شؤون محلية

عائلات تعمل في نبش القمامة في السويداء؟!

| السويداء-عبير صيموعة

في كل مرة نتناول فيها قضية مكب السويداء تكون القضية الأساسية للمكب أعمال النبش والحرق التي تقع ضمن المكب وتأثيرها على أهالي القرى والمناطق المجاورة للمكب وخاصة قرية كناكر وبلدة رساس إلا أن زيارة واحدة إلى أرض المكب والبالغة مساحته 65 دونما أظهرت الكثير من الحقائق المغيبة وهي أن ما يزيد على 150 أسرة مما يسمى النبيشة تعتاش فعليا على جمع القمامة من المكب سواء من أكياس النايلون أو البلاستيك أو عبوات المشروبات الغازية… الخ حيث أكد الأهالي من سكان مخيم رساس ومخيم عرى وتجمعات البدو الرحل ممن يقطنون قريبا من المكب أنهم يعملون منذ الصباح الباكر في المكب على جمع اكياس النايلون وعبوات البلاستيك وغيرها وعن طريق عملهم هذا يجمعون منه وسطيا في الشهر مبلغاً لا يقل عن 20 ألف ل.س لإعالة أسرهم البالغ عددها وسطيا بين 5 إلى 10 أفراد فضلاً عن أن العشرات من الرعاة ممن يعيشون هناك مع أفراد قطيعهم للرعي ضمن المكب أكدوا أن أسرهم تعتاش من ذلك المكب طوال أشهر فصل الشتاء حيث يقومون بجمع المخلفات البلاستيكية والثياب من تلك النفايات ريثما ينتهي القطيع من الرعي و(قد تحول لون أغنامهم إلى اللون الأسود بسبب الأوساخ الناجمة عن النفايات وعن أعمال الحرق على حد سواء).
ومن يدخل أرض المكب يستهجن الأعداد الكبيرة من الأهالي ضمنه يحملون أكياسهم الكبيرة التي تحتوي على أصناف متعددة من القمامة إلا أن أخطر أنواع القمامة المجموعة ضمن المكب تتمثل بالنفايات الطبية التي يلجأ النبيشة إلى تمزيق الأكياس الخاصة بها وفتح العبوات البلاستيكية التي تحتوي على الأبر والسرنكات وغيرها ما يعرضهم إلى الأخطار الناجمة عن تلك النفايات وخاصة مع جهلهم لمخاطرها فضلا عن لجوء البعض إلى حرق المخلفات الباقية من النفايات الطبية من دون درايتهم بمخاطر حرقها ومخاطر الغازات الناجمة عنها.
و لعل ما استوقفنا هناك وجعلنا نضع عشرات الأسئلة هو تحول الطريق الرئيسي الذي يخترق المكب إلى طريق لتهريب المازوت بعد أن شاهدنا وبأم أعيننا السيارات الناقلة للمادة تجتاز المكب في وضح النهار فضلا عن عدم التزام سيارات القمامة برمي النفايات ضمن المكب واللجوء إلى رمي النفايات على جانبي الطريق الرئيسي للمكب وعرقلة وصول سيارات القمامة إلى داخل المكب الأمر الذي دفع بآلية مجلس المدينة (التركس) إلى العمل ساعات طويلة في محاولة شبه مستحيلة لإبقاء الطريق الرئيسي للمكب سالكة.
بدوره رئيس مجلس مدينة السويداء المهندس وائل جربوع أشار إلى أن الكميات الواردة من النفايات إلى المكب يوميا تتجاوز الـ250 طناً من نفايات مدينة السويداء ومن القرى المجاورة وعددها سبع مؤكدا وجود عشرات العائلات من النبيشة قرب المكب والتي تشكل النفايات مصدر معيشتهم الأساسية لافتا إلى أنه جرى الانتهاء من خلايا الطمر ضمن المكب والمخصصة للنفايات الطبية وسيتم المباشرة في رمي تلك النفايات الطبية ضمنها خلال أيام قليلة قادمة بعد تسليم خلية طمر واحدة من تلك الخلايا من دائرة النفايات الصلبة في المحافظة لضمان طمر تلك النفايات وعدم تعريضها للنبش نظرا لخطورتها مؤكدا تعرض النفايات إلى الحرق من النبيشة وخاصة في فصل الصيف.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن