عربي ودولي

إيران تجدد تأكيدها على «الخطوط الحمر» في المفاوضات النووية

جدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي التأكيد على «الخطوط الحمر» لبلاده في المفاوضات النووية مع مجموعة الخمسة زائد واحد.
وتدخل خامنئي بعد إقرار مجلس الشورى الإيراني قانوناً حول برنامج البلاد النووي يرمي إلى الحفاظ على «مكاسب البلاد وحقوقها النووية»، وقال نائب رئيس المجلس إنه قد يعقد المرحلة الأخيرة من المفاوضات المستمرة منذ فترة طويلة.
وفيما لا تزال العراقيل قائمة قبل أسبوع فحسب على حلول استحقاق 30 حزيران حيث تنتهي المهلة المحددة لإبرام اتفاق نووي نهائي، أدلى خامنئي بتصريحه هذا أمام جمع من كبار المسؤولين في البلاد يتقدمهم الرئيس الإيراني حسن روحاني وسلفه المحافظ محمود أحمدي نجاد.
وقال خامنئي في التصريحات: إن «كل العقوبات الاقتصادية والمالية والمصرفية سواء أكانت المفروضة من قبل مجلس الأمن الدولي أم من قبل الكونغرس والحكومة الأميركيين يجب أن تلغى فوراً حال توقيع الاتفاق وبقية العقوبات يجب أن ترفع في غضون مهل زمنية معقولة».
وأعرب المرشد الأعلى أيضاً عن حذره من الوكالة الدولية للطاقة الذرية معتبرا أنها «ليست مستقلة ولا عادلة».
وقال: إن «إلغاء العقوبات لا يجب أن يربط بتطبيق إيران لالتزاماتها. لا تقولوا: طبقوا التزاماتكم ثم (انتظروا) أن تصادق الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليها من أجل أن ترفع العقوبات. نحن لا نقبل بأي طريقة من الطرق مثل هذا الأمر».
كما جدد خامنئي رفضه البات لأي عمليات «تفتيش غير تقليدية، أو استجواب شخصيات إيرانية أو تفتيش مواقع عسكرية».
كما شكك في مهل القيود التي ستفرض على إيران في حال إبرام اتفاق نهائي. فقد توصلت إيران والدول الكبرى في 2 نيسان إلى اتفاق إطاري ينص على تقليص أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم لمدة عشر سنوات، وأنشطة أخرى لفترات أطول.
وأكد أنه فيما يمكن قبول بعض القيود، فإن «المطالب المتطرفة» مرفوضة تماماً.
وأضاف المرشد الأعلى «خلافاً لما يطالب به الأميركيون بإلحاح فنحن لا نوافق على فترة تقليص طويلة (لأنشطة تخصيب اليورانيوم) تبلغ 10 سنوات أو 12 سنة، وقد أبلغناهم بعدد سنوات التقليص الذي نقبل به».
وينص الاتفاق المرحلي بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) على حصر أنشطة تخصيب اليورانيوم بمنشأة نطنز.
وكانت فرنسا وبريطانيا أكدتا الاثنين الماضي أن أي اتفاق سيتم التوصل إليه يجب أن «يتضمن نظام تحقق متقدما يشمل حتى المواقع العسكرية إذا لزم الأمر». كما شدد خامنئي على ضرورة أن تواصل إيران الأبحاث والتطوير في المجال النووي خلال هذه الفترة، بحسب النص الذي نشر لاحقا في سلسلة تغريدات على حسابه على تويتر.
ووصف خامنئي المفاوضين الإيرانيين بأنهم رجال «نزيهون يتحلون بالشرف والشجاعة»، مؤكداً أن «الجميع في إيران بمن فيهم أنا نفسي والحكومة والبرلمان والقضاء والأمن والجيش، كنا نريد اتفاقاً جيداً وعادلا يضمن عظمة بلادنا ويراعي مصالح إيران».
وبالرغم من تأكيد دعمه لفريق المفاوضين الذي يرأسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، من المرجح أن تثير تعليقاته قبيل انتهاء المهلة رد فعل حاد من رافضي الاتفاق النووي مع إيران.
ويؤكد معارضو سياسة روحاني النووية ومن بينهم مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون، أن الطرف الإيراني سبق أن قدم الكثير من التنازلات في المفاوضات.
أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن