سورية

جاويش أوغلو أكد عزم أنقرة وموسكو دعوة أميركا إليها … تحضيـــرات محادثــــات «أستــــانا» تتكثـــــف

| وكالات

حسم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الغموض حول مشاركة الولايات المتحدة في لقاء «أستانا» المقرر الأسبوع المقبل. ومع اقتراب موعد اللقاء تكثفت التحضيرات بين رعاة المحادثات وموسكو ودمشق.
وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا وروسيا ستدعوان الولايات المتحدة للمشاركة في محادثات «أستانا»، علماً أنها تعقد بعد ثلاثة أيام من تسلم دونالد ترامب مقاليد السلطة في واشنطن. ويبدو أن الدولتين تنتظران خروج باراك أوباما من السلطة كي توجها الدعوة لخليفته.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن روسيا وجهت دعوة لإدارة ترامب للمشاركة في مفاوضات «أستانا». وأوضحت الصحيفة، أن السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، أبلغ الإدارة الأميركية القادمة بهذه الدعوة خلال مكالمة هاتفية مع مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين أواخر الشهر الماضي، إلا أنها أشارت إلى أن فلين لم يحدد موقف الإدارة من الدعوة أثناء الاتصال.
عدم وضوح موقف إدارة ترامب حيال المشاركة في المحادثات دفع الروس إلى الحذر. وقال الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف: إنه لا يستطيع القول حتى الآن أي شيء بشأن المشاركة الأميركية المحتملة في محادثات أستانا.
وسبق لوزارة الخارجية الأميركية: أن أكدت أنها لم تتلق أي دعوة رسمية للمشاركة في محادثات «أستانا».
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر: «لم نحصل حتى الآن، حسب علمي، على الدعوة الرسمية للمشاركة في اجتماع «أستانا»، لكن العملية الخاصة بتنفيذ هذه المبادرة مستمرة، ونتواصل حولها مع كل من تركيا وروسيا». وإداركاً منه أن القرار بشأن المحادثات هو من صلاحيات الإدارة المقبلة، نصح تونر إدارة ترمب بمواصلة العمل حول سورية مع روسيا وتركيا. وشدد على أن الولايات المتحدة ترحب بكل المحاولات لتنظيم مفاوضات خاصة بتسوية الأزمة السورية من شأنها الإسهام في نجاح مفاوضات جنيف، وهو موقف إدارة أوباما التقليدي التي تحرص على عملية جنيف حيث تمسك واشنطن بأوراق كثيرة.
في الغضون، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس مع السفير السوري لدى روسيا رياض حداد الاستعدادات لمحادثات «أستانا».
وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، نقله الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم» تبادل بوغدانوف وحداد «الآراء بشأن الوضع في سورية وحولها»، موضحاً أن الجانبين «أعربا عن رضاهما عن خلق نظام وقف إطلاق النار (الذي أعلنته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أواخر كانون الثاني الماضي) فرصاً لازمة لتخفيف الوضع الإنساني في سورية، والجهود الرامية إلى تمرير الحل السياسي بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254». واللافت أن الخارجية الروسية لم تأت أبداً على ذكر بيان جنيف.
وعلى الأرجح أن يكون بوغدانوف قد أبلغ حداد بنتائج اجتماعه الثلاثي مع نظيريه التركي والإيراني في موسكو أول من أمس.
وبحث بوغدانوف مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري، ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، التحضيرات الجارية لمحادثات أستانا.
وأوضح بيان للخارجية الروسية أن مسؤولي الدول الثلاثة تناولوا في اجتماعهم كيفية إيجاد حل سياسي من شأنه أن ينهي الأزمة السورية بشكل كامل، موضحاً أنهم أقروا بإمكانية إحلال السلام الدائم في سورية من خلال محادثات أستانا، متفقين على وجود فرصة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب عبر هذه المحادثات أيضاً.
وسبق محادثات موسكو التحضيرية، اجتماع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، تناول بالبحث مسائل التحضير لإجراء محادثات آستانة بين أطراف الأزمة السورية، مع الأخذ بعين الاعتبار «المكالمتين الهاتفيتين الأخيرتين لفلاديمير بوتين مع الرئيسين الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف والتركي رجب طيب أردوغان»، حسبما أفاد الكرملين.
وسبق لبوتين وأردوغان أن ناقشا في اتصالهما الهاتفي توسيع نطاق وقف إطلاق النار في أنحاء سورية ومحادثات آستانة. وأوضح الكرملين أن الرئيسين اتفقا على أن هناك التزاما بوقف إطلاق النار «بشكل عام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن