعياً العالم كله أن يقف صفا لمواجهته.
ورأى أن الحل لتعزيز الأمن والاستقرار في تركيا يكمن في وجود سلطات قوية في كل من العراق وسورية، في تحول عن السياسة التركية التقليدية والتي كانت تطالب بإسقاط النظام في الدولتين أو على الأقل تعديله.
وقال: «لن نكون في أمان، إن لم يكن هنالك سلطات قوية في العراق وسورية». وأضاف: «ولذلك، بدأنا بتوطيد علاقاتنا مع روسيا وإسرائيل، علاوة على ذلك نجحنا في التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول وقف إطلاق للنار في سورية».
مع ذلك، دافع عن قتال الجيش التركي لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية، بالقول: «لا يمكننا أن نكتفي أن نحارب الإرهاب داخل حدودنا فقط، لأن الصواريخ والإرهاب يستهدف ولاياتنا الحدودية».
وأشار إلى دخول عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا لإقامة منطقة آمنة في شمال سورية، يومها الـ133، موضحاً أن القوات التركية تمكنت من القضاء على 1270 منتسباً لتنظيم داعش منذ انطلاق هذه العملية أواخر شهر آب من العام الماضي.
في سياق متصل، أعلن الجيش التركي أمس عن مقتل 18 عنصراً من داعش وإصابة 37 آخرين معظمهم بإصابات خطرة، خلال اشتباكات وقعت يوم الاثنين بين مسلحي التنظيم والميليشيات المدعومة تركياً، في محيط مدنية الباب بريف حلب الشمالي.
وأشار بيان صدر أمس عن رئاسة الأركان التركية إلى قصف 150 هدفاً تابعاً لتنظيم داعش في المنطقة؛ بالمدفعية التركية ما أسفر عن تدمير العديد منها.
ولفت البيان، الذي نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، إلى أن المقاتلات التركية قصفت 4 أهداف لداعش في مدينة الباب وبلدة بزاعة، ما أدى إلى تدميرها، وذلك على حين شنت الطائرات الروسية غارات على قرية دير قاق التي تقع على بعد 8 كيلومترات جنوب غربي الباب؛ ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر داعش.
جاء ذلك بعد يوم من إرسال الجيش التركي تعزيزات عسكرية من عدة ولايات، إلى ولاية كليس الحدودية مع سورية. وتتضمن التعزيزات دبابات ومركبات مدرعة وناقلات جنود وتجهيزات عسكرية.
وفي تطور لافت، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض مقتل بريطاني ضمن صفوف «قوات سورية الديمقراطية»، وذلك خلال اشتباكات بريف الرقة الشمالي مع مسلحي داعش.
وفي سياق تطورات عملية «غضب الفرات»، التي أطلقتها «قوات سورية الديمقراطية» في تشرين الثاني الماضي، ودخلت مرحلتها الثانية مؤخراً، اشتبكت عناصر من القوات مدعومة بطيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مع مسلحي داعش في محيط قرية الدحلان وبالقرب من قرية الجرنية، جنوب غرب بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي. وفي المقابل، تحدثت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم عن تصدي مسلحي داعش لمحاولة عناصر «الديمقراطية»، التقدم إلى قرى معيان، هريبشة، مويلح وبئر الداير في ريف مدينة عين عيسى الجنوبي، وأكدت الوكالة استعادة مسلحي التنظيم السيطرة على قرية أم سليم بريف الرقة الشمالي.
كما لا تزال الاشتباكات بين الطرفين متواصلة بوتيرة متفاوتة العنف في محيط منطقة السويدية الصغيرة القريبة من سد الفرات شمالي مدينة الطبقة الواقعة بريف الرقة الغربي. وترافقت الاشتباكات في السويدية مع قصف لطائرات التحالف الدولي على مواقع وتمركزات داعش في المنطقة.
وأكدت مصادر من «الديمقراطية» سيطرة عناصر القوات على قريتي حمارين شمالي مدينة الطبقة، ومجيبن الفتح شمال غربي الرقة.
وتوسعت مناطق استهداف داعش للديمقراطية إلى كل من تل أبيض وعين العرب. ودارت اشتباكات بين قوات «الديمقراطية» ومسلحي التنظيم في محيط قرية صيكول جنوب مدينة عين العرب في ريف حلب الشرقي، وذلك عقب محاولة المسلحين التسلل إلى القرية.
وانفجر لغم أرضي بشاب قرب قرية الصوفية التابعة لمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، كان قد زرعه مسلحو داعش في وقت سابق، ما أدى لبتر ساقيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن