الأولى

حلب تنبض بالحياة مجدداً

| حلب – الوطن

عاد الحلبيون إلى ممارسة أنشطتهم العامة مجدداً بعد أن حالت الحرب، التي استمرت نحو أربع سنوات ونصف السنة، من دون ذلك أو قننتها إلى مستوى ضيق ومحدود.
وبدا بشكل لافت في الأيام الأخيرة، وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة، حرص سكان المدينة على الخروج من المنزل إلى الحدائق العامة والمطاعم ومطارح اللهو بعدما أرغمتهم القذائف التي يطلقها المسلحون على المكوث في المنازل إلا إذا اقتضت الضرورة غير ذلك.
وساعد وقف إطلاق النار الساري المفعول على تشجيع الحلبيين على الترفيه عن أنفسهم فانتعشت المقاهي والمطاعم ودور السينما، على الرغم من قلتها، وغصت الحدائق العامة ومطارح ألعاب الأطفال بالمتنزهين وبخاصة في أيام العطل الرسمية.
وشهدت الأحياء الشرقية من المدينة، التي باتت محررة بالكامل من المسلحين في 22 الشهر الفائت، إقبالاً منقطع النظير من أهلها وزوارها وخصوصاً المقاصد الأثرية في المدينة القديمة كالأسواق التاريخية والجامع الأموي وقلعة حلب التاريخية، وشوهدت جموع غفيرة من الزوار تؤم المدينة القديمة حتى مساء كل يوم.
واستفادت المدارس العامة والخاصة، التي تحسنت نسبة الطلاب المداومين فيها أيضاً، من المناخ الذي وفره الأمن والأمان وعمدت إلى تنظيم رحلات إلى الأماكن الأثرية كالقلعة بعد طول غياب عن التقليد القديم الذي استثنى الساحل السوري نظراً لطول الطريق عبر خناصر وارتفاع التكاليف.
وتحسن دخل ملاعب كرة القدم المكشوفة بإقبال اللاعبين، ولاسيما الناشئين منهم، على تنظيم مباريات ودية في الأحياء الغربية من المدينة بعد فترة طويلة من الجفاء مع أهم لعبة شعبية جراء القذائف التي تلحق أذى كبيراً بمرتادي الأماكن المكشوفة.
كما تحسن حال الأسواق الشعبية وخصوصاً في مركز المدينة مثل الجميلية الذي حصدت فيه القذائف أرواح المئات من المتسوقين، قبل أن تعود إلى الحياة وترتفع فيها إيجارات وأسعار المحال التجارية بارتفاع الطلب عليها وعلى معروضاتها من السلع الغذائية المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن