رياضة

خبرة ودهاء رينار أمل المغرب في أمم إفريقيا .. الإثارة حضرت في افتتاح الكرنفال الأسمر

| محمود قرقورا

يبدو أن النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الإفريقية التي انطلقت في الغابون أمس الأول واعدة بامتياز، فعندما يكون للمفاجأة عنوان فهذا مبشر بكل المعايير، ولذلك تتطلع جماهير القارة السمراء بشغف إلى الحدث الكروي الجلل في القارة.

أمس الأول وقع منتخب الغابون الذي يشارك للمرة السابعة بفخ منتخب غينيا الاستوائية الذي يستعرض قدراته للمرة الأولى بمواجهة الكبار عندما سجل الضيف الجديد هدف التعادل مع أفول شمس المباراة، وعندما سجل منتخب الكاميرون الذي يشارك للمرة الثامنة عشرة هدف التقدم بمرمى بوركينا فاسو التي تشارك للمرة الحادية عشرة اعتقد المتابعون أن منتخب الأسود غير المروضة في طريقه لانتزاع النقاط الثلاث ولكن الأحصنة قفزت بأعلى طاقتها لتجاري الخصم العنيد فكان التعادل الذي سيجعل الجولة الثانية لمباريات المجموعة الأولى تبدأ من الصفر فالخطأ ممنوع والفوز يعني الاقتراب من العبور، ولأجل ذلك جاءت التصريحات عقب الجولة الافتتاحية متزنة فتبادل المدربون الاحترام واحتفظوا بتفاؤلهم وهذا التفاؤل مشوب بالحذر على أن تكون ثانية الجولات حامية الوطيس.
الإثارة ستستمر من خلال مباريات المجموعة الثالثة فتلعب ساحل العاج مع توغو بداية من السادسة مساءً ثم مباراة المسمار للمنتخب المغربي الشقيق بمواجهة منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية بداية من التاسعة حيث يرى المتابعون أن عودة أسود الأطلسي إلى الألق الإفريقي مرهون بخبرة ودهاء المدرب الفرنسي رينار الذي أحرز اللقب مع زامبيا عام 2012 ومع ساحل العاج في النسخة الفائتة 2015 ليكون بذلك المدرب الوحيد الذي حقق اللقب مع منتخبين مختلفين وينشد اللقب الثالث ليستقر في أعلى هرم المتوجين إلى جوار غيامفي الغاني وشحاتة المصري وعندها سيتحول إلى بطل قومي بكل تأكيد.

افتتاح مثير
نحج منتخب الغابون في أخذ الأسبقية عن طريق هدافه أوباميانغ الذي سجل هدفه الدولي الثاني والعشرين في الدقيقة 52 ليتساوى مع زيونغيما بأعلى لائحة الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده، ولا نغفل أنه سجل للبطولة الرابعة على التوالي واصلاً للهدف السادس في النهائيات القارية، وبدت الأمور مبشرة للمنتخب المستضيف الذي وصل إلى ربع النهائي 1996 و2012 إلا أن جواري سواريز أدرك التعادل في الثانية الأخيرة مسجلاً هدفه الدولي الأول ويا له من هدف ستخلده كتب الأرشيف في غينيا بيساو.
في المباراة الثانية تقدمت الكاميرون في الدقيقة 35 عن طريق موكاندغو مسجلاً هدفه الدولي الثامن في 38 مباراة ولكن منتخب بوركينا فاسو أدرك التعادل عن طريق يوسوفو دايو قبل ربع ساعة من النهاية موقعاً هدفه الدولي الأول في 19 مباراة دولية وبذلك يحقق منتخب بوركينا فاسو البداية المطلوبة في سعيه لبلوغ دور الثمانية.

امتحان قاسٍ
بدأ أمس المنتخبان الجزائري والتونسي المشوار فلعبت الجزائر مع زيمبابوي وتونس مع السنغال واليوم بداية من التاسعة يستهل منتخب المغرب الشقيق مبارياته بمواجهة منتخب الكونغو الديمقراطية، ومن حسن حظ الأشقاء أن لغة التاريخ في الكرنفال الأسمر تميل إليهم فخلال أربع مواجهات حصل التعادل ثلاث مرات بنتيجة 1/1 أعوام 1972 و1988 و1992 مقابل فوز عام 1976 بهدف نظيف في طريق الأشقاء للتتويج الاستثنائي.
ويرى المتابعون أن المغاربة يمتلكون مفاتيح مهمة كصخرة الدفاع التي نهلت من الكالتشيو بصفوف اليوفي ما فيه الكفاية لضبط الخطوط الخلفية بفضل مهدي بن عطية والأمل معقود على المهاجم يوسف العربي صاحب الـ15 هدفاً دولياً وعمر قادوري لاعب نابولي، وسعى المدرب رينار لإحاطة السرية بالحصص التدريبية الأخيرة وفاجأ النقاد بدعوة فيصل غراس لاعب هارتس الاسكتلندي الذي لم يحضر معسكر الإمارات، لكن مثل هذه القرارات تبقى محط احترام الجميع نظراً للثقة بإمكانيات المدرب فطفا على السطح السؤال التالي: هل يكفي سحر رينار لإعادة التوهج للكرة المغربية وخاصة أنه عالم بخفايا تضاريسها، والأهم أنه حاذق في ماهية مباريات البطولة.
منتخب المغرب يخوض مشاركته السادسة عشرة مكتفياً بلقب ووصافة بينما منتخب الكونغو الديمقراطية حضر في سبع عشرة مشاركة سابقة عرفت تتويجين والخوف من المهاجم مبوكاني الهداف التاريخي لمنتخب الكونغو الديمقراطية برصيد 18 هدفاً وهو أحد هدافي البطولة في النسخة الفائتة وكذلك المهاجمان موبيلي وبوكيلا.

الحفاظ على القمة
صدق من قال إن الحفاظ على القمة أصعب بكثير من الوصول إليها وهذا حال منتخب الأفيال الذي يشارك للمرة الثانية والعشرين حيث يبدأ حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة منتخب توغو بغياب يايا توريه والمعتزل دولياً شقيقه كولو إضافة إلى المصاب جيرفينيو وثلاثتهم كانوا أعمدة في غينيا الاستوائية قبل عامين، ولذلك سيحمل ويلفريد بوني صاحب الـ13 هدفاً دولياً ولاعب الوسط غراديل والخبير سالمون كالو صاحب الـ28 هدفاً في 90 مباراة دولية العبء الأثقل في الحفاظ على علياء وكبرياء الأفيال، ولكن الخصم اليوم لا يستهان به رغم حضوره المتواضع في النهائيات فخلال سبع مشاركات سابقة بلغ ربع النهائي مرة واحدة ولا شك أن عنصره الأبرز هو أديبايور زعيم لاعبي وهدافي توغو برصيد 30 هدفاً في 73 مباراة دولية نظراً للخبرة الكبيرة التي اكتسبها من الدوريات الأوروبية الكبرى.
للتذكير فإن المنتخبين تقابلا في النهائيات القارية أربع مرات فاز الأفيال 3/صفر عام 1984 و2/1 عام 2013 مقابل تعادلين بهدف لمثله عام 2000 ودون أهداف عام 2012.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن