رياضة

في المجموعة الثانية لأمم إفريقيا – الغابون 2017 … بداية غامضة لمحاربي الصحراء وصعبة لنسور قرطاج

| محمود قرقورا

عشنا أمس انطلاق العرس الكروي الأسمر الحادي والثلاثين في العاصمة الغابونية ليبريفيل، فتقابل منتخبا الغابون المضيف مع الضيف الجديد غينيا بيساو وانتهت 1/1، ثم منتخب الكاميرون مع بوركينافاسو وجرت في وقت متأخر.
اليوم تتجه أنظار أبناء لغة الضاد إلى ملعب فرانسيفيل أقصى جنوب شرق الغابون حيث يبدأ ممثلان من ممثلي العرب الأربعة رحلتهم وسط أدغال الكرنفال الأسمر بكرة القدم وذلك خلال المجموعة الثانية، وتحقيق نتيجة إيجابية هاجس المنتخبين في الخطوة الأولى نحو استرجاع المجد الإفريقي الضائع.
فكلاهما عاش نعيم اللقب مرة واحدة الجزائر بأرضها عام 1990 وتونس كذلك عام 2004 وهما مطالبان بإعادة الهيبة للعرب بصحبة المغرب التي تبدأ المشوار غداً بمواجهة منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية ضمن المجموعة الثالثة ومصر التي تستهل مشوار العودة بعد غد بمواجهة منتخب مالي ضمن المجموعة الرابعة.

أهمية البداية
يتعين على محاربي الصحراء الجزائريين ونسور قرطاج التوانسة إظهار كل القوة في حال أرادا تحقيق المجد، فالمنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في آخر نسختين موندياليتين يدخل البطولة مرشحاً كبيراً للتتويج ومحطته الافتتاحية ستكون مع نظيره منتخب الزيمبابوي الذي قلما ظهر في مثل هذه المناسبات في حين سيكون امتحان المنتخب التونسي أقوى عندما يصطدم بأسود التيرانغا السنغاليين المدججين ببعض النجوم الكبار ورغبة أكبر للصعود إلى منصات التتويج للمرة الأولى بتاريخهم وهم الذين كانوا قريبين من التتويج عام 2002 عندما خسروا النهائي بالترجيح ووصلوا إلى ربع نهائي كأس العالم.

أحلام وردية
في عام 1990 حقق المنتخب الجزائري لقبه الوحيد متوجاً العقد الأفضل في تاريخ الكرة الجزائرية بنجمة قارية بقيت يتيمة حتى الآن، وعلى الرغم من أن فريق المحاربين يضم نخبة هائلة من النجوم اللامعين هذه الأيام وسجل أفضل النتائج الإفريقية في مونديال البرازيل 2014 عندما عذب البطل الألماني إلا أنه عجز عن فك العقدة في العرس القاري، وحتى عندما عاد إلى البطولة 2010 اكتفى يومها بالمركز الرابع وهو الأفضل منذ تألق ماجر ورفاقه قبلها بعشرين عاماً، وجاءت الصدمة الأكبر بالفشل بتجاوز تصفيات 2012 وجاءت العودة عام 2013 لتعيد الأحلام الجزائرية إلى مخيلة عشاق المحاربين لكن بقيت كذلك فسقط الفريق من الدور الأول في جنوب إفريقيا قبل أن يصل إلى ربع نهائي 2015.
وبدوره حقق نسور قرطاج اللقب عام 2004 بعد محاولتين تعثرتا في المتر الأخير، فعام 1965 خسر أمام غانا بالتمديد وعام 1996 لم يقو على مواجهة جنوب إفريقيا رغم المستويات الجيدة التي أظهرها التوانسة في تلك البطولة ولكن منذ تتويجه عام 2004 لم يلعب المنتخب التونسي دور البطولة رغم كونه المنتخب الوحيد الذي لم تغب شمسه عن النهائيات منذ عام 1994 عندما كان المستضيف وخرج من دور المجموعات.

بين الواقع والحلم
اليوم يدخل الفريق تحت قيادة مدربه البلجيكي جورج ليكنز بإصرار أكبر على تسجيل نتائج تعيد الألق والبريق للكرة الجزائرية ولديه من اللاعبين ما يكفي لأن تتحول الأحلام إلى واقع، فمجرد وجود رياض محرز وإسلام سليماني والعربي سوداني وياسين ابراهيمي ورشيد غزال وبن طالب يعد كافياً لإطلاق العنان لتوقعات كبيرة إلا أن محبي الخضر يخشون من ألا يقدم هؤلاء والبقية ما هو منتظر منهم خوفاً من الإصابات التي قد تحرمهم من تمثيل أنديتهم.
ولا خلاف أن مواجهة زيمبابوي تبدو غامضة بعض الشيء فرغم فارق الحضور والبصمة الإفريقية بواقع 16 مشاركة جزائرية مزينة بلقب ووصافة والعديد من المراكز الترتيبية مقابل حضورين فقط لزيمبابوي قاسمهما المشترك الخروج من دور المجموعات إلا أن اللقاء الوحيد بينهما في النهائيات القارية حسمه منتخب زيمبابوي بهدفين مقابل هدف واحد عام 2004 وبناء عليه فإن لقاء اليوم شعاره حذر جزائري مشفوع برغبة الثأر وجديد زيمبابوي التي تلعب من دون ضغوط وهذا سلاحها الأمضى.
والمذاكرة الأخيرة للأشقاء كانت بمواجهة موريتانيا حيث أراد المدرب تطبيق الأفكار الهجومية وظهر ذلك على أرض الواقع بسداسية نظيفة سجلها سليماني هدفين وكذلك رياض محرز مقابل هدف لهلال سوداني وياسين إبراهيمي.

مفصلية
لاندري أهو من حسن حظ تونس أم من سوء حظها أنها تصطدم بالسنغال في المباراة الافتتاحية، فالفوز يدفعها بقوة نحو ربع النهائي والعثرة تجعل مباراتها مع الشقيق الجزائري مفصلية لا تقبل القسمة على اثنين، وكلنا يعلم أن منتخب السنغال تأهل بالعلامة الكاملة وهو بذلك استثناء وأبرز لاعبيه ماني وموسى سو وبيرام ضيوف.
وتميل لغة التاريخ القاري للأشقاء بـ17 مشاركة مقابل 13 للسنغال ولقب تونسي ووصافة مرتين مقابل وصافة وحيدة للسنغال، والمواجهات المباشرة في الكرنفال الأسمر تشير إلى فوز تونسي في ربع نهائي 2004 بهدف جوهر المناري وثلاثة تعادلات صفر/صفر عامي 1965 و2002 و2/2 عام 2008.
والمذاكرة الأخيرة لنسور قرطاج شهدت الخسارة بأرض مصر بهدف مقابل لا شيء وقف من خلالها المدرب الفرنسي كاسبرجاك على العثرات وضرورة تلافيها وأبرز اللاعبين الذين تعوّل عليهم الآمال العكايشي أحد هدافي النسخة الماضية بثلاثة أهداف والمساكني وصابر خليفة ووهبي الخرزي والمدافعان أيمن عبد النور وعلي المعلول والحارس المثلوثي.
للتذكير فإن المباراة الأولى بتمام السادسة والثانية عند التاسعة وهذا هو توقيت جميع مباريات البطولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن