رياضة

هذا ما حدث في كرة الحرية .. استقالة مبكرة والماردنلي رجل المرحلة القادمة

| حلب – فارس نجيب آغا

حتى ما قبل الفوز على الكرامة لم تكن تعيش كرة الحرية أفضل حالاتها، والواضح أن هناك جمراً دفيناً تحت رماد ينتظر لكي يرمي لهبه بدليل تسارع الأحداث من خلال الاستقالة التي قدّمها مدرب الفريق الكروي مصطفى حمصي في بحر الأسبوع الماضي بعد وشيات صدرت عنه طالت مشرف اللعبة الكابتن أحمد قدور عبر التدخل في عمله كما ألمح.
طبعاً لسنا اليوم أمام حدث فريد أو غريب، ويمكن القول إن التاريخ يعيد نفسه والمشاهد الدرامية هي نسخ لصق ولكن بأسماء جديدة في كل مرة توزع فيها الأدوار مع الأخذ بالحسبان عمليات التحمية التي يجريها البعض بغية النيل من مجلس الإدارة الحالي، علماً أن هؤلاء قد جرّبوا كثيراً وأخذوا حقهم ولم يقدموا شيئاً اللهم إلا البروظة فقط لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

على العموم بعد اتصالات عديدة وتقاطعات مع الروايات حول ما يخص فريق كرة القدم نستطيع توضيح بعض النقاط المهمة قد نكون أصبنا في بعضها وقد نكون أخفقنا في البعض الآخر، علماً أننا لسنا طرفاً في القضية وأمنيتنا تكمن في لمّ الشمل بين أبناء النادي وتوحيد الصفوف لأن الوقت ليس في مصلحة الفريق، وعلى من يدعي محبته وغيرته أن يبرهن على ذلك الآن بعيداً عن الدعايات الإعلانية التي لا نفع منها لأن الجميع ملّ منها والقول يجب أن يقترن بالفعل.

مهمة صعبة
مع تسلم مجلس الإدارة الجديد وتوزيع المكاتب قبل انطلاق دوري التصنيف بأسابيع كان من البديهي أن يشرف على ملف كرة القدم الكابتن أحمد قدور فهو الرجل الأنسب لهذه المهمة، وللأمانة حاول الرجل كل ما بوسعه تدعيم صفوف الفريق وفق الإمكانيات المالية المتاحة والمتواضعة، ولم يقصر في عملية انتداب بعض اللاعبين عن طريق الإعارة لسد النقص والعجز الحاصلين نتيجة الهجرة وعدم وجود عناصر فاعلة على مستوى دوري المحترفين.

نتائج ومحاسبة
تسلم المدرب مصطفى حمصي المهمة وبفترة زمنية قصيرة تم تحضير الفريق بما تيسر استعداداً لدخول دوري التصنيف الذي أقره اتحاد كرة القدم ومعها جاءت النتائج متباينة، لكن في النهاية ثبت الحرية نفسه ليكون مع كوكبة أندية دوري المحترفين رغم وجود عدة ملاحظات تم التغاضي عنها من مجلس الإدارة حتى لا تعرقل مسيرة الفريق ضمن سباق الدوري وترك المحاسبة حتى تنتهي المرحلة.
زمرة معينة

طبعاً المنغصات التي حدثت خلال مسيرة دوري التصنيف أمر يواجه معظم الأندية وسط الغمز واللمز حول تهاون الجهاز الفني مع بعض اللاعبين ومنح فرصة اللعب للبعض على حساب البعض الآخر، وكأن مراكز زمرة معينة محجوزة منذ البداية وحتى النهاية مع وقوع أخطاء قاتلة لم ينتبه إليها الجهاز الفني رغم تعيين الكابتن ديبو الشيخو وخالد الظاهر ليكونا سنداً للمدرب كمشرفين يمكن الاستئناس برأيهما عند الضرورة وهو ما لم يتقبله المدرب وبقي ينفذ ما يجول في خاطره ويدير ظهره لكل النصائح المقدمة.

حسن نية
كانت النية تتجه لإقالة المدرب بعد نهاية دوري التصنيف لكن مجلس الإدارة تريث قليلاً وأراد منح الحمصي فرصة جديدة تعبيراً عن حسن النية، علماً أن بعض الأمور لم تتحسن وبقي بعض اللاعبين ينالون شرف المشاركة رغم عدم التزامهم، ومع خسارتين من حطين والطليعة كان لا بد من اجتماع عاجل من مشرف اللعبة لسماع وجهات نظر اللاعبين والمدرب والتحدث بشفافية وتذليل المعوقات إن كانت من مجلس الإدارة والوقوف على أبرز النقاط الغائبة.

شرارة الخلاف
في اليوم التالي ومع بداية الحصة التدريبية طلب المدرب من اللاعب حازم جبارة الخروج لعدم التزامه بسبب وضع خاص ويتغيب ببعض الأحيان، ومع تدخل مشرف اللعبة قرر المدرب استبعاد اللاعب نهائياً، فيما رأى مشرف اللعبة أن من حق المدرب اتخاذ القرار الذي يناسبه لكن لا تعالج القضية هكذا ويجب استيعاب الأمر واتخاذ عقوبة تناسب حجم المشكلة لا أن يطرد اللاعب نهائياً، علماً أنه شارك بجميع مباريات دوري التصنيف كأساسي وقدم مستوى جيداً.

فوز ثمين
ما حدث عجّل باستقالة الحمصي لأنه على علم مسبق أن لقاء الكرامة سيكون المتنفس الأخير له وفي حال لم يخرج بنتيجة طيبة فإقالته جاهزة فوراً، فمجلس الإدارة حاول تعيين مدرب جديد بدل الحمصي ووقع الخيار على الكابتن محمد دهمان الذي رفض العمل لعدم تحضيره الفريق، وبناء عليه لم يكن هناك بد من اختيار مدرب يقود الفريق حيث تم تكليف مدرب الشباب الكابتن إدريس ماردنلي ليكون على رأس الهرم التدريبي لفريق الحرية، وليبتسم الحظ له ويحقق انتصاراً ثميناً على الكرامة منحت الحرية أول ثلاث نقاط في الدوري وجعلت جماهيره تتنفس الصعداء على أن يكون القادم أفضل ويحقق الفريق نتائج جيدة تضعه في موقع الأمان وألا يتكرر سيناريو كل موسم بالبحث عن الهروب من شبح الهبوط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن