سورية

«مشروبوف» داعشي قاتل فيها … أوساط غربية تربط بين هجمات اسطنبول ودعم أردوغان للإرهاب في سورية

| وكالات

اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الأسباب الرئيسية وراء وقوع هجمات إرهابية في تركيا هو الدور الذي لعبه الرئيس رجب طيب أردوغان في تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية ومساعدتهم في التسلل إلى الأراضي السورية وتهريب الأسلحة والأموال إليهم.
ويرى مراقبون أن الأتراك يدفعون ثمن كأس السم الذي حاول نظام أردوغان أن يذيقه للسوريين فارتد الإرهاب الذي دعمته أنقرة على مدى سنوات الأزمة السورية على المدن التركية التي شهدت التفجير تلو الآخر.
وبعد سلسلة من التفجيرات الإرهابية التي تبناها داعش واستهدفت المدن التركية خلال العام الماضي هاجم مسلح ملهى في مدينة إسطنبول خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة مساء السبت الماضي ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً ولاذ بعدها بالفرار دون أن تتمكن الشرطة التركية من القبض عليه على حين تبنى تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية فيما بعد ذلك الهجوم.
وتبين لاحقاً أن منفذ الهجوم يدعى «أيكهي مشروبوف» وكان مقاتلاً ضمن صفوف تنظيم داعش في سورية.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن الكاتب البريطاني روبرت فيسك تأكيده أن من بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء وقوع هجمات في تركيا على غرار الهجوم على الملهى الليلي في إسطنبول هو الدور الذي لعبه أردوغان في تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية ومساعدتهم في التسلل إلى الأراضي السورية وتهريب الأسلحة والأموال إليهم.
وقال فيسك: «في حال عمد ديكتاتور ما حتى وإن كان منتخباً إلى تحويل بلاده إلى قناة ولاعب أساسي في إثارة حرب في دولة مجاورة.. ما الذي يمكن أن يتوقعه في نهاية الأمر سوى مجازر في المدن الكبرى في بلاده نفسها».
وفي أبرز ما كتب عن الحادثة نقلت مواقع إلكترونية عن صحيفة «إندبندنت» مقالاً لمحرر الشؤون الدفاعية فيها كيم سينغوبتا، وجد فيه الأخير هجوم إسطنبول بمثابة إعلان حرب من التنظيم على تركيا، وبنى الكاتب رؤيته على أن التنظيم بنى شبكة داخل تركيا، وخاصة أن حكومة أردوغان تغاضت في البداية عن نشاطات أتباعه قبل أن ينقلب عليها.
ونقل الكاتب وفقاً للمواقع عن عناصر منشقة من داعش، قولها: إن قيادة التنظيم، التي تقوم بالدفاع بيأس عن الموصل والعاصمة الفعلية لما تطلق عليها «الدولة» في الرقة السورية، فأمرت أتباعها بالقيام بهجمات على أهداف خارجية؛ بهدف تخفيف الضغط عليها في الداخل.
ويورد المقال نقلاً عن شخص لقب نفسه بأبي المعتصم، وصفه درجة الحقد في صفوف التنظيم تجاه تركيا، ويقول: «إنها دولة مسلمة، أدار حكامها ظهرهم للإسلام، وتحالفوا مع الأميركيين والروس»، ويضيف: «يتم التعامل معهم على أنهم أسوأ الأعداء، وأعلن تنظيم الدولة الحرب على تركيا»، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي ركز فيه الغرب على الهجمات التي نفذها التنظيم في العواصم الأوروبية، إلا أن أسوأ الهجمات تم ارتكابها داخل تركيا.
وعلى حين أكدت صحيفة «حرييت» أمس أن «المهاجم دخل إلى تركيا من سورية حيث كان يقاتل إلى جانب تنظيم داعش وهو ما يفسر إتقانه الجيد لاستخدام الأسلحة النارية» كشفت صحيفة «أيدينليك» التركية أن منفذ الهجوم يدعى أيكهي مشروبوف وهو مواطن قيرغيزي من مواليد عام 1988، مشيرة إلى أنه جاء إلى محافظة قونيا وسط تركيا مع عائلته قبل تنفيذ الهجوم بفترة قصيرة وانتقل إلى مدينة إسطنبول ليرتكب جريمته مبينة أن الشرطة التركية أوقفت زوجته ليلة أمس (أول) في قونيا.
كما نقلت «سانا» عن الكاتب المقرب من النظام التركي عبد القادر سلوي أن «المهاجم تدرب على حرب الشوارع في مناطق سكنية في سورية واستخدم التقنيات التي اكتسبها هناك في اعتدائه» مضيفاً: إن «تنظيم داعش اختار المهاجم خصيصاً لتنفيذ هذا الاعتداء حيث يلاحظ أنه استهدف بسلاحه الرشاش النصف العلوي من أجساد ضحاياه».
بدورها نقل موقع «روسيا اليوم» عن صحيفة «ميرور» البريطانية أن مشروبوف الذي وصل إلى إسطنبول من جمهورية قيرغيزستان (قيرغيزيا سابقاً) في 20 تشرين الثاني الماضي مع زوجته وطفليه، ثم غادر بعد يومين إلى مدينة قونية التركية ليعود إلى إسطنبول في 29 كانون الأول الماضي، قبل 3 أيام فقط من الهجوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن