رياضة

في كرة القدم المحلية… غابت السيدات والصالات…لماذا انتعشت كرة القدم الشاطئية فجأة؟…المصالح الخاصة هي التي تحرك النشاط أو تفرمله

ناصر النجار : 

أكثر ما يحز في صدورنا أن نرى دولاً من قارات العالم تشارك بفرق لسيدات كرة القدم تتنافس وتتبارى وتسجل وتفوز وتعلي الكؤوس، على حين إننا غير راغبين في مثل هذه الرياضة، وعدم الرغبة ليست لدواع دينية أو اجتماعية، إنما لدواع شخصية فعلى ما يبدو أن الفوائد من رياضة كهذه ليست كبيرة على الصعيد الشخصي.
وعودة إلى ما قبل سنوات الأزمة فإن هذه المسابقات كانت ناشطة، فلدينا دوري للسيدات ومثله للصالات وآخر للكرة الشاطئية، فضلاً عن دوري كامل بكل الفئات ولكل الدرجات لكن اتحاد كرة القدم قلّص كل هذه البطولات فألغى أغلبها، وعلى سبيل المثال: ألغى دوري الشباب والناشئين والأشبال، ودوري الدرجة الثالثة، ودوري الدرجة الثانية توقف موسمين وعاد منذ موسمين، أما البطولات الأخرى ككرة السيدات وكرة الصالات والكرة الشاطئية، فقد ألغيت من قاموس اتحاد كرتنا تماماً.
والحقيقة أننا بإلغائنا لهذه البطولات خسرنا الكثير من الميزات والفوائد الآسيوية والدولية.
وعلى سبيل المثال: فقد خسرنا الكثير من المساعدات المالية والعينية لعدم وجود هذه الألعاب على روزنامة النشاط الرياضي المحلي مع العلم أن كل لعبة لها لجانها الخاصة ولها ميزانيتها ولها أنشطتها وكل هذا خسرناه دفعة واحدة.
أيضاً خسرنا مقاعد فنية وإدارية في اللجان الفنية التابعة لهذه الألعاب، كذلك خسرنا مقاعد في التحكيم، كما خسرنا حكامنا والمراقبين في هذه الألعاب، لعدم وجود هذه الألعاب والنشاطات وسابقاً كان حكامنا الدوليون في الكرة الشاطئية وكرة الصالات يدعون لتحكيم العديد من المباريات والبطولات ومثلهم المراقبون، وكل هذا خسرته كرتنا دفعة واحدة.

مبررات حاضرة
القائمون على اتحاد كرة القدم كانت مبرراتهم حاضرة، وهي محصورة بالأزمة وتداعياتها، لكن عندما تلوح بالأفق ملامح المصالح الخاصة فإن هذه الألعاب ستعيش بلحظة، كما حدث لمنتخبنا في الكرة الشاطئية عندما تشكل من العدم، وسافر على عجل ولعب وخسر، المهم أننا شاركنا، والمشاركة ضرورية لأن بها مصالحنا الخاصة.
مدرب منتخب سورية للسيدات بشار شريف قال لي: سيدات كرة القدم جاهزات، ومتى أذن اتحاد كرة القدم بتنظيم دوري أو تشكيل منتخب فنحن جاهزون، وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن هناك أكثر من ستة فرق نسائية جاهزة لخوض بطولات أو نشاطات محلية.

لغة المصالح
لنقل إن الأزمة كانت السبب في منع وإيقاف نشاطات الكثير من هذه الأصناف الكروية، لكن السؤال: هل زالت الأسباب التي كانت تمنع الكرة الشاطئية من الظهور، فانتعشت فجأة؟ كل الأخبار والأحوال تفيد أن مصلحة البعض الشخصية كانت وراء تشكيل هذا المنتخب والمشاركة، والهدف هو المشاركة فقط، لأن المنتخب بوابة وصول البعض إلى البطولة الشاطئية، ومن دون مشاركة فريق، لا يمكن أن يشارك أحد على الصعيد الفردي.
والسؤال: ماذا تعني المشاركة في بطولة شواطئ آسيا، أكثر من الاستجمام والسياحة والسباحة وربما الاطلاع على عالم التسويق وإدارة المنتجعات وغيرها!
للأسف هذه حقيقة، ومن يملك أدلة عكس ما نقول فليدل بها وليرد على ما نقول، والغريب الذي يجعلك ترسم إشارات استفهام عديدة، أن رئيس اتحاد كرة القدم فضل ترؤس منتخب الكرة الشاطئية على منتخب الناشئين الذي كان يشارك بالوقت نفسه في نهائيات الأمم الآسيوية ولله في خلقه شؤون!

القواعد
الضعف العام في كرتنا هو بسبب ضعف القواعد الكروية في الأندية بشكل عام، والجميع لاحظ أن اللاعب الشاب الذي لعب هذا الموسم بفريق الرجال هو غير مؤسس بشكل صحيح، لأنه لم يلتزم بالسنوات العمرية تدريبياً وإشباعاً في كرة القدم عبر مدربي القواعد، لذلك ظهر الضعف واضحاً في الكثير من الفرق التي لعبت بلاعبين يلعبون لأول مرة ولم يمروا على ملاعب الشباب والناشئين على سبيل المثال, فلاعب اليوم الصغير تشعر فيه موهبة كرة القدم، وتشعر أنه خامة طيبة، لكن الزمان نسيها، وهي اليوم تحتاج إلى الكثير من الصقل، وهذا لا يمكن أن يتحقق بدوري غريب وعجيب، فالمدرب إزاء الدوري المضغوط يبحث عن اللاعب الجاهز الذي يخدمه وعن التشكيلة التي تمنحه نقاط المباراة، وآخر هم المدرب هو الاهتمام بالقواعد أو اللاعبين الصغار لأنه لا يملك الوقت الكافي لذلك, أما على صعيد الأندية، فرغم أن بعض الأندية استمرت في دعم قواعدها والعناية بها، إلا أن ذلك غير كاف لأن البطولات هي التي تجعل التمارين ذات قيمة، وتجعل اللاعبين يجتهدون في تمارينهم ليثبتوا في البطولات مقدرتهم وصوابية تدريبهم وجودة موهبتهم.
بعض اللجان التنفيذية في المحافظات تنبهت لهذا الغياب الذي يشكل خطراً كبيراً على بنية كرة القدم فأقامت البطولة التنشيطية على مستوى المحافظة، ومن هؤلاء فرع دمشق وحلب واللاذقية وربما السويداء وأحياناً قليلة بمناسبات محددة في طرطوس واللاذقية، ورغم محدوديتها تبقى هذه البطولات قاصرة، ورغم جهد من يطلقها ونحن نشكرهم على ذلك إلا أن هذا الإجراء الفردي لا يكفي على مستوى القطر.
خلاصة القول: إن اتحاد كرتنا مطالب بإحياء كل النشاطات ولو كانت بعض النشاطات مختزلة ومختصرة على فرق قليلة، فوجود هذه النشاطات يعني ديمومتها واستمرارها يعني أن الحياة ستبقى منفوخة فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن