سورية

أكد وجود خرائط لمناطق انتشارهم.. وأن الذي يقرر من خرق الهدنة هم الروس والأتراك .. خدام: تجميد المسلحين المحادثات المتعلقة بـ«أستانا» خطوة تكتيكية لا تخلو من «حماقة»

اعتبر المعارض منذر خدام، أن إعلان الميليشيات المسلحة تجميد كل المحادثات المتعلقة بالمحادثات السورية المرتقبة في «أستانا» عاصمة كازاخستان، «خطوة تكتيكية لا تخلو من حماقة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال خدام في تعليقه على إعلان الميليشيات: «خطوة تكتيكية لا تخلو من حماقة.. المهم هو موقف تركيا».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، سابقا: إنه اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حول تقديم عرض على السوريين لمواصلة محادثات السلام في «أستانا» بصفتها ساحة جديدة قد تكون إضافة مفيدة لمفاوضات جنيف.
وفي اتصالين هاتفيين مع بوتين وأردوغان، أعرب رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف عن دعمه هذه المبادرة، مؤكداً استعداده لاستضافة هذه المفاوضات في أستانا.
وأعلنت الميليشيات المسلحة ليلة الثلاثاء في بيان تجميد كل المحادثات المتعلقة بمحادثات أستانا المرتقبة، وذلك رد على ما سمته «الخروقات الكبيرة» من جانب الجيش العربي السوري وحلفائه لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ خمسة أيام.
وقالت الميليشيات في بيان مشترك: إنه «نظراً لتفاقم الوضع واستمرار هذه الخروقات فإن الفصائل (…) تعلن تجميد أي محادثات لها علاقة بمفاوضات الأستانا أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل».
ونص اتفاق رعته روسيا وتركيا على وقف إطلاق النار في سورية وإجراء مفاوضات في كانون الثاني في أستانا في محاولة لإنهاء الأزمة في سورية المستمرة منذ ما يقرب من الست سنوات.
ويستثني الاتفاق التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وبشكل رئيسي تنظيم داعش و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).
وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في ضوء التقارب الأخير بين موسكو، وأنقرة الداعمة للميليشيات المسلحة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل إليها في فترات سابقة، لكنها لم تصمد.
وأعرب خدام عن اعتقاده، بأن أنقرة، «لن تسمح بفشل لقاء أستانا، لأنه ليس من فرصة أخرى».
وادعت الميليشيات في بيانها أنها «التزمت بوقف إطلاق النار في عموم الأراضي السورية (…) لكن النظام وحلفاءه استمروا بإطلاق النار وقاموا بخروقات كثيرة وكبيرة وخصوصاً في منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية وريف حماة ودرعا».
وأضافت: إنه «بالرغم من تكرار الطلب من (روسيا) الطرف الضامن للنظام وحلفائه لوقف هذه الخروقات الكبيرة إلا أن هذه الخروقات ما زالت مستمرة وهي تهدد حياة مئات الألوف من السكان».
وتواصلت يوم أمس المعارك في وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي وسط تقدم للجيش العربي السوري. وكانت الحكومة السورية اتهمت منتصف الشهر الماضي الإرهابيين والمسلحين في منطقة وادي بردى بتفجير نبع عين الفيجة وتلويثه بمادة المازوت ما أسفر عن انقطاع المياه عن العاصمة.
وأكد ممثل مركز حميميم لتنسيق المصالحة العقيد سيرغي إيفانوف، السبت، أن استهداف الجيش العربي السوري لمنطقة وادي بردى لا يشكل خرقاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار لأن «تلك المنطقة يتواجد فيها مقاتلون أعلنوا انتماءهم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المتشدد».
وأوضح خدام، أن «هناك خرائط متفقاً عليها لمناطق انتشار الفصائل التي وقعت الاتفاق». ولفت إلى أن من يسيطر على وادي بردى هي «جبهة النصرة»، مؤكداً أن «الذي يقرر من خرق الهدنة هم الروس والأتراك».
وأشار خدام إلى أن الجيش العربي السوري يقول: إنه يستهدف النصرة في وادي بردى وأن روسيا أيضاً قالت ذلك، مشيراً إلى أنه «وفي ريف إدلب الجنوبي رد الجيش على احتلال أحد مواقعه».
وحول تصريحات أحد القادة في ميليشيا «جيش الإسلام» بأن مقاتلي الميليشيا سيتوجهون إلى وادي بردى لمؤازرة المسلحين هناك، قال خدام «هذا كلام للإعلام».
واعتبر خدام أن ميليشيا «جيش الإسلام»، «عملياً لا تستطيع حتى لو أرادت»، موضحاً أن «المنطقة كلها محاصرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن