اقتصادالأخبار البارزة

شدّد على مكافحة الفساد والعمل الجماعي .. خميس في ختام زيارة حلب: لم يعد مطلوباً موظفون بل قادة بدءاً من موظف النظافة وصولاً إلى رئيس الحكومة

| حلب – الوطن

أكد رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، في ختام زيارة عمل مكثفة للوفد الحكومي التي استمرت أربعة أيام إلى حلب، أن على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها باستثمار النصر وفق ما هو مطلوب منها وأن «ما بعد الانتصار ليس أقل مسؤولية عليه لما هو قبله».
ولخص خميس عناوين زيارة نصف أعضاء الحكومة إلى حلب، خلال لقاء خدمي أمس ضم أعضاء المكتب التنفيذي لمجلسي المحافظة والمدينة، بتطوير الخدمات لواقع أفضل واجتراح الحلول اللازمة للمشكلات العالقة للتخفيف من معاناة المواطنين وتذليل كل الصعوبات أمام الصناعيين والتجار للنهوض بالواقع الاقتصادي إلى مستوى أمثل وتدوير عجلة الإنتاج، إضافة إلى تنظيف آثار الخراب والتدمير وعودة حلب القديمة إلى سابق ألقها عبر تشكيل لجان فنية متخصصة لتحقيق هذه الغاية.
وأوضح خميس أن الوفد الوزاري زار كل مفاصل العمل والأماكن في المدينة «التي تعرضت لإرهاب قادته غرف عمليات استخباراتية عالمية خططت لتخريب المكمن البشري والجغرافي والحضاري والثقافي واستهدفت المواقع الاقتصادية والمراكز الروحية والدينية لحلب في أماكن تظهر عراقة وحضارة المدينة التي عمرها أكثر من 10 آلاف عام».
وأبدى ألمه وحزنه العميق لحجم الأضرار التي لحقت بالمدينة والواقع الذي وصلت إليه «وهو ما يحمل الحكومة مسؤولية أكثر وقوة وتفاؤلاً أكبر لإرجاع حلب إلى أفضل مما كانت عليه كعاصمة للاقتصاد السوري ومركز إشعاع حضاري وثقافي وفني للعالم».
وتوجه للحضور بقوله: «لم يعد مطلوب لدينا موظفون بل رجال قادة واستثنائيون كل في مكان عمله ابتداء من موظفي النظافة مروراً برئيس مجلس المدينة فالمحافظ وصولاً إلى الوزير ورئيس الحكومة»، لافتاً إلى أن هناك خللاً وثغرات وآلية تنفيذية غير صحيحة فرضتها الأزمة وضعف في اتخاذ القرار على كل الأصعدة والقطاعات ويجب تدارك ذلك «كما يوجد تركيبة إدارية قائمة في الدوائر الحكومية بحاجة إلى تطوير، وعلى أعضاء المكتب التنفيذي اطلاعهم بمسؤولياتهم المكلفين بها وإلا فليتنحوا».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى تثبيت الإنسان المناسب في المكان المناسب والاستثمار الأفضل للوقت وإلى نقلة نوعية لتطوير القطاعات الإدارية وكل مفاصل العمل وتثقيف النفس وتطوير الذات وتقويم أداء العاملين عليها لأننا دولة مؤسسات صنعت النصر ولن نسمح بتضييع منجزاته والكل رجال دولة يجترحون الحلول الإستراتيجية ويضعون الرؤية والخطط النوعية، وسنعمل على إضاءة اسم حلب عالياً وبشكل دائم».
وطالب رئيس الحكومة أعضاء المكتب التنفيذي والمديرين أن يكونوا جزءاً من الحل لا عبئاً عليه، وذلك بوضع آلية عمل المحافظة ووضع إستراتيجياتها وأولويات عملها وترجمتها إلى أفعال تتخطى العمل الفردي القائم حالياً في حلب إلى جماعي مؤسساتي يعالج السلبيات لتوفير الخدمات اللائقة للمواطنين. وحض الأعضاء على رسم إستراتيجية قطاعاتهم كل في اختصاصه.
وتمنى من الجميع مراجعة حساباتهم والخروج بآلية عمل جديدة والإفادة من المرجعيات والاجتهاد لحل المشاكل لأن القوانين تنظم المبادئ العامة فقط «ومن الغد عليكم مراجعة كوادركم والاعتماد على السمعة والنزاهة والنظافة التي هي معايير العمل للتغلب على الفساد المدقع الذي يتهم سكان حلب بعض القائمين على المؤسسات به، فالفساد شيء مريع ويجب الاتفاق على آلية لمكافحته لأنه حصيلة دم لمن حرر حلب من كل أنحاء الجغرافية السورية ودم المدنيين الذين سقطوا في الحرب ولن نسكت على هذا الواقع وعلى من يتستر على الفساد».
ودعا عماد خميس المسؤولين في حلب إلى طي صفحة الماضي وفتح صفحة وبداية جديدة «وأنا أتفاءل بكم وجئنا إلى حلب كحكومة لأننا متفائلين بكم ونقتدي بالمخلصين والمتفانين بعملهم منكم، وعليكم لقاء المواطنين على الدوام فنحن موظفين لدى المواطنين ومسؤولياتنا تقديم الخدمات لأهلنا وتوفير متطلباتهم».
وختم حديثه بالقول: إن حلب «ورشة عمل نحل وورشة اقتصاد وخدمات» وطالب بلقاءات واجتماعات يومية وأسبوعية لاجتراح الحلول للمشكلات وتجاوز العراقيل والعمل الجماعي وتكامل المؤسسات «لأننا أمام مرحلة جديدة، فالإرهاب لم ينته والمعركة ما زالت قائمة وعلينا أن نكون نوعيين، وصمود أهل حلب مقياس ومعيار لنا ولعملنا جميعاً».
وفي تصريح لـ«الوطن» بين وزير الداخلية محمد الشعار أن الوزارة عملت وتعمل على «توفير المناخ الطبيعي لعودة عجلة الحياة إلى حلب، وذلك عبر قيام كل السلطات بواجبها ومن أهمها سلطة القانون، والاعتماد على الضابطة الجمركية والشرطة فقوى الأمن الداخلي في تصرف المواطنين للقيام بهذه الواجبات والمهام، ويجب اختصار الوقت لتعود حلب إلى سابق عهدها تجارياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً بأسرع وقت ممكن لإعادة ثقة المواطن بالدولة وإعادة من هاجر خارج حلب إليها بأسهل وأفضل الطرق».
بدوره أشار وزير السياحة بشر اليازجي لـ«الوطن» إلى أن زيارة الحكومة إلى حلب سبقها عقد اجتماعات في دمشق للوقوف على الواقع في حلب ووضع الرؤى للمرحلة الحالية والمستقبلية لتحويل حلب إلى ورشة عمل لا تتوقف «فخسارة وتدمير حلب القديمة اكبر خسارة لأهم مدينة سياحية في العالم، والعمل بدأ منذ اليوم الأول لاستعادتها عبر توثيق ومسح وتقويم الأضرار في منشآتها السياحية ووضع الخطط لتنظيم حلب مستهدفين في النهاية إعادة الألوان إليها كما يعرفها أبناؤها تمهيداً لإعادتهم إليها».
وكان رئيس مجلس الوزراء قام بجولات تفقدية لحلب القديمة والأحياء الشرقية التي دمرها الإرهاب وغلى مدينة الشيخ نجار الصناعية ومركز الإيواء في منطقة جبرين ومطار حلب الدولي الذي ستنطلق رحلاته المدنية قريباً واجتمع مع الفعاليات الاقتصادية للاستماع إلى مطالبهم وتلبية المحق منها والتقى رجال الدين الإسلامي والمسيحي وقصد جامعة حلب، كما اجتمع الوزراء الـ15 مع مديريهم المعنيين بهدف تحسن واقع خدمات مديرياتهم وحل مشاكل المواطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن